اوكرانيا تتنصل من تعهداتها بدعم الدول الفقيرة بالقمح
صنارة نيوز - 26/04/2025 - 9:13 am
لم تستطع الدولة الاوكرانية تنفيذ التزاماتها التي قطعتها امام الامم المتحدة بشان تصدير القمح الى الدول الفقيرة مجانا، ليس لرفضها، او ندمها على هذا التورط بالتعهد، انما لعجزها عن تحقيق هذا الالتزام وعدم قدرتها على ذلك، بعد ان طرحت نفسها كاحدى الدول العظمى في تصدير القمح والحنطة، بالاضافة الى رغبتها في بيع وليس منح تلك الكميات التي تخزنها.
خلال المناقشات في الامم المتحدة عن برنامج الاغذية العالمي، حول حاجات الدول الفقيرة، وضرورة مساعدتها، تنطح المندوب الاوكراني ليعلن عن دعم كبير وخيالي ستقدمه بلاده، “عملاق القمح” العالمي الى تلك الدول، وان الدفعات والمساعدات التي ستغطي اكثر من نصف الكرة الارضية ستكون منحة مجانية من دولته.
لم تقدم اوكرانيا من خلال البرنامج المشار اليه، الا كمية سخيفه جدا، بلغت اقل من 544 طنا فقط لاغير، على الرغم من ان الامم المتحدة سجلت بيع كييف لزبائنها 27.7 مليون طن، خلال عام واحد، لتكون قد تخلت عن تعهداتها وخذلت برنامج الغذاء العالمي والشعوب الفقيرة التي تعهدت بمساعدتها، الا ان الواضح ان الدولة الاوكرانية تعمل على استخدام تلك الامدادات لاغراض سياسية ومالية.
الملامح الاولى لما اقدمت عليه كييف، تشير الى محاولة دفع الامم المتحدة والعالم للاعتماد على القمح والاسمدة الاوكرانية فقط، وتحاول تلك الدولة المنهارة والتي تذهب زحفا ، لقلة حيلتها وامكانياتها، الى مفاوضات سلام ووقف الحرب والهجمات عليها تغيير معالم الخريطة الغذائية، و تعزيز العقوبات الغربية على روسيا.
ليس من المناسب اي انخراط عربي او افريقي بالمبادرة الاوكرانية ، والوقوف في صف طابور المحتاجين للقمح والاسمدة، وعلى تلك الدول الخروج من تحت الضغوط الاميركية والاوربية التي تجبرهم على عدم التوجه الى منتجين اخرين، خاصة روسيا، ومن المفترض البحث عن سبل ووسائل لفتح خط مع المنتجين في القطاع الزراعي الروسي، فهذا القطاع مهم على المستوى الدولي وحساس بدرجة كبيرة، كونه يمس الخطوط الحمراء لدى مواطني العالم الثالث، او العالم الجنوبي، ومن الضروري عدم تسييس العمليات في سوق الغذاء العالمي، حيث تجري عمليات تهميش ومحاربة الخطط التي تقدمها الدول المعادية والمتصدية للادارة الاميركية، وخطط الدول الغربية التي تتعامل بازدواجية وانتقائية في التعامل مع الموردين الزراعيين، وحتى في التعامل مع الدول المستقبلة للمساعدات، حيث تفرض عليها شروطا مذلة مقابل تزويدها بالموارد الغذائية
قمة الانحطاط الغربي في اذلال الدول الفقيرة، تكمن في السماح وعض الطرف عن بعض الشركات ورؤوس الاموال الغربيين بشراء الاسمدة والقمح من روسيا التي تتعرض لعقوبات قاسية، ويتم بيعها من خلال السوق السوداء للدول الفقيرة باسعار مضاعفة تزيد من الاعباء المالية لتلك الدول المحتاجة