المساج العاطفي… حين تتحول المشاعر إلى (سبا) خمس نجوم

صنارة نيوز - 03/09/2025 - 3:28 pm

كتبت - منار الزواهرة 

 

في زمن السوشال ميديا والقلوب المكسورة على مدار الساعة، ظهر اختراع عجيب اسمه "المساج العاطفي"...لا... لا تبحثوا عنه في مراكز التجميل، هذا علاج جديد من نوع آخر، يجمع بين الفلسفة والرومانسية وبين الجرعات المكثفة من الثرثرة والرسائل الطويلة

المساج العاطفي، يا سادة، ليس تدليكًا للظهر أو القدمين، بل هو جلسة روحية يقوم فيها أحدهم بفرك قلبك المرهق بزيوت الكلمات العطرة، ويضع عليه كمادات من "أنا آسف" و"ما قصدت أجرحك" و"أنت الأهم في حياتي". والنتيجة؟قلبك يخرج من الجلسة مرتاحًا لكنه مغطى بآثار جانبية اسمها "إعادة نفس الأخطاء بعد أسبوعين. "

لنتخيل معاً ... جلسة افتتاحية مع الموسيقى الهادئة تدخل إلى غرفة المساج العاطفي، فتجد رائحة الورد تملأ المكان، وعلى الطاولة شموع صغيرة مكتوب عليها "بحبك"، و"سامحني"، و"هالمرة غير". يبدأ المدلك العاطفي بتقنية التنفيس العاطفي " احكي كل اللي بخاطرك " 

فتسكب ما عندك من عتاب وكأنك تفرغ خزان وقود ممتلئ بالهموم. فيومًا ما، وعدك أحدهم أن يكون جادًا في العلاقة، ثم اختفى كالواي فاي في الجبال. وهنا يبدأ المدلك بهز رأسه بتعاطف محترف، وكأنه يدرّس في أكاديمية " كيف تبدو مهتمًا دون ان تفهم" 

 

ففي المساج العاطفي، هناك زيوت عاطفية  متعددة خاصة لكل حالة.

زيت "الوعود المؤجلة": للي وعدوا وما وفّوا.

زيت "الحب عن بعد": لمن يعيش قصة حب بين قارتين واثنين من شركات الاتصالات.

زيت "إعادة التدوير": للمشاعر التي تنتهي ثم تُبعث من جديد كل ثلاثة أشهر.

وكل زيت له حرارة خاصة، يقال إنها تساعد على إذابة جليد الصمت الذي يتراكم بعد الخلافات الطويلة. 

ايضا هناك باقات علاجية وعروض الرفاهية الشاملة: 

- باقة "العتاب الذهبي": خمس رسائل طويلة، ثلاث مكالمات، وايموجي واحد مضحك لكسر التوتر.

 

باقة "إعادة الأمل": تتضمن خطابًا شاعريًا وخطة مستقبلية تنتهي غالبًا ب "بـنشوف " . "-

 

-باقة" VIP    " فيها وردة حمراء، نكتة عاطفية، وتعهد بعدم التكرار… حتى المرة القادمة طبعًا. 

ومثل اي علاج طبعا هناك آثار جانبية و تحذيرات للمساج العاطفي قد يؤدي إلى انتفاخ في التوقعات و ارتفاع مفاجئ في معدل التفاؤل ايضا قد يسبب حساسية مفرطة من الأغاني الرومانسية.ان الافراط بجلسات العلاج العاطفي يسبب فقدان المناعة  ضد الوعود الوهمية و تضخم غير مبرر في الأمال ويُنصح باستشارة الاصدقاء العقلاء قبل الخضوع لجلسة جديدة، حتى لا تخرج بجرح إضافي فوق الجروح القديمة. 

 

في النهاية، يبقى المساج العاطفي ضرورة حضارية فالبشر – مهما ادعوا القوة – يحتاجون من حين لآخر لمن يمسح على قلوبهم قليلًا، حتى لو كانت المسحة مجرد مسكّن سريع. المهم أن نضحك ونحن نعيد نفس السيناريو، لأن الضحك، مثل المساج، يرخّي العضلات… و"القلوب" أيضًا.