«كلمات ليست كالكلمات»

صنارة نيوز - 2016-01-18 13:31:48

 



عصام قضماني

تمخضت الكلمات النارية للنواب عن ثقة الاغلبية في موازنة اليوم على موازنة 2026 , فلم يكن متوقعا العكس وهو ما حصل خلال مناقشة 3 موازنات لحكومة الدكتور عبدالله النسور .
ناقش النواب كل شيء الا الموازنة , لكن المثير هو ان النواب الاشد نقدا كانوا الاكثر توقعا للنتيجة وبينهم من منح الثقة .
اللافت المتكرر في النقاشات هو الدعوة الى خفض النفقات وفي ذات الوقت زيادتها عبر مطالب تتكلف مئات الملايين .
باستثناء ومضات خاطفة لنواب قلة وكتل واحزاب كانت ارقام الموازنة غائبة بالمقارنة مع التوسع المفرط في السياسة ونقد إجراءات حكومية وكأننا أمام مجلس نيابي جديد كليا و متحمس , يريد إثبات إستحقاقه لثقة ناخبيه , الذين خفضوا التوقعات سلفا , تبعا لظروف المرحلة , وإستكمالا لكل المخاضات التي سبقت في علاقة السلطتين وفي علاقة كليهما مع الشعب .
حتى الاحزاب او مخرجات القوائم والكتل عبرت عن أراء شخصية محدودة في داخلها ولم تكتف بكلمة واحدة جامعة فتركت للاعضاء من النواب حرية التعبير عن مواقفهم ومطالبهم خارج الكتل او الحزب او التجمع وكأن الكلمات الجامعة ستحرم النائب فرصة أخيرة لمخاطبة الشارع عبر شاشات التلفزيون في دورة هي الاخيرة للمجلس.
مرت الأرقام على خجل في الكلمات وباستثناءات محدودة دخلت بعض الكلمات الى عمق المشاكل الاقتصادية خلف الارقام وناقشتها بهدوء مثل الاقتراحات التي تضمنتها كلمات نواب عمليين ونقاط جديرة مثل تلك التي وردت في كلمة الاتحاد الوطني وكلمات فردية أخرى. 
لم يكن مطلوبا حجب الثقة عن الموازنة بل مناقشتها وتعديلها للأفضل بموجب الدستور واطلاع المواطن بهدوء على بنودها .
خاطب النواب الشارع بما لا يريد ان يسمع .. فما كان ينتظره الناس من نوابهم هو حلول للخروج من الأزمات ومقترحات لتحسين مستوى معيشتهم وسبل توفير وظائف لأبنائهم وكيفية مواجهة العجز والمديونية وآليات الدعم وملف المساعدات الذي تحولت المطالب فيه من الاعتماد على الذات كهدف لاستقلال القرار السياسي والاقتصادي الى طلب المزيد .
الخطب النيابية لم تحمل أية مفاجآت في رفع وتيرة النقد مثلها مثل نتيجة التصويت وقد جاءت إستكمالا لمناقشات تناولت ثلاث موازنات سابقة حتى أن بعضها كان نسخة لخطب سابقة جرى تعديل الارقام فيها واحتفظت بعموميتها والاثارة التي ميزتها .
لم يدرك كثير من النواب ان اللغة في مخاطبة الشارع تغيرت فالأخير لم يعد تطربه الاثارة الا قليل .. 
التغيير في الخطاب والسلوك يجري على وقع قانون الانتخاب الجديد المقترح وقانون اللامركزية .
الموازنة حصلت على ثقة الاغلبية النيابية فهل حصل عليها النواب ؟

الراي