هل يجوز تطليق الأردنيات عبر "الواتس اب"؟
صنارة نيوز - 2016-02-14 09:31:13حرم قانون الاحوال الشخصية العديد من النساء اللواتي أصبحن يطلقن عبر وسائل التواصل الاجتماعي من اثبات طلاقهن، حيث وضعهن القانون في مأزق لا يحسدن عليه وجعلهنّ عرضة للطلاق والرجوع للزوج دون ان يتمكنَّ من اثبات تعرضهن للطلاق.
حيث اشترط القانون على من يطلق زوجته بالكتابة باي وسيلة ان تكون نيته اتجهت للطلاق فاذا ما حضر الزوج وحلف على ان نيته لم تتجه لتطليقها فانها تخسر دعواها.
وتشهد اروقة المحاكم تفاقماً ملحوظاً لظاهرة الطلاق عبر وسائل التواصل الاجتماعي خاصة عبر الواتس اب،, اذ اعتبرها ازواج وسيلة للوصول الى زوجته لمواصلة الشجار معها بعد مغادرتها بيت الزوجية من ثم تطليقها عبر الواتس اب.
قصص انسانية تعاني منها العديد من النساء تشهدها أروقة المحاكم الشرعية تشير لتفاقم ظاهرة الطلاق عبر الواتس اب، ويخسرن الدعوى بسبب النص القانوني الذي يفرج على الزوج بتحليفه اليمين على نيته وفي الغالب يحلف الزوج وتخسر الزوجة الدعوى.
وردت محكمة عمان الشرعية دعوى اثبات طلاق اقامتها سيدة اردنية ضد زوجها الخليجي ادعت فيها انه طلقها عبر الواتس اب وفق ما اكد وكيل الدفاع عن الزوج المحامي سلطان الدرادكة.
وقالت الزوجة في دعواها ان زوجها ارسل لها ثلاث رسائل في اوقات متفرقة تضمنت هذه الرسائل طلاقها حيث كانت كل رسالة تنص "انت طالق".
وبين المحامي الدرادكة ان المحكمة بحثت موضوع الطلقات الثلاثة من خلال التحقيق مع الزوجين حيث ادعى الزوج انه في الطلقات الثلاث كان تحت تأثير الخمر والمسكرات وانه لم يكن واعيا لما يقول او يكتب ولم يقصد طلاقها. وتم تحليفه اليمين على انه كان تحت تأثير السكر الشديد وانه لم يكن واعيا لما يقول او يكتب فحلف اليمين الشرعي على ذلك وقررت المحكمة رد دعوى الزوجة.
وبين المحامي الدرادكة ان الطلاق يعتبر نافذا لو اقر الزوج بذلك وانه كان مدركا لما يفعل واذا لم يقر بذلك فعلى الزوجة عبء اثبات العكس والا تخسر دعواها.
من جهتها قالت المحامية المتخصصة في القضاء الشرعي سميرة زيتون ان الطلاق عبر الفيس بوك او الواتس اب يعتبر نافذا اذا ما اقر الزوج بذلك، واستشهدت بذلك بان احد الازواج ارسل لزوجته رسالة عبر الواتس قال لها فيها "انت طالق" وتقدمت السيدة بدعوى امام محكمة عمان الشرعية حيث حضر الزوج واقر بانه هو مرسل الرسالة وانه قاصد تطليقها وثبتت المحكمة الطلاق.
وبينت زيتون ان اقرار الزوج بانه هو مرسل الرسالة وانه قاصد الطلاق شرط لاعتبار الطلاق نافذا.
وبين المحامي راتب الظاهر ان عيبا شرعيا ادخل النساء في مأزق وقال "هناك وضع غير سليم لان القانون اعتبر الطلاق بالكتابة يحتاج لنية فاذا ما حضر الزوج بعد كتابته للرسالة سواء على ورقة او على الواتس اب او على الفيس وقال انه لم يكن بنيته الطلاق فانه يحلف على نيته واذا قال لم يكن بنيتي الطلاق فتخسر المرأة دعواها".
وقال "احدى السيدات وجه لها زوجها رسالة عبر الواتس اب طلقها فيها وتقدمت الزوجة بدعوى تثبيت الطلاق الا ان الزوج قال امام محكمة عمان التي كانت تنظر في الدعوى انه لم يكن بنيته الطلاق وقامت المحكمة بتحليفه اليمين على نيته وحلف وخسرت الزوجة دعواها".
ورأى أن "هذا الوضع غير سليم، اذ ما الفرق بين قول الزوج لزوجته انت طالق وبين الكتابة باي طريقة كانت، فالكتابة لفظ صريح لا يحتاج الى نية وكلاهما تعبيرا عن ارادته لكن القضاء يعتمد النص القانون وقانون الاحوال الشخصية رقم 36 لسنة 2010 هو الذي اشترط النية في الطلاق بالكتابة، وهذا ما دفع العديد من الازواج إلى تطليق زوجاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي واذا ما غير رأيه يحلف ان نيته لم تتجه لتطليقها".
ولفت المحامي الظاهر إلى ان غالبية النساء اللواتي يطلقن عبر وسائل التواصل الاجتماعي يكنَّ غادرن بيت الزوجية لمنزل اهلها بعد خلاف معه فيرسل لها بالرسالة.