ترامب ملك يريد أن يأخذ كل قرية غصباً

صنارة نيوز - 08/02/2025 - 10:46 am  /  الكاتب - د. ابراهيم العموش

بقلم/ د. ابراهيم العموش

أما وقد أمسك سيد البيت الابيض بناصية الكرة الارضية واصابه داء العظمة لدرجة اعتقاده بانه سيأخذ كل قرية غصباً ابتداءً من كندا ومروراً بجرينلاند وقناة بنما، تفتق جنونه عن فكرة الاستيلاء على غزة لتكون مشروعاً عقارياً له ولكل الاسرائيليين من حثالة البشر الذين تم جلبهم كقطعان المواشي من كل بقاع الارض ليستوطنوا في فلسطين.

الفارق بين رغبته بالاستيلاء على جرينلاند وكنداء وقناة بنما وبين رغبته بالاستيلاء على غزة هو حلمه بطرد اهل غزة وتوطينهم في عدد من البلدان ومنها مصر والاردن، ليتسنى لجرافاته وآلياته ازالة ركام المباني المدمرة بسهولة ويسر وبناء المنتجعات والابراج والملاهي والكازينوهات. فبالنسبة لترامب، يقف أهل غزة عائقاً أمام قدرته على تنفيذ مشاريعه العقارية الاستثمارية وحلمه بالاستحمام على شواطىء غزة هو وعصابتة من شذاذ الآفاق من الاسرائيليين ومن والاهم.

لقد فرح الاسرائيليون بطروحات ترامب واعتبروها فكرة عظيمة. نعم بالنسبة لهم فكرة لم تدر بخلدهم حتى. لكن غاب عن بالهم وهم يحتفلون بعطايا ترامب، ان غزة لأهلها وان ترامب لن يأخذها غصباً.

ما من شك ان ترامب يعلم علم اليقين ان الدمار الهائل الذي لحق بغزة كان نتاج القنابل الضخمة التي ارسلتها امريكا للكيان ليلقى بها على رؤوس سكان الخيام والمباني المتهالكة لقتل النساء والاطفال وارتكاب المجازر بحق اهل تلك البقعة المنكوبة من الكرة الارضية. قطعاً هو يعلم ذلك ولكنه لا يرى في اهل غزة اكثر من كائنات حية يباح سحقها ويباح طردها وتهجيرها. أليس توقيعه قرار الانسحاب من المنظمة الدولية لحقوق الانسان دليل على انه لا يرى في الكون بشراً سوى بنو جلدته من الانجيليين الاسرائيليين الاقحاح؟ لا أعرف ان كان سيد البيت الابيض (إن اسعفته ذاكرته المهترئة) يذكر أن هناك مواثيق دولية تحرم تهجير السكان من ارضهم عنوة. ولا اعرف ان كان قد سمع او يسمع بردود الفعل الدولية الغاضبة على قراراته المثيرة للاشمئزاز.

ثم بالنسبة للاردن الذي خصه ترامب بفكرة قبول توطين بعضاً من اهل غزة على اراضيه، الا يعلم بإن هذا لن يحدث أبداً؟ الاردن لن يشارك ابداً في جريمة تهجير اهل غزة أو اهل الضفة الغربية مهما كان الثمن. وقد أكد على ذلك جلالة الملك عبدالله مئات المرات.

سيلتقي جلالة الملك بالرئيس ترامب يوم الثلاثاء المقبل وفق ما هو متفق عليه. سيكرر ترامب بكل غطرسة ذات الطلب من جلالة الملك بإن يستقبل بعضاً من اهل غزة. وربما يتوسع بالطلب ليشمل جزءاً من سكان الضفة الغربية، ذلك ان ترامب صرح يوم الثلاثاء المنصرم أن هناك قرار او قرارات تخص الضفة الغربية سيعلن عنها في الاسابيع المقبلة، ذلك انه عازم على (تكبير) دولة الكيان المحتل التي قال بأنها بحجم القلم او رأس القلم مقارنة مع مساحة الطاولة. سيكرر ترامب قوله بإن أمريكا قدمت الكثير للاردن وانه يتوقع من الاردن قبول طروحاته الغريبة. ولكنه سيصطدم بموقف الملك الرافض لفكرة التهجير او القبول بها او حتى الحديث في مبرراتها المغلفة بعباءة الانسانية الكاذبة.

جلالة الملك لا يقف وحده في خندق الرفض هذا وانما نقف جميعا معه في رفض فكرة القبول بالتهجير لما فيها من (شرعنة) لجريمة دولية ولما فيها من تداعيات خطيرة على الامن الوطني الاردني.

نحن معك يا جلالة الملك وسنتحمل كل النتائج التي قد يرتبها تمسكنا بمبادئنا الراسخة. نحن معك يا رعاك الله.