بي بي سي تسحب فيلمًا وثائقيًا عن أطفال غزّة بعد ضغوطات من مناصري إسرائيل

صنارة نيوز - 22/02/2025 - 11:51 pm

سحبت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" فيلمها الوثائقي "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب"، من منصة "آي بليير" الخاصة بها، بعد ضغوطات من مناصري إسرائيل.

وقالت "بي بي سي"؛ إن قرار سحب الفيلم يأتي "من أجل التحقيق والتأكد بعد الكشف عن أن الراوي الرئيسي عبد الله، هو نجل وزير في حكومة حماس، أيمن اليازوري".

ويدور الحديث هنا عن طفل يبلغ من العمر 13 عاما، هو ابن أيمن اليازوري، نائب وكيل وزارة الزراعة في اللجنة الإدارية لقطاع غزة.

وجاء في بيان لهيئة البث البريطانية، أن "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب يعرض قصصا مهمة نعتقد أنه يجب سردها، تلك التي تتناول تجارب الأطفال في غزة، ولقد أثيرت أسئلة مستمرة حول البرنامج، وفي ضوء هذه الأسئلة، نقوم بإجراء المزيد من العناية الواجبة مع شركة الإنتاج".

وأكد البيان: "لن يكون الفيلم متاحا في أثناء حدوث ذلك على آي بليير".

كذلك، بحسب صحيفة ذا غارديان البريطانية، تلقت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ضعوطًا من مناصري إسرائيل لإزالة فيلم وثائقي عن أطفال يعيشون في غزة، من منصة أي بلاير، التابعة لها، بعد أن تبين أن الراوي البالغ 13 عاماً هو ابن موظف في الحكومة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة.

وتطرّق الفيلم الذي حمل عنوان: "غزة: كيف تنجو في منطقة حرب؟" إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع من وجهة نظر أطفال عاشوا التجربة واختبروا ظروفاً مروعة خلال الحرب.

وقالت الهيئة البريطانية إنها اكتشفت أن الطفل عبد الله الذي يلعب دور الراوي في الفيلم هو ابن أيمن اليازوري الذي شغل منصب نائب وزير الزراعة في حكومة غزة، وذلك بعد عرض الوثائقي لأول مرة على قناة بي بي سي، مساء الاثنين. كما أرفقت نصاً جديداً في مقدمة الفيلم يقول: "الراوي في هذا الفيلم هو عبد الله البالغ من العمر 13 عاماً. عمل والده نائباً لوزير الزراعة في الحكومة التي تديرها حماس في غزة. كان لفريق الإنتاج سيطرة تحريرية كاملة على التصوير مع عبد الله".

وجاء قرار "بي بي سي" بعد أن أعلن باحث في صحيفة جيويش كرونيكل، الثلاثاء، عن طبيعة عمل والد عبد الله اليازوري. كذلك، وقعت مجموعة من 45 صحافياً يهودياً وموظفون في وسائل الإعلام، بما في ذلك عاملون في "بي بي سي"، رسالة إلى مديرها، تيم ديفي، يطالبون فيها بإزالة الفيلم الوثائقي من منصة أي بلاير، متسائلين عما إذا كان الفيلم ينتهك قواعد هيئة الاتصالات البريطانية.

وفي رسالة تحمل إدعاءًا تضليليا من مناصري إسرائيل في الدول الغربية، زعمت الرسالة أن عبد الله البالغ 13 عاماً ابن "زعيم كبير في جماعة حماس الإرهابية المحظورة"، مطالبين بحذف الفيلم عن الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، "حتى يجري إجراء تحقيق مستقل ونشر نتائجه بشفافية كاملة للجمهور".

فيما قالت وزيرة الثقافة البريطانية، ليزا ناندي، إنها ستثير قضية الفيلم الوثائقي مع "بي بي سي"، مضيفةً في تصريح لقناة "إل بي سي"، الخميس: "لقد شاهدت الفيلم الليلة الماضية، وسأناقشه معهم، خاصة حول الطريقة التي استعانوا بها بالأشخاص الذين ظهروا في البرنامج". كما دافعت عن "بي بي سي"، معتبرةً أنها "تولي اهتماماً أكبر من معظم هيئات البث ... لقد تعرضوا للهجوم لكونهم مؤيدين للغاية لغزة، وتعرضوا للهجوم لكونهم مناهضين لغزة".

وكانت "بي بي سي" قد تعرضت لانتقادات واسعة طوال فترة حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، بسبب انحيازها للرواية الإسرائيلية. كذلك، نظم أكثر من احتجاج أمام مكاتبها في لندن، كان آخرها، الاثنين الماضي، حين قام ناشطون مؤيدون للقضية الفلسطينية بدهن الطابق الأرضي لمبنى الهيئة الرئيسي بالطلاء الأحمر كما حطّموا بعض النوافذ. واتهموا الهيئة البريطانية بـ"التقليل من شأن جرائم الحرب الإسرائيلية"، و"الفشل في توفير منصة للأصوات الفلسطينية"، ما يجعلها "متواطئة في الإبادة الجماعية التي تتكشف في غزة".