“الإمارة الخليلية”: انقلاب على السلطة أم بوابة إلى محور التطبيع الإبراهيمي؟
صنارة نيوز - 07/07/2025 - 9:02 am
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال” مقال رأي لإليوت كوفمان قال فيه إن شيوخا في منطقة الخليل اقترحوا الانفصال عن السلطة الوطنية الفلسطينية وإنشاء إمارة خليلية مرتبطة باتفاقيات إبراهيم.
وقال الكاتب إن فكرة حل الدولتين لم تبد عبثية أكثر منها بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، لكنها ربما فتحت طرقا جديدة لتحقيق السلام.
ونقل الكاتب ما قاله الشيخ وديع الجعبري، المعروف بأبو سند من خيمة الاستقبال: "نريد التعاون مع إسرائيل” و”نريد التعايش”. وقد سبق لزعيم عشيرة الخليل الأكثر نفوذا أن قال مثل هذه الأمور، وكذلك والده، لكن هذه المرة مختلفة. فقد وقع الشيخ الجعبري وأربعة شيوخ بارزين آخرين من الخليل رسالة يتعهدون فيها بالسلام والاعتراف الكامل بإسرائيل كدولة يهودية.
وتقوم خطتهم على انفصال الخليل عن السلطة الفلسطينية، وإنشاء إمارة خاصة بها تنضم إلى اتفاقيات إبراهيم.
تقوم خطة "الشيوخ” على انفصال الخليل عن السلطة الفلسطينية، وإنشاء إمارة خاصة بها تنضم إلى اتفاقيات إبراهيم.
وقد وجه الشيوخ الرسالة إلى وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات، رئيس بلدية القدس السابق، الذي استضاف الجعبري وشيوخا آخرين في منزله والتقى بهم أكثر من اثنتي عشرة مرة منذ شباط/فبراير وطلبوا عرض الرسالة على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وينتظرون رده.
وجاء فيها: "تعترف إمارة الخليل بدولة إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، وتعترف دولة إسرائيل بإمارة الخليل كممثلة للسكان العرب في قضاء الخليل".
ويعلق الكاتب أن قبول إسرائيل كدولة يهودية يتجاوز ما فعلته السلطة الفلسطينية ويمحو عقودا من الرفض. وتسعى الرسالة إلى وضع جدول زمني للمفاوضات للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم و”ترتيب عادل ولائق يحل محل اتفاقيات أوسلو التي لم تجلب سوى الدمار والموت والكوارث الاقتصادية والدمار”، فاتفاقيات أوسلو، التي وافقت عليها إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في التسعينيات، "جلبت علينا السلطة الفلسطينية الفاسدة، بدلا من الاعتراف بالقيادة المحلية التقليدية الأصيلة”.
وستكون هذه هي العشائر، العائلات الكبيرة التي لا تزال تشكل المجتمع الفلسطيني. ويقترح الشيوخ أن تسمح إسرائيل بدخول 1,000 عامل من الخليل لفترة تجريبية، ثم 5,000 آخرين.
وقال الكاتب إن إسرائيل تشكل مصدر دخل مهم للمجتمعات الفلسطينية، التي لم تشهد سوى القليل من التنمية في ظل حكم السلطة الفلسطينية، ولكن تم تعليق معظم التصاريح بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وتتعهد رسالة الشيوخ "بعدم التسامح مطلقا” مع الإرهاب الذي يمارسه العمال، "على النقيض من الوضع الحالي الذي تشيد فيه السلطة الفلسطينية بالإرهابيين”.
ويقول نير بركات إن العملية السلمية السابقة فشلت وإن هناك "حاجة لتفكير جديد”. وعمل بمعرفة من الحكومة الإسرائيلية لاستكشاف الإمكانيات مع الشيوخ. ويقول مصدر إسرائيلي رفيع المستوى إن نتنياهو كان داعما ولكنه حذر، في انتظار رؤية كيف تتطور المبادرة. قد يكون التوقيت خارجا عن سيطرته الآن بعد رفع الشيخ الجعبري غصن الزيتون علنا. ويتوقع الشيوخ أن يقلبوا الرأي العام الإسرائيلي إلى صفهم بـ "خطوتهم الجريئة” كما يقول الكاتب.
ويقول بركات: "لا أحد في إسرائيل يؤمن بالسلطة الفلسطينية ولن تجد الكثير من الفلسطينيين يؤمنون بها أيضا”. "يريد الشيخ الجعبري السلام مع إسرائيل والانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، بدعم من زملائه الشيوخ. من في إسرائيل سيقول لا؟”.
يريد الشيخ الجعبري السلام مع إسرائيل والانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، بدعم من زملائه الشيوخ.
وتقول الصحيفة إن الجعبري، 48 عاما، يستشهد بأفعال أسلافه لكنه يسترشد برؤيته للمستقبل. يقول: "لن تكون هناك دولة فلسطينية، ولا حتى بعد 1000 عام” و”بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لن تمنحها إسرائيل”.
ويتفق مع هذا الرأي شيخ كبير آخر من مدينة الخليل، والذي وقع على الرسالة وأعلن ولاءه للشيخ الجعبري: "إن التفكير فقط في إقامة دولة فلسطينية من شأنه أن يقودنا جميعا إلى الكارثة”.
ويقول كوفمان إنه شاهد أشرطة فيديو للجعبري وشيخا آخر وهما يوقعان على الرسالة، كما واطلع على وثائق تفصل الخطة التي وضعت مع بركات، والتي تشمل إنشاء منطقة اقتصادية مشتركة على مساحة تزيد عن 1,000 فدان بالقرب من السياج الأمني بين الخليل وإسرائيل.
ويتوقع الشيوخ أن توظف المنطقة عشرات الآلاف. كما وتدرج وثيقة باللغة العبرية شيوخ منطقة الخليل الذين انضموا إلى مبادرة الإمارة.
وتضم الدائرة الأولى ثمانية شيوخ رئيسيين، يعتقد أنهم يقودون مجتمعين 204,000 من سكان الخليل. وتضم الدائرة الثانية 13 شيخا آخر، يقودون 350,000 آخرين. وهو ما يشكل أغلبية سكان المنطقة الذين يزيد عددهم عن 700,000 نسمة. وقد أقسمت كلتا الدائرتين بالولاء للشيخ الجعبري في هذا الشأن، وفقا لما شهده أحد المقربين الإسرائيليين للشيخ.
ويضم أفراد هذه العشيرة أيضا العديد من المؤيدين للسلطة الفلسطينية. ويتوقع الشيوخ منهم الوقوف إلى جانب العائلة. ويقول الشيخ الجعبري: "أخطط لعزل السلطة الفلسطينية، إنها لا تمثل الفلسطينيين”. ويضيف أن العشائر حكمت مناطقها لمئات السنين. ثم "قررت دولة إسرائيل نيابة عنا، إحضار منظمة التحرير الفلسطينية وقالت للفلسطينيين: خذوا هذا”.
وعادت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات من منفاها في تونس بعد اتفاق أوسلو عام 1993، ويقول الشيخ إن العملية سميت عملية سلمية ولم ير منها سلاما.
ويقول الشيخ الجعبري: "هناك مثل عربي يقول: لا يحرث أرض القرية إلا عجولها. هذا يعني أن من يعيش عقودا في الخارج، فماذا يعرف عن ينابيع الخليل؟ كل ما تعرفونه أنتم، منظمة التحرير الفلسطينية، عن الخليل هو جباية الضرائب”.
ووردت نبرة أكثر حدة من أربعة شيوخ آخرين أجريت معهم مقابلات عبر زووم: "أطلقت منظمة التحرير الفلسطينية على نفسها اسم حركة تحرير. لكن بمجرد أن تولوا زمام الأمور، لم يتصرفوا إلا لسرقة أموال الشعب” و”ليس لديهم الحق في تمثيلنا لا هم ولا حماس، بل نحن أنفسنا فقط”.
وأضاف شيخ آخر: "نريد أن يسمع العالم ألمنا” و”السلطة الفلسطينية تسرق كل شيء. حتى مياهنا تسرق. ليس لدينا ماء للشرب”. ويقولون إنهم لديهم ماء لأن بركات أقنع رئيس بلدية مستوطنة كريات أربع الإسرائيلية ببناء أنبوب مياه يصل إلى وسط الخليل.
ويقول الشيوخ إنهم في الغالب على وفاق مع المستوطنين، وإن العديد من الفلسطينيين كانوا يكسبون رزقا جيدا في المستوطنات.
ويعلق الكاتب أن المستوطنين سيجدون الكثير مما يرضيهم في الخطة، التي تتجاوز مخطط اتفاقيات أوسلو لتقسيم الأرض. فبينما سيحصل شيوخ الخليل على أراض، سيحصل المستوطنون أيضا على أراض من الأراضي المشاع فيما يعرف بالمنطقة "ج”. ولكن ما مقدارها، وأين؟ هل يمكن أن يتحول ذلك إلى استيلاء على الأراضي؟ وهذه تفاصيل رئيسية تقول الرسالة فقط إنه يجب التفاوض عليها ولكنها تنطوي على احتمال نشوب خلاف متفجر.
من ناحية أخرى، تذكر رسالة الشيوخ محادثات مع يوسي داغان، زعيم المستوطنين في الضفة. يقول إنه يدعم الخطة ويعمل عليها وإن قضايا الأراضي يمكن حلها بين المؤمنين الراغبين في السلام. ويضيف داغان أنه التقى الشيخ الجعبري لأول مرة قبل 13 عاما: "كان والده قائدا شجاعا وضع شعبه في المقام الأول، والابن كذلك”. كما التقى الشيوخ بإسرائيل غانز، رئيس مجلس المستوطنات، والذي عمل معه بركات على وضع خرائط محتملة.
يقول بركات إن الناس في جميع أنحاء العالم يسألون إسرائيل: "أنت ضد حل الدولتين، وأنت ضد حل الدولة الواحدة، فما الذي تريده إذا؟” كانت الإجابة التي وجدها، قبل حوالي خمس سنوات، هي حل الإمارات، وهي فكرة اخترعها موردخاي كيدار، وهو باحث في الثقافة العربية في جامعة بار إيلان الإسرائيلية.
أحضر كيدار الشيخ الجعبري إلى بركات وشاهد الشراكة تزدهر. "هل رأيت الرسالة؟” صرخ كيدار. هذا يعني أن الأمر يحدث بالفعل. لمدة 20 عاما، كان يحاول بيع فكرة الإمارات الفلسطينية، مع إدارة المدن السبع المميزة ثقافيا في الضفة الغربية بشكل فردي من قبل العشائر الرائدة. التقى لأول مرة بوالد الشيخ الجعبري، الشيخ أبو خضر، قبل 11 عاما. يقول السيد كيدار: "لكسب الثقة، عليك أن تجلس مع رجل”.
ويقول إن الدول الفاشلة في العالم العربي: لبنان، سوريا، العراق، السودان، اليمن، وليبيا، هي تكتلات من الجماعات العرقية والدينية والطائفية، مع دول حديثة مفروضة بشكل هش على قمتها. أما الدول الناجحة: الكويت، قطر، عُمان، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فتخضع كل منها لسيطرة عائلة واحدة. ويضيف: "آل الصباح يملكون الكويت، آل ثاني يملكون قطر. آل سعود يملكون المملكة العربية السعودية”. ويتابع: "دبي لديها القليل من النفط، لكنها تدار من قبل عائلة واحدة، آل مكتوم”، لذا يمكنها أن تزدهر.
وكانت فكرة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية هي استبدال الولاءات العشائرية والدينية التقليدية بهوية وطنية فلسطينية. يقول كيدار: "لقد فشلت، والدليل على ذلك حركة حماس، التي تضع الإسلام المتطرف في المقام الأول”. ولكن في النهاية، ظل نظام العشيرة قائماً: "شخص من الخليل، ليس فقط لن ينتقل إلى مدينة أخرى في الضفة الغربية لأنه سينظر إليه على أنه أجنبي، ولكن حتى في الخليل لن ينتقل إلى حي آخر ينتمي إلى عشيرة أخرى”.
وتتميز عشائر الخليل بقوة خاصة، حيث يقول كيدار: "الخليل أكثر تقليدية ومحافظة بكثير، لا سيما بالمقارنة مع رام الله”. ويضيف: "ستكون الخليل بمثابة اختبار لفكرة الإمارات هذه”. ويتوقع هو وبركات والشيوخ أن تمهد الخليل الطريق للتغيير في مدن الضفة الغربية الأخرى، وربما بيت لحم لاحقا، معيدة صياغة العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية.
ويقول كيدار: "تحاول منظمات مثل منظمة التحرير الفلسطينية وحماس بناء شرعيتها على كراهية اليهود وكراهية إسرائيل. لكن العشائر شرعية بحكم التعريف”، "إنهم لا يحتاجون إلى عدو خارجي يخيف الجميع ليخضعوا لحكم حاكم غير شرعي”.
ويقول الشيخ الجعبري إن السلطة الفلسطينية، ومقرها رام الله "لا تستطيع حمايتنا، بل لا تستطيع حماية نفسها”. ويحذر زملاؤه من الشيوخ من أن السلطة الفلسطينية قد تسمح بهجوم على غرار هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل، وبعده يتوقعون أن تصبح الضفة الغربية كغزة، مصدر خوفهم الأكبر. لكن شيخا بارزا من الخليل يقول: "إذا حصلنا على مباركة الرئيس ترامب والولايات المتحدة لهذا المشروع، فقد تصبح الخليل كالخليج، كدبي”.
لكن هل ستنفذ خطتهم؟ يقول بركات إن الشيوخ الخمسة الأوائل كانوا مستعدين للتحرك في نهاية شهر رمضان، بعد توقيع الرسالة في 24 آذار/مارس. وهم يشتكون من أنه طلب منهم الانتظار لأشهر لأن إسرائيل كانت مشغولة، أولاً في غزة، ثم في إيران. وقد ذكر بركات المسؤولين الإسرائيليين بأن الشيوخ قد خاطروا بحياتهم ويعملون وفق جدول زمني خاص بهم. الآن، كما يقول، يجب على إسرائيل حمايتهم: "السلطة الفلسطينية هي المشكلة، وهم الحل”. وقد انضم المزيد من الشيوخ إلى المبادرة منذ آذار/مارس، والقادة واثقون من أنهم تفوقوا على السلطة الفلسطينية عددا وعتادا. يقول أحد الشيوخ: "الشعب معنا، لا أحد يحترم السلطة الفلسطينية، ولا أحد يريدها”. السبب الوحيد لانتظار إسرائيل "هو أنها تحمي السلطة الفلسطينية”.
هذه هي المشكلة. إذا خرج رجال الشيوخ المسلحون بشكل غير قانوني إلى الشارع، فهل سيقف الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) في وجههم؟ إذا كان الأمر كذلك، فسيكون ذلك انتصارا للعادة على العقل، كما يقول بركات. "منذ أوسلو، قبل 30 عاما، تلقت أجهزة الأمن الإسرائيلية تعليمات بالعمل مع السلطة الفلسطينية. هذا كل ما يعرفونه”. ورفض الشاباك التعليق.
مع ذلك، تقول مصادر سياسية وأمنية إن الجهاز يعتبر السلطة الفلسطينية أساسية في مكافحة الإرهاب في الضفة الغربية، وقد عارض خطة الشيوخ داخليا. وتتزايد المخاوف من احتمال اندلاع عنف أو فوضى في مدن أخرى بالضفة الغربية، حيث لا يكون الشيوخ مستعدين. كما أعرب الجيش الإسرائيلي عن مخاوفه.
ويعتقد الكثيرون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن عشائر الضفة الغربية متشرذمة للغاية بحيث لا يمكنها الحكم أو مكافحة الإرهاب.
وقد تساءل المتقاعد غادي شامني، الذي قاد القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي بين عامي 2007 و2009: "كيف تتعامل مع عشرات العائلات المختلفة، كل منها مسلحة، وكل منها تحت سيطرتها؟”. ويضيف أن الجيش الإسرائيلي سيجد نفسه في مرمى النيران و”ستكون فوضى عارمة، كارثة”. ويرفض شامني فكرة أن "التطلعات الوطنية للفلسطينيين ستتلاشى، ويمكن التعامل مع كل عشيرة على حدة”. ويرى أنه "لا سبيل للسيطرة على الضفة الغربية وإدارة الحياة فيها دون السلطة المركزية”.
لكن الجنرال أمير أفيفي، مؤسس منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي، يختلف مع هذا الرأي ويقول إن السلطة الفلسطينية هي الحاضنة المركزية للإرهاب، من خلال التلقين في المدارس ورواتب القتل المدفوعة للإرهابيين. كما يشير إلى أن جهاز الأمن العام (الشاباك) قد يغير رأيه عندما يتولى ديفيد زيني، الجنرال اليميني الذي رشحه نتنياهو، قيادة الجهاز قريبا.
والتقى أفيفي بالشيخ الجعبري عدة مرات ويقدر جديته، بخاصة بعد حشده العديد من الشيوخ الآخرين إلى جانبه. ويضيف: "إذا كان موقف إسرائيل هو أنه لا يمكن السماح للسلطة الفلسطينية بحكم غزة لأنهم إرهابيون وفاسدون، فلماذا يسمح لهم بحكم الضفة الغربية؟”.
ويقول الشيوخ إنهم يستطيعون إبعاد السلطة الفلسطينية عن الخليل في غضون أسبوع، أو يوم واحد، حسب مدى عدوانيتهم. وينصح أحد شيوخ الخليل البارزين إسرائيل: "فقط لا تتدخلوا. كونوا خارج الصورة” ويعتقدون أن دعم ترامب كفيل بحسم الأمر مع نتنياهو. ويقولون أيضًا إنهم قادرون ومتحمسون لمحاربة الإرهاب. يقول أحدهم: "نعرف من يثير المشاكل ومن لا يثيرها، لأننا نعيش على أرضنا”. وتشكل الأيديولوجية والتطرف تهديدات للولاء القبلي والبراغماتية الاقتصادية التي تعتمد عليها سلطة الشيوخ.
ويعلق كوفمان أن المتشائم قد يقول إن الشيوخ يحتقرون السلطة الفلسطينية لحصولها على الريع الذي يفضلونه لأنفسهم. لكن فكر في المنافسة. وقد قدم له معاون إسرائيلي للشيوخ مقطع فيديو لمحافظ الخليل التابع للسلطة الفلسطينية، خالد دودين، وهو يشكو في خطاب ألقاه في 4 كانون الثاني/يناير من أن رجال الشيوخ يطلقون النار عليهم وليس على إسرائيل.
وعندما سئل الشيخ الجعبري عما إذا كان يخشى أن توصف رؤيته للتعايش مع إسرائيل بأنها خيانة للشعب الفلسطيني وقضيته، سخر منه قائلا: "لقد ارتكبت الخيانة في أوسلو، نسيتم، لكنني أتذكر – 33 عاما من الوعود الكاذبة والعنف والسرقة والفقر، حتى مع تدفق مليارات الدولارات من المساعدات الغربية”. قال الشيخ: "أنا مؤمن بطريقي وستكون هناك عقبات، ولكن إذا واجهنا صخرة، فسيكون لدينا الحديد لنكسرها”