انشقاقات حزبية وانسحابات مبكرة بسبب «قوائم الانتخابات»

صنارة نيوز - 18/03/2024 - 1:09 pm

 

الصنارة نيوز-

غادر الأمين العام لأحد الأحزاب السياسية في الأردن لأغراض أداء مناسك العمرة، وعندما أنهى الواجب الديني وعاد إلى عمان لم يعد أميناً عاماً، واكتشف أن الهيئة القيادية للحزب انقلبت عليه واختارت بديلاً. حدث ذلك طبعاً عشية ولادة حزب لأغراض التشبيك مع المجتمع قبل التحضير لانتخابات 2024.

والنتيجة مفهومة في هذا السياق، فقد أعلن الأمين العام المخلوع نيته الترشح للانتخابات بعيداً عن حزبه، لا بل استقال من ذلك الحزب. ولا يخفي قادة أحزاب جديدة رخصت أو اعتمدت بعد مسار تحديث المنظومة السياسية قلقهم وخوفهم من انشقاقات وانسحابات تحصل بعد الإعلان عن قوائم الترشيح الوطنية باسم الأحزاب السياسية، حيث ينص القانون على تخصيص 41 مقعداً من 130 مقعداً، وحيث الاعتقاد راسخ وفقاً لما يقوله المحلل السياسي الدكتور رامي العياصرة بأن الأحزاب أيضاً لديها فرصة للتأثير على السياقات في الدوائر الفرعية عبر تحالفات مع مكونات اجتماعية أو عشائرية ومناطقية.

في كل حال، يعتقد الكثيرون أن زحام الأحزاب قد يعيق الحركة، لكن أخطر ما في الزحام هو إقرار قيادات حزبية بارزة من بينها الأمين العام ومؤسس “إرادة” نضال البطاينة، الذي قال بحضور “القدس العربي” إن التجربة يجب أن تنضج وبدون “تدخلات” حتى تصبح الرؤية أوضح وأعمق، معتقداً أن العمل الحزبي يمكنه التكفل بتطوير تجربته.

بوادر انسحابات لا يمكن التغافل عنها وواردة عشية العملية الانتخابية، فيما يرى مراقبون أن الأحزاب السياسية الوسطية تحديداً لم تنضج بعد حتى يتسنى لها إعداد قوائم المرشحين لمقاعد البرلمان على أساس برامجي، مع أن القيادي في حزب الميثاق محمد الحجوج اعتبر أن العمل البرامجي هو الجوهر والأساس العميق، ومن لم يتدرب عليه أو يعمل به الآن عليه أن يفعل مستقبلاً.

 الزحام ينتج عنه مشكلات كبيرة. وتوقعات حصول انشقاقات أو حتى استقالات جراء اعتماد قوائم الترشيح في الأحزاب الكبيرة، مسألة أصبحت على الأرجح في إطار التوقع.

لكن ما يخشاه كثيرون حتى في جبهة أحزاب الوسط هو أن هندسة المشهد الانتخابي في ظل معادلة متوازنة لا تلقي بمصالح الدولة في المجازفات قد تتطلب الكثير من التدخل لتنظيم مشهد فوضوي بامتياز، حيث إن النضج البرامجي لم يظهر بعد على أي من الأحزاب الكبرى، وحيث إن التجربة العملية في الميدان ووسط المواطنين والشارع لا تزال مسجلة باسم أكبر أحزاب المعارضة عملياً، وهو حزب جبهة العمل الإسلامي الذي يتبع الإخوان المسلمين.

وحزب الجبهة بدوره لم يعلن عن قوائمه الانتخابية، ولا يبدو مهتماً جداً بالتفاصيل، لكن الأهم أنه لم يتوصل بعد إلى الصيغة التي سيشارك في انتخابات عام 2024 بموجبها وعلى أساس أن خيار مقاطعة الانتخاب غير وارد، كما يفهم من عقل وغيره.

في صفوف التيار الإسلامي تتوسع صيغتان مقترحتان، الأولى تتحدث عن قائمة لانتخابات الأحزاب الوطنية المسجلة فقط باسم حزب جبهة العمل الإسلامي، بمعنى أن جميع أعضائها من حزب الجبهة والصيغة الثانية التي تقترح للعودة إلى الاندماجات والائتلافات الوطنية.

 

لكن الانتخابات الوشيكة هي الأولى في عهد مسارات تحديث سياسي، وقد يراقبها الجميع وتعتبر في غاية الأهمية وفي ظرف إقليمي واقتصادي حساس للغاية، وهذا النمط من الانتخاب لم يختبره قبلاً الشعب الأردني، وعلى الأرجح الأحزاب الوسطية لا تعلم بعد من هو الحزب المحوري أو الذي يتمكن من تشكيل أغلبية فعلية في برلمان 2024.

القدس العربي- بسام بدارين