الدكتور "يعقوب ناصر الدين" يحصدُ المَجدَ بمِعولِ العِصاميّة

صنارة نيوز - 2016-02-18 10:03:19

بقلم : بثينه السراحين

 

قُيّض لهُ المجد بمعول العصاميّة.. فلا هو وارث الكسل أو الإتكال على ثروة أبيه أو جدّه.. وإنما اتّحدت في شخصه معاني التصميم والإجتهاد والكدّ والعمل.. ولا هو من سانده الحظ وإنّما نامت أعين المتخاذلين فيما عيونه ساهرة تحرس الغد والأمل..  وفي حين أظلمت دروب المترددين والجبناء؛ كان ذاك المقدامُ يشق فجرهُ ويخطّ دربه نحو الألمعيّة بخطوات حثتها الثقة، وتصاعدت بها نحو أعالٍ لم تكن نفسهُ التوّاقة لقطاف النجوم ترتضي بما يقلها منزلة ومرتبة.

وفي مسيرته التي إزدانت بالنجاحات ولم تتعثر يوماً بالإخفاقات.. سطر الدكتور "يعقوب عادل ناصر الدين" تجربة فريدة؛ تصلح لأن تتخذها الأجيال الشابة أنموذجاُ لشحذ الهمم، وتجربة فريدة في التصميم والإصرار وشحن الذات بالطاقة الفيّاضة بالخيرات على مجتمع بمكمله، وليس على صانع تلك التجربة فقط وكاتب فصول الحكاية ومحرك أحداثها.

جعل الدكتور يعقوب ناصر الدين من التحديات في أول قطار العمر محفزاً على العمل المقرون بالعلم.. فلا تقوم قائمة المرء إلا بإنارة العقول قبل ملء الجيوب. وكانت المادة، وفق منظوره، ومنذ البدء وسيلة للتغيير وللتطوير ولم تكن لديه، وحتى يومنا هذا، هدفاً بحد ذاته. لذا نجده في كل إستثماراته وأعماله التجارية يرفع شعار" الفائدة للجميع"، وهو الأمر الذي ترجمهُ فعلاً وعملاً ولم يتخذه قولاً مفرغاً من التطبيق.

وفي بداياته، نجح في إستثمار الوقت ولم يضيع منه شيئاً في لوم الظروف والأقدار كما يفعل العجزة والضعفاء، فقرن العمل بالدراسة الجامعية، وأنفق شبابه في إرضاء خالقه متسلحاً بقوله تعالى ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ). ولنجدهُ يبذل قصارى جهده في توفير سُبل العيش والتعلم، فتنقل بين وظائف عدة بسيطة كفتهُ شرّ الحاجة وأمّنت لهُ تعليمه الجامعي، والذي ما أنْ تسلح به، حتى سارع لبلورة تجربته العملية بكل كفاءة وإقتدار.

ولم يكن عجولاً، بل عرف منذ البدء بأنّ الغلال لا يحصدها إلا من زرع، فأستبق الحصاد بعملٍ دؤوب، منذ تخرجه من الجامعة في العام 1977م وحتى تمكن من تأسيس أول شركة تجارية برأس مال صغير في العام 1984م، وكان الإمتنان والعرفان والوفاء لوالده ولعائلته جليّاً في إسم الشركة التي أشهرها تحت إسم (يان)، حيث تلخص الأحرف الأولى من إسمه وإسم والده وعائلته باللغة الإنجليزية. ولتكبر (يان) وتربح تجارتها ولتتسع أعمالها وتتشعب اليوم تحت إسم مجموعة (يان) الإستثمارية إلى شركات أربع، تشكل في مجملها ثمرة جهد وعمل مدروس ومتواصل لرجل ذو عزيمة وصاحب رؤية إقتصادية ثاقبة وخلاقة.

ومع أنه لاقى النجاح في شتّى أعماله الإستثمارية، إلا أنّ البصمة التي خلفها ولا يزال يحفرها الدكتور يعقوب ناصر الدين على صعيد الإستثمار في التعليم لم تكن تجربة عابرة أو مستنسخة ومكررة، بل جعل منها تجربة فارقة وغير مسبوقة، إنطلاقاً من إدراكه المتعمق بأن الإستثمارفي العقول هو الأكثر ربحية؛ لجهة عوائده الكبيرة في تحقيق التنمية البشرية، والتي لن تقوم قائمة للوطن والمواطن بدونها، ومن هنا إتخذ هذا الرجل مكانتهُ المتميزة كرمز أكاديمي إرتبط بالأذهان إسمهُ المقرون بصرحه التعليمي الشاهق "جامعة الشرق الأوسط"، والتي يديرها بعناية فائقة عبر رئاسته لمجلس أمانتها.

وكان الدكتور يعقوب ناصر الدين أسس "جامعة الشرق الأوسط "العام 2005م، لخلق حالة من التوازن في ظلّ بروز وشيوع ظاهرة " بزنس التعليم"، وأنطلق من خلال هذه التجربة التعليمية الفريدة نحو تقديم تعليم نوعي غير تقليدي في جامعة غير ربحية شعارها "المعرفة قوة"، وتسعى للمنافسة عربياً وعالمياً على صعيد جودة التعليم، وتُعنى بالبحث العلمي عبر خلق بيئة محفزة على الإبداع والتميز.

وكان الدكتور يعقوب ناصر الدين يسعى من خلال صرحه التعليمي الجامعي (الشرق الأوسط) للتماهي مع شغفهِ بالعلم والبحث، والذي برز فيه من خلال بحوثٍ عدّة لهُ تم نشرها في مجلات علمية عالمية محكمة. وكان مبادراً لتطبيق الحاكميّة في المؤسسات الأكاديمية الأعضاء في إتحاد الجامعات العربية، حيث ينشط حالياً في العمل كرئيس تنفيذي للمجلس العربي لحوكمة الجامعات العربية.

وفي حين جعل الدكتور يعقوب ناصر الدين من "جامعة الشرق الأوسط" حاضنة للتراث الوطني عبر إشهار مركز لإحياء التراث منبثق عنها، نجدهُ ينخرط في التنمية المجتمعية عبر نشاطات شتّى من مثل رئاسته للهيئة الإدارية لمنتدى الخليل للتنمية الشاملة، والرئاسة الفخرية لنادي البقعة الرياضي. بينما يضاعف من إهتمامه بنشر التوعية المجتمعية عبر اضطلاعه بدوره التنويري كقائد رأي وكاتب في كبريات الصحف اليومية، آخذاً على عاتقه تقديم طروحات واقعية وأفكار بناءة تتجانس مع تطلعات المواطنين لتحقيق حياة أكثر يُسراً وأفضلية.

ويواصل الدكتور "يعقوب ناصر الدين" بذل وقته وجهده وفكره وماله في رفد الوطن والمواطن بأسباب التطور والنماء.. حدّ أنّك تتخيّل بأنّ كَرْمَةً "خليليّة" طرحت عُصَارَةَ "عِنَبِهَا" في جوفٍ أنهَكَهُ الجفاف فأرتدّت "حَلاوتهُ" في الروح إنعاشاً وحياة..!

yaaqoub-2.jpg

yaaqoub-3.jpg