حشد تصدر : الاشتراك الأمريكي في جرائم الإبادة بحق الفلسطينيين

صنارة نيوز - 21/04/2025 - 9:46 pm

أكدت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، في ورقة موقف جديدة أعدها د. علي تميم العطار، عضو مجلس إدارتها، أن الولايات المتحدة الأمريكية لعبت دورًا رئيسيًا في دعم وتشجيع الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب جرائم إبادة وجرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك منذ بدء العدوان المستمر على القطاع.

ووفقًا للورقة، فإن الدعم الأمريكي لدولة الاحتلال لم يقتصر على الجانب الدبلوماسي، بل شمل تقديم مختلف أشكال الدعم العسكري والسياسي، مما ساهم في تأجيج آلة الحرب واستمرار المجازر بحق المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن. وقد تطور هذا الدعم إلى تصريحات مباشرة من الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، التي أعلنت خطة لإعمار غزة تتضمن في جوهرها تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، في تكرار لمأساة نكبة عام 1948.

أولاً: الدعم الأمريكي المباشر في تنفيذ الجرائم الإسرائيلية

تشير الورقة إلى أن الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة جو بايدن وفّرت بيئة مناسبة للاحتلال الإسرائيلي لممارسة القتل والتدمير، من خلال إرسال حاملة طائرات إلى البحر المتوسط، وتزويد إسرائيل بأسلحة فتاكة ومتفجرات ثقيلة بلغت قيمة الدعم العسكري المقدم خلالها نحو 40 مليار دولار، بحسب معهد واتسون الأمريكي. كما تم إنشاء ميناء عائم على سواحل غزة بزعم تقديم المساعدات، بينما اتضح لاحقًا أنه استخدم لتوريد أسلحة ونقل جنود أمريكيين للعمل ميدانيًا مع قوات الاحتلال.

الورقة تسلط الضوء كذلك على الحماية السياسية والقانونية التي وفرتها أمريكا لقادة الاحتلال، حيث استخدمت الولايات المتحدة “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي 34 مرة من أصل 36 محاولة لوقف الحرب وحماية المدنيين، إضافة إلى تهديد قضاة المحكمة الجنائية الدولية عند إصدارهم مذكرة توقيف بحق رئيس وزراء الاحتلال ووزير دفاعه. كما سمحت للرئيس الإسرائيلي بإلقاء كلمة أمام الكونغرس وسط تصفيق حاد، عُدّ بمثابة مباركة لجرائم الإبادة الجماعية بحق الأطفال والمدنيين في غزة.

 

 

ثانيًا: موقف القانون الدولي من المشاركة الأمريكية في حرب الإبادة

تؤكد الورقة أن تأييد ودعم أي دولة لأعمال تشكل جريمة دولية يمثل اشتراكًا مباشرًا في ارتكاب تلك الجريمة، ما يجعل الولايات المتحدة شريكًا قانونيًا في جرائم الحرب المرتكبة في قطاع غزة.

وتشرح الورقة مفهوم المسؤولية الجنائية الدولية، موضحة أن هذه المسؤولية تقوم على أركان أساسية:

الركن الأول: الفعل غير المشروع دوليًا
وهو كل سلوك صادر عن دولة ينتهك القواعد والاتفاقيات الدولية، كالتدخل في المعاهدات أو دعم الجرائم الجماعية بشكل مباشر.
الركن الثاني: وقوع الضرر
لا تترتب المسؤولية الجنائية الدولية ما لم يقع ضرر فعلي. وقد أصاب الفلسطينيين في غزة ضرر هائل جراء الدعم الأمريكي، من قتل جماعي وتدمير للبنية التحتية وحرمان من الغذاء والماء والدواء.
الركن الثالث: العلاقة السببية بين الفعل غير المشروع والضرر
حيث إن الدعم العسكري والسياسي الأمريكي كان سببًا مباشرًا في استمرار العدوان والقتل المنهجي، ما يعزز مسؤوليتها القانونية.
ثالثًا: آليات مناهضة الدعم الأمريكي لإسرائيل

توصي الورقة بعدة آليات وخطوات لمناهضة الدور الأمريكي في الحرب على غزة، منها:

  • اللجوء إلى المنظمات الدولية والإقليمية لفضح تورط الولايات المتحدة.
  • توثيق جميع أشكال الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي وتحويلها إلى ملفات قانونية أمام المحكمة الجنائية الدولية.
  • تعزيز حملات المقاطعة والتوعية الشعبية والدولية لدور أمريكا في تغذية الصراع.
  • الضغط على الكونغرس الأمريكي من خلال الأصوات الحرة لإعادة النظر في سياسات الدعم غير المشروط لإسرائيل.
  • ختامًا، توضح ورقة الموقف الصادرة عن الهيئة الدولية “حشد” أن ما تمارسه الولايات المتحدة من دعم متواصل لإسرائيل في عدوانها على غزة يمثل مشاركة واضحة في جريمة الإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، ويدفع باتجاه ضرورة التحرك الدولي العاجل لوضع حد لهذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.