اغتيال نصر الله وتوقيت المبادرة السعودية لحل القضية الفلسطينية
صنارة نيوز - 29/09/2024 - 2:36 pm / الكاتب - محمد مشارقةمحمد مشارقة
- تقديري ان عددا من الزعماء العرب كانوا يعلمون ان نصر الله بات تحت دائرة الاستهداف وان العملية الاسرائيلية لن تنتهي قبل الاجهاز الكامل على قدرات الحزب العسكرية، مهما طالت العملية، وهذا ينطبق على حماس والجماعات الجهادية العراقية ، والفرقة الرابعة في الجيش السوري بقيادة شقيق بشار الاسد.ولهذا فان الفرصة التاريخية امام نتنياهو وحكومته سيحاول استنفاذها الى النهاية، حتى لو استمرت العملية لسنوات، ولم يكن عبثا قوله في اليوم التالي لعملية السابع من أكتوبر " طوفان الأقصى " سنغير وجه الشرق الأوسط.
- التقدير أيضا ان العملية الإسرائيلية الجارية ستخلف جرحا عميقا في الوعي العربي لا يقل عن هزيمة عام 67 والتي لا زالت اثارها ماثلة حتى اليوم، وفي التحليل توضع الهزيمة من احد أسباب تراجع كل القوى القومية واليسارية لصالح التيارات الإسلامية بما فيها المتطرفة.
- هناك تقدير في عواصم القرار ان تصفية حماس وحزب الله وكل جماعة المحور الإيراني ، قد يعيد انتاج قوى اكثر تطرفا وارهابا ، والتقدير البريطاني والإسرائيلي تحديدا، ان تيارات السلفية الجهادية المتطرفة، ستعيد تموضع نفسها في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وربما ستضم اليها الحركات الجهادية السنية والشيعية، واجيال جديدة من الشباب العربي الغاضب
- لتطويق كل هذه الاحتمالات والتداعيات المنظورة ، ترغب السعودية في قيادة مبادرة دولية إقليمية تعيد انتاج مبادرة السلام العربية. وتضع ثقلها وحلف الاعتدال العربي خلف هذه المبادرة، لمواجهة الاحتمالات القادمة.
- للأسف كل ذلك يجري في ظل غياب الطرف الفلسطيني الفاعل ، ومما سيزيد الطين بلة إذا اتخذت حماس موقفا معارضا ومبكرا للمبادرة ، عندها ستنتظر الرياض وبقية العواصم ان يكمل نتنياهو مهمته مع حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسيضطر الجميع لدفع ثمن منجزات نتنياهو، ليس فقط بالتطبيع بل بمستحقات اقتصادية وسياسية لصالح دولة الكيان.
- تقديري ان مبادرة بن سلمان قد تكون لحظة إنقاذ للحالة الفلسطينية المهترئة، ووضع نتنياهو في الزاوية؛ لان استمرار مشروعه لتصفية القضية الفلسطينية هي وصفة نموذجية لنسف السلم الأهلي والاستقرار في العالم العربي. ولا استبعد ان تسعى الرياض لضم طهران وانقرة لهذا الجهد.