غزة ولبنان يهددان طريق هاريس إلى البيت الابيض

صنارة نيوز - 08/10/2024 - 9:59 pm

 دخلت جيل شتاين، مرشحة حزب الخضر لانتخابات الرئاسة الأمريكية، هذا الأسبوع على خط التأثير على حظوظ المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، التي تواجه خسارة أصوات العرب والمسلمين، بسبب الحرب في غزة ولبنان.

والتقت شتاين في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان العرب والمسلمين الأمريكيين وشاركتهم في مظاهرة احتجاجية رمزية وسط المدينة، معلنة عن تأييدها الكامل لمطالبهم بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، في وقت طالبت فيه إدارة الرئيس بايدن كذلك بوقف فوري لإرسال المساعدات والأسلحة لإسرائيل.

تهديد لهاريس

وإذا كانت مواقف “المرشحة الخضراء” من الحربين في غزة ولبنان وكذلك من إسرائيل معروفة، إلا أنّ ما قالته خلال لقائها بالعرب الأمريكيين كان هو الجديد هذه المرة، حيث قالت إن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس مهددة بخسارة الانتخابات، بسبب سحب العرب والمسلمين الأمريكيين تأييدهم وأصواتهم لها في السباق الرئاسي الحالي.

شتاين، لا تجد تأييدا كبيرا في العادة على المستوى الوطني، بسبب الزخم الذي يحظى به عادة مرشحا الحزبين الكبيرين الديمقراطي والجمهوري، إلا أنه وعندما يكون حسم السباق الرئاسي متقاربا، على غرار انتخابات هذا العام، تصبح حظوظ حزب الخضر في حسم الانتخابات الرئاسية كمرشح ثالث أكبر، خاصة مع ما تؤكده استطلاعات الرأي الحالية، التي تشير جميعها إلى ميل المسلمين الأمريكيين للتصويت للمرشحة المستقلة، احتجاجا منهم على مواقف الحزبين الديمقراطي والجمهوري من الحربين في غزة ولبنان، وموقف إدارة بايدن وهاريس التي لم تتجاوب مع مطالبهم التي رفعوها منذ بداية الحرب في قطاع غزة قبل عام من الآن.

وما يعزز هذه المخاوف بين الديمقراطيين ويعزز توقعات شتاين، ذلك السيناريو الذي حدث في عام 2016، عندما صوت 1% من مجموع الناخبين العرب والأمريكيين لصالح المرشحة المستقلة نفسها، وكان ذلك سببا كافيا لخسارة المرشحة الديمقراطية حينها هيلاري كلينتون ولاية ميشيغان لصالح المرشح الجمهوري وقتها دونالد ترامب، وسبب ذلك صدمة كبيرة لدى قيادة وقواعد الحزب، لأن ولاية ميشيغان خالفت التوقعات والتاريخ في تصويتها التقليدي للمرشح الديمقراطي التي دأبت عليه لأكثر من خمسة عقود.

وخلال زيارتها مدينة ديربورن، التي تضم أكبر تجمع سكاني للعرب والمسلمين في الولايات المتحدة، أبلغت شتاين الحاضرين أن “تصويتهم لها لن يكون مفاجئا، ولكنه سيكون بالتأكيد في صالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب”.

ولم تتردد في إبلاغهم أن “فوز ترامب سيشكل صدمة وطنية، لكنها في المقابل ترى كذلك أن بقاء هاريس في البيت الأبيض لـ 4 سنوات مقبلة، لن يساهم في وقف الحرب في غزة ولبنان، ولن يساعد على حل المشكلات الداخلية المرتبطة بارتفاع الأسعار وأزمة الإسكان القائمة في البلاد”.

هذه المواقف، التي تظهرها المرشحة المستقلة، لا تمهد لها الطريق إلى البيت الأبيض من ولاية مفتاحية كولاية ميشيغان فحسب، بل كذلك تقدم لها فرصة في ولاية ويسكنسن المجاورة لميشيغان. وفي حال خسارة هاريس لهاتين الولايتين سيكون من الصعب عليها التعويض في ولايات أخرى وتأمين فوزها بالرئاسة الأمريكية.

وإضافة إلى ذلك، تحظى مواقف جيل شتاين بتأييد واسع في ولاية أريزونا، التي كانت إلى جانب ولايتي ميشيغان وويسكنسن، ولايات أساسية في عودة الديمقراطيين إلى البيت الأبيض، ولعبت دورا كبيرا في فوز الرئيس الحالي جو بايدن في انتخابات 2020 على منافسه دونالد ترامب.

نصيحة من شتاين

ووجهت شتاين، نصيحة لهاريس، قالت فيها إنه “لا يزال أمامها وأمام الحزب الديمقراطي فرصة للفوز في الانتخابات، إذا اتخذ قرارا فوريا بوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وقرار آخر بوقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل”، لكنها ألمحت إلى أن الحزب الديمقراطي لا يبدو أنه يتجه في هذا الاتجاه في الوقت الحاضر.