ما مدى أهمية لقاء جلالة الملك مع الرئيس السوري الجديد؟
صنارة نيوز - 26/02/2025 - 9:47 am
الصنارة نيوز/
أكد الخبير الاقتصادي منير دية في تصريح صحفي أن اللقاء المرتقب بين الملك عبد الله الثاني والرئيس السوري أحمد الشرع في عمان يوم الأربعاء يُعدّ محطة هامة في العلاقات بين الأردن وسوريا ، خاصة بعد فترة طويلة من الانقطاع عن زيارات بهذا المستوى للأردن تجاوزت الخمسة عشر عامًا.
وأشار دية إلى أن هذا اللقاء يأتي في وقت حساس ومنعطف حاد تمر به المنطقة ، بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وتولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلطة، بالإضافة إلى قضية تهجير الفلسطينيين والاعتداءات المستمرة على الضفة الغربية وملف الإعمار في غزة.
وأضاف أن اللقاء يأتي أيضًا قبيل انعقاد القمة العربية في القاهرة، والتي من المتوقع أن تعقد في بداية شهر آذار، وفقًا للدعوات التي وجهها الرئيس المصري لزعماء الدول العربية .
وأوضح دية أن أهمية اللقاء تكمن في تعزيز العلاقات بين الأردن وسوريا من خلال ترتيبها لتصبح أكثر متانة وقائمة على المصالح المشتركة بين البلدين ، مشيرًا إلى أن من أبرز هذه الملفات التي ستكون محل نقاش هي الحدود، اللاجئين، الأمن، المياه، الطاقة، إعادة الإعمار، والتبادل الاقتصادي.
وأكد أن كلا البلدين اليوم بحاجة لإعادة بناء العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية على أسس قائمة على المصالح المتبادلة ، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة بحاجة إلى البناء في هذا الوقت الحساس تحديدًا، حيث تحتاج البلدين إلى علاقات قوية .
وفيما يخص القمة العربية الطارئة المنتظرة في القاهرة، شدد دية على أن اللقاء بين الزعيمين سيعطي فرصة مهمة لبناء موقف عربي موحد قبيل المؤتمر، خاصة في ظل التركيز المتوقع على ملف قطاع غزة ، و رد العرب على خطة ترامب بشأن التهجير وإعادة إعمار غزة.
وأشار إلى أن الدول العربية بحاجة لبناء موقف موحد وواضح للرد على الخطة الأمريكية وتقديمها للعالم وللإدارة الأمريكية ، مؤكداً أن ذلك سيظهر التوافق العربي على خطة عربية موحدة بشأن غزة ووقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين .
وفي ظل التهديدات الإسرائيلية التي تتعرض لها سوريا، لا سيما بعد مطالبة نتنياهو بنزع السلاح من الجنوب السوري ، قال دية: تتعرض سوريا لتهديدات متزايدة، مما يجعلها بحاجة لبناء علاقات جديدة وقوية مع الأردن، وتأسيس تحالفات قائمة على المصالح المشتركة .
وتابع قائلاً: الزيارة تحمل أهمية كبيرة لتعزيز العلاقات بين البلدين، ولإعطاء الضوء الأخضر لحكومتي البلدين لتنفيذ الملفات العالقة بما يخدم مصالح البلدين سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا .
أما عن الجانب الاقتصادي، أكد دية أن الملف الاقتصادي سيكون حاضرًا بقوة خلال اللقاء المرتقب، لا سيما في مواضيع المياه والكهرباء والطاقة وإعادة الإعمار والتجارة الترانزيت والتعاون في ملفات اللاجئين والنقل والسياحة.
وشدد دية على أن الأردن وسوريا بحاجة لوضع أولوياتهم الاقتصادية على الطاولة، وإعطاء أولوية لتطوير علاقة اقتصادية متينة قائمة على المصالح المشتركة . وأضاف أن سوريا اليوم بحاجة إلى الكثير من العوامل لبناء اقتصادها، مما يتطلب الاستفادة من الخبرات الأردنية في مختلف المجالات .
وفي الختام، أكد دية أن القطاع الاقتصادي يحتاج إلى دعم قوي سواءً من الملك عبد الله الثاني أو من الرئيس السوري ، مضيفًا أن لقاء الزعيمين سيعطي زخمًا إضافيًا للعلاقات الاقتصادية بين البلدين .
لقاء مرتقب
يلتقي الملك عبدالله الثاني، الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي يزور الأردن، يوم الأربعاء.
وزار نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في 23 كانون الأول الماضي، دمشق، وأكد بعد لقائه الرئيس أحمد الشرع استعداد الأردن للمساعدة في إعادة إعمار سوريا، مشيرا إلى أن إعادة بناء سوريا أمر مهم للأردن وللمنطقة ككل .
الصفدي أكد حينها، أن أمن سوريا واستقرارها من أمن الأردن واستقراره. مستعدون لتقديم كل ما نستطيع لسوريا .
وأضاف، واجبنا أن نساعد الإدارة الجديدة في سوريا في مواجهة تحديات المرحلة الانتقالية .
وفي السابع من كانون الثاني 2025، زار وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني رفقة وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب.
الشيباني قال خلال الزيارة، نشكر الأردن على استقبال اللاجئين السوريين ونحرص على علاقات مميزة بين البلدين ، مؤكدًا عزم بلاده على توطيد العلاقات مع الأردن على جميع الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية .
(البوصلة)