اردوغان يتمسك بالقدس ونتنياهو يهاجمه: لن تكون لك- شاهد

صنارة نيوز - 17/09/2025 - 5:52 pm

تزايدت حدة التوتر بين تركيا والاحتلال الإسرائيلي على خلفية التصريحات التي أطلقها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مهاجمًا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن رفض أنقرة تسليم نقش تاريخي لإسرائيل يعود لعام 1998.
وجاء الهجوم خلال زيارة نتنياهو لنفق تهويدي قرب المسجد الأقصى، رفقة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في خطوة اعتبرت تصعيدًا علنيًا جديدًا في العلاقات بين البلدين.

اردوغان: القدس لنا 

صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، قائلا، “لا يمكننا السماح للغرباء بتدنيس القدس الشريف وأعلم أن غيظ الساعين للتشبه بهتلر قد لا يزول أبدا”.
ونقلت وكالة “الأناضول”، مساء اليوم الأربعاء، عن الرئيس التركي، قوله: “نحن المسلمون لن نتراجع قيد أنملة عن حقوقنا في القدس الشرقية وليغضبوا كما يشاؤون”.

وتابع أردوغان “سنقف شامخين بوجه من يريدون تحويل منطقتنا إلى بحر من الدماء ومن يؤججون عدم الاستقرار”، مردفا “لا يستطيع أحد أن يمنعنا من الوقوف بجانب المضطهدين في غزة الذين يكافحون للبقاء بمواجهة الوحشية الإسرائيلية”.

 نتنياهو: القدس لن تمون لك
وأكد نتنياهو أن النقش المعروف باسم “نقش سلوان”، والذي اكتُشف في القدس خلال العهد العثماني ويُحتفظ به حاليًا في متحف الآثار بإسطنبول، يمثل أهمية تاريخية كبرى لليهود.


وأوضح أنه في عام 1998 تواصل مع رئيس الوزراء التركي آنذاك مسعود يلماز، وعرض عليه مبادلة نقش سلوان بأي قطعة أثرية عثمانية موجودة في القدس، مؤكدًا أن هناك آلاف القطع المتاحة في المتاحف الإسرائيلية يمكن اختياره منها.
وأضاف نتنياهو أن يلماز رفض العرض، موضحًا أن قاعدة شعبية متنامية في تركيا يقودها حينها رئيس بلدية إسطنبول رجب طيب أردوغان ستغضب بشدة إذا تم تسليم النقش للاحتلال الإسرائيلي.
وتوجه نتنياهو مباشرة إلى أردوغان بالقول: “سيد أردوغان، هذه القدس مدينتنا، وليست مدينتك. ستبقى مدينتنا دائمًا ولن تُقسّم مجددًا”، في خطاب حمل لهجة هجومية صريحة.

ساسه تركيا يردون على نتنياهو
وردّت تركيا سريعًا على الهجوم، حيث وصف عمر تشليك، متحدث حزب العدالة والتنمية الحاكم، تصريحات نتنياهو بأنها “باطلة ولا قيمة لها”، مشددًا على أنها “هلوسات” تمثل عداءً لقيم الإنسانية وتشكل “جريمة إبادة جديدة ضد البشر وقيمهم”، محذرًا من أن “الإنسانية تحت تهديد هذه العصابة” وأن الرد يجب أن يكون من خلال تحالف عالمي ضد التعصب المعادي للإنسانية.
كما تدخل أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء ووزير الخارجية التركي الأسبق، ليدين تصريحات نتنياهو عبر منشور على منصة “إكس”، واصفًا إياه بالجاهل الذي لا يعرف معنى القدس ولا تاريخها، ومشيرًا إلى أن المدينة التي عُرفت بـ”مدينة السلام” أصبحت “مدينة دماء وإبادة جماعية” بفعل سياسات الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف داود أوغلو أن فترات السلام في القدس كانت دائمًا متزامنة مع العصور الإسلامية، من الخليفة عمر إلى صلاح الدين الأيوبي، مرورًا بالسلطان ياووز سليم والسلطان عبد الحميد، مؤكدًا أن اليهود لم يعيشوا بسلام إلا خلال تلك الفترات.
وشدد داود أوغلو على أن الصراع مع الاحتلال ليس مجرد خلاف سياسي، بل مواجهة بين قيم حضارية، قائلًا: “نحن على طريق إبراهيم، وأنتم على طريق نمرود، ونحن على طريق موسى، وأنتم على طريق فرعون، ونحن على طريق داود، وأنتم على طريق جالوت!”.
وأضاف: “كل أم احتضنتها هذه الأرض تحمل في أحشائها صلاح الدين”، موجهًا رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي بأن القدس ستظل شقيقة مكة والمدينة، وأن أبناء غزة وفلسطين وبلاد الأناضول والرافدين ومصر والفرات سيطهرون المدينة من “الإبادة الجماعية” ويعيدون لها صفة “مدينة السلام”.