جماعة الاخوان المسلمين.. على نفسها جنت مراقش ‏

صنارة نيوز - 19/10/2024 - 12:46 pm  /  الكاتب - عمر الرداد

عمر الرداد
العميد المتقاعد الدكتور عمر الرداد - خلافاً لما اعتاد عليه الاخوان عند تنفيذ أعضاء من ‏الجماعة عمليات فدائية، بأن يتنصلوا من هكذا عمليات والزعم بأنها عمليات فردية، جاء ‏تبني العملية التي نفذها عضوان من الاخوان اليوم انطلاقا من جنوب البحر الميت، ليعكس ‏تحولا عميقا في علاقة الاخوان المسلمين في الاردن مع الدولة، تلك العلاقة التي حكمتها ‏مقاربة " اللاحرب واللاسلم" بمعنى ان الدولة صاغت هذه العلاقة على أساس انهم ليسوا ‏أعداء ولا حلفاء‎.‎
أصدر الاخوان المسلمون بيانا صحفيا بعد مضي أكثر من ١٥ ساعة على العملية يزعمون ‏فيه ان العملية فردية، وذلك بعد نشر وصايا المنفذين، وصدور بيان عن حزب جبهة العمل ‏الإسلامي يبارك العملية، على طريقة بيانات حماس في مباركة عمليات القسام بالضفة ‏الغربية، والاعلان عن مهرجان مركزي احتفالا بعرس الشهيدين‎.‎
مهما حاول الاخوان التنصل من مسؤوليتهم عن العملية، فإنها وخلافا لعملية ماهر الجازي ‏الفردية، عملية تم التخطيط لها والتنفيذ من قبل الجماعة او على الاقل من قبل تيار فيها، ‏يعمل مع حركة حماس وإيران، وهي محطة من محطات الخط البياني المتصاعد للجماعة ‏عبر نشاطات جماهيرية، استهدفت الدولة الأردنية، بإعلان الولاء للسنوار والضيف وابي ‏عبيدة، والمطالبة باسقاط معاهدة السلام، والتشكيك بمواقف الدولة الاردنية الداعمة ‏للفلسطينيين على ارضهم‎.‎
ومع ذلك، فإن أبعاد العملية أخطر واعمق من كونها فقط عملية اخترقت الأمن الوطني ‏الأردني، وتريد للاردن ان يكون ساحة من ساحات محور المقاومة، فالعملية محطة من ‏محطات مشروع عنوانه مستقبل حركة حماس التي خسرت المعركة في غزة، هذا المستقبل ‏الذي أصبحت تراه ينطلق من عمان وليس من غزة او الضفة الغربية، بترتيب مع عواصم ‏عربية واجنبية، وبعيدا عن التحليلات السطحية، فالمنطقة تغلي، وفي الغرف المغلقة التي ‏يشارك فيها الاخوان وحماس يجري إعادة رسم خرائط المنطقة، باستثمار شماعة القضية ‏الفلسطينية والقدس‎.‎
الدولة الأردنية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني بحكمة وحنكة، أدارت ازماتها بخطاب ‏ومواقف عقلانية، بعيدة عن الفعل وردات الفعل، ومؤكد انها تعي اليوم ان العملية التي ‏نفذت تتجاوز كونها فقط تعكس تحولا اخوانيا، وتخفي مخططات خطيرة تتضمن تصورات ‏واحلاما لشكل ومضمون الدولة الاردنية، فنتنياهو يزعم ان خطرا قادما من الاردن، وحماس ‏تصدق اقواله بهذه العمليات، ولوأد المخططات التي تحاك في غرف سوداء، لابد من ‏استجابة سريعة توازي حجم المخطط، تبدأ بحل الجماعة وحزبها، وتطبيق مواد قوانين ‏مكافحة الارهاب. اما مجلس النواب فلا بد من الاستماع لصوت الأردنيين اليوم الذين ينادون ‏بحل المجلس، ولتؤجل الديمقراطية سنوات، فالمخطط اكبر من ان يرضى الغرب والشرق ‏عنا، ولتكن رسالتنا على نفسها جنت براقش، والا فالخطوة القادمة من براقش ستكون أخطر‎.‎
‏ ‏