نظام الفوترة الوطني.. خبير اقتصادي يكشف صعوبات تطبيقه
صنارة نيوز - 19/01/2025 - 10:03 am
الصنارة نيوز/
قال الخبير الاقتصادي منير ديه إنه ووفقًا لنظام الفوترة الوطني، أصبح لزامًا على جميع القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك التجارية والخدمية والمهنية، إصدار الفواتير ضمن هذا النظام اعتبارًا من 1 يناير 2025.
وأوضح في تصريحٍ صحفي أنه مع اقتراب الموعد النهائي، تبرز تحديات كبيرة، خاصة بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، التي تواجه صعوبة كبيرة في الاستعداد للتكيف مع متطلبات النظام الجديد.
وبيّن ديه أن هذه القطاعات، التي تشكل جزءًا كبيرًا من الاقتصاد الوطني، تعاني من غياب الجاهزية التقنية والمالية، فلا تزال معظم المؤسسات غير قادرة على توفير الأنظمة المحاسبية المرتبطة إلكترونيًا أو الأجهزة اللازمة لتلبية متطلبات الفوترة الوطنية، كما أن الالتزام الكامل بمسك الدفاتر الحسابية وفقًا للتعليمات يعد عبئًا ماليًا وإداريًا لا تستطيع غالبية المحلات الصغيرة والمتوسطة تحمله.
إلى جانب ذلك، فإن تكلفة التكيف مع النظام الجديد، بما في ذلك شراء الأجهزة اللازمة، وتوظيف خبراء محاسبة، والربط الإلكتروني مع دائرة ضريبة الدخل والمبيعات، وتزيد من الأعباء المالية على هذه المؤسسات، التي تعاني أصلًا من التحديات الاقتصادية الراهنة، وقد أعرب العديد من أصحاب المحال الصغيرة عن استيائهم من التطبيق الإلزامي لهذا النظام، مؤكدين عدم قدرتهم على الالتزام به في ظل الظروف الحالية، وفقًا لما صرّح به ديه لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.
وذكر أن هناك تعليمات جديدة صدرت تقضي بعدم قبول أي مصاريف ضريبية اعتبارًا من 1 أبريل 2025 ما لم تكن مرفقة بفواتير رسمية صادرة ضمن نظام الفوترة الوطني، وهذه التعليمات تشمل جميع المصاريف، بما في ذلك مصاريف العلاج والتعليم والاحتياجات الأخرى، مما يضيف مزيدًا من الضغط على المؤسسات الصغيرة والمستهلكين.
وفي ظل هذه التحديات، دعت العديد من القطاعات الاقتصادية إلى تأجيل تطبيق نظام الفوترة الوطني حتى نهاية العام 2025 بدلًا من الموعد المقرر في بداية العام، لمنح المؤسسات الوقت الكافي لتجهيز بنيتها التحتية والتكيف مع المتطلبات الجديدة، ويُعد هذا المطلب ضروريًا لتجنب الغرامات والعقوبات المالية التي قد تتعرض لها تلك المؤسسات نتيجة عدم الامتثال.
إضافة إلى ذلك، يُطالب أصحاب المحال والأنشطة الصغيرة والمتوسطة الحكومة بتوفير دعم تقني وتدريبي لمساعدتهم على الامتثال للنظام، خاصة في المناطق النائية والمحافظات، وهذا الدعم يشمل تقديم دورات تدريبية، تسهيل الحصول على الأنظمة المحاسبية، وتخفيف التكاليف المالية المرتبطة بتطبيق النظام الجديد.
أما المؤسسات الكبيرة والشركات الكبرى، فتبدو أكثر قدرة على الالتزام بتطبيق نظام الفوترة الوطني بفضل إمكانياتها التقنية والبشرية، مما يبرز الفجوة الكبيرة بين القطاعات الصغيرة والمتوسطة ونظيرتها الكبرى، كما قال ديه.