هروب مقترضين لمبالغ مليونية... من المسؤول؟

صنارة نيوز - 25/02/2024 - 10:10 am

الصنارة نيوز/ خاص- محمد سبتي ‏

رجل أعمال عراقي يحتال على مصرف محلي بملايين الدنانير ويفر إلى بلاده..  شركة ‏أردنية تحصل على قروض بملايين الدنانير وصاحبها يهرب خارج البلاد، القبض على ‏صاحب أحد المولات الكبيرة بسبب المطالبات المالية، عناوين رئيسية و"منشتات" تخرج بشكل شبه ‏يومي عبر الصحف والمواقع الإخبارية، يليها الخبر المهم الذي يعكس حالة القلق، واستشعار ‏الخطر لدى المؤسسات السيادية كالبنك المركزي، الذي أصدر اليوم السبت، تعميما على ‏كافة البنوك المرخصة في الأردن، يقضي بتزويده بالبيانات التفصيلية التي تخص مديونية ‏الأفراد والقروض والتسهيلات الممنوحة من البنوك بشكل عام، وذلك بشكل ربع سنوي، ‏اعتباراً من الربع الأول من 2024‏‎.‎

‎ ‎كل تلك الأخبار تدفع المواطنين لطرح الكثير من التساؤلات حول الآلية التي تعمل بها ‏المصارف، والضمانات التي تمنح للمستثمرين، وهل هي كافية لحفظ أموال المساهمين؟ وهل ‏يطلع المصرف المركزي على الضمانات التي يمنحها المستثمرون للبنوك المحلية؟ وهل هي ‏ضمن سياسة منح القروض المعمول بها في البلاد؟ بالمقابل هل يمكن اعتبار تلك الخسائر ‏وهدر الملايين التي يتم اقتراضها من البنوك ناتجة عن الظروف الاقتصادية السلبية في ‏البلاد، وأنه ليس وراءها أي أنشطة احتيالية، وأن هؤلاء الهاربين عبارة عن عدد من ‏المتعثرين الذين مارسوا نشاطاتهم الاقتصادية بشكل شرعي ونزيه في الأسواق الأردنية.‏

الخبير الاقتصادي الكبير محمد عبدالله قال في سياق مشاركته في حوار مع كاتب المقالة حول ‏الموضوع: إن ما يحدث عبارة عن أخطاء ناتجة عن ممارسات مصرفية خاطئة، لأن ‏ابتعاد المواطنين عن أخذ القروض الصغيرة من البنوك بسبب رفع نسبة الفوائد بشكل مستمر ‏ودون مسوغ قانوني جعلت تلك  البنوك تلجأ إلى المقترضين الكبار، ومنحتهم  قروضا مليونية ‏دون الالتزام بقواعد الاقتراض، وهذا جعل من المصارف فرائس سهلة.‏

الأوضاع خلال الأيام الماضية وحجم الملايين الضائعة أو المنهوبة، فاجأت الكثير من ‏المواطنين لأنها بالنهاية ستنعكس بشكل غير مباشر على حياتهم اليومية ومستقبلهم المالي. ‏وستؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة ، وانخفاض الرواتب هذا بالإضافة إلى الآثار النفسية ‏والاجتماعية على الشريحة الكبيرة التي تعمل مع المتعثرين أو الفارين.‏

وبالنهاية فإن ما يحدث يمثل تحديًا كبيرًا للاقتصاد الأردني، وهذا يتطلب استجابة سريعة ‏وفعالة من المؤسسات السيادية ، والمسؤولين الاقتصاديين لتقليل التأثيرات السلبية واستعادة ‏الثقة في الأسواق، كما يتوجب على البنك المركزي، دفع المصارف المحلية لاتخاذ ‏احتياطاتها لحفظ أموال المساهمين، وأخذ الضمانات من كل مقترض لكي لا تتكرر قضايا ‏الاقتراض والهروب.  ‏