غزة ليست مشروعاً عقارياً لمجموعة (ترامب)

بقلم/ باسل الرفايعه

تستطيعُ الأردن احتواءَ مزاج دونالد ترامب وجنونه، والتكيف مع أربع سنوات قادمة، سواءً أخصبت، أو أجدبت، أو بينَ بين. المطلوب الآن بعض الهدوء، والثقة بالمجتمع، وقواه السياسية، دون استثناء. فالمصير لا يُباع ولا يُشترى، إذْ لا يملكه أحدٌ في العالم..!.
غزة ليست مشروعاً عقارياً لمجموعة "ترامب" لترحيل أهلها إلى مصر والأردن على أيّ نحو. عاد المهجرون إلى بيوتهم واحتموا بأطلالها وبقايا الجدران، ولو أرادوا هوان اللجوء في بلاد الآخرين لما احتملوا محرقة القرن الحادي والعشرين. يريدون أرضهم وبيوتهم وذاكرتهم، لا "كرافانات" العرب المتخصصة بالمنِّ والأذى..!.
دونالد ترامب لا يفهم في المنطقة، ولا في الصراع وجذوره وحلوله. مصادر معلوماته الوحيدة من الإعلام اليهودي، وعباقرة فوكس نيوز، وعتاة الجمهوريين في الكونغرس (زبائن جيفري أبستين)، ممن يحركهم الموساد بفيديوهات الفضائح الجنسية والشذوذ. هؤلاء عنصريون سفلة يريدون إبادة الفلسطينيين في الكون، وليس ترحيلهم إلى أيّ مكان.
لنهدأ رسمياً وشعبياً، فأمريكا لا تساعدنا كرماً. المعادلة ظالمة أصلاً. نُقدِّمُ وظائفَ وأدواراً وخدماتٍ مستدامة منذ عقود، ونتلقى فتاتاً بالمنطق الرأسمالي الأميركي. ترامب يُدرك ذلك جيداً، وستجيبه المؤسسات الأميركية العميقة على جهله جيداً، إنْ في مكافحة الإرهاب، وإنْ في شؤون إيران وغيرها..!.
لنهدأ رسمياً وشعبياً. فالقلق ليس من حجم المساعدات والمنح الأميركية والأوروبية، ولا من انقطاعها. الهلع الحقيقي أنْ نظلَّ معتمدين على الآخرين، ومرهونين لهم في عيشنا ومصيرنا..!.