منتدى الاستراتيجيات الأردني يتناول ‏برامج عافية الشركات وتاثيرها على انماط العمل

صنارة نيوز - 25/09/2024 - 5:11 pm

خلال جلسة حوارية لمنتدى الاستراتيجيات الأردني:‏

  • دعوة لتبني مفهوم عافية الشركات، وبيئة العمل الممكنة للموظفين ‏لتعزيز الإنتاجية.‏
  • الثقافة المؤسسية في خارطة تحديث القطاع العام، خطوة إيجابية ‏في الاتجاه الصحيح لتعزيز دور القطاع العام في تمكين القطاع ‏الخاص

عقد منتدى الاستراتيجيات الأردني جلسة حوارية بعنوان "عافية ‏الشركات: التوجهات الحديثة في بيئة العمل لتعزيز الإنتاجية"، ‏وذلك بحضور عدد من أعضاء منتدى الاستراتيجيات الأردني ومشاركة ‏مدراء أقسام الموارد البشرية في شركات القطاع الخاص، وعدد من ‏المؤسسات والهيئات الحكومية، لمناقشة أهمية برامج العافية ‏والمبادرات الحديثة في تعزيز الإنتاجية وتحسين بيئة العمل، ‏بالإضافة إلى كيفية تعزيز الثقافة المؤسسية في القطاعين العام ‏والخاص.‏

وأعربت المديرة التنفيذية لمنتدى الاستراتيجيات الأردني نسرين ‏بركات أن الجلسة الحوارية تأتي انطلاقاً من إيمان المنتدى بأهمية ‏برامج "عافية الشركات"، التي أحدثت نقلة نوعية في أنماط العمل ‏الفاعلة، وإدارة الموارد البشرية المبتكرة، وتعزيز بيئة العمل ‏الإيجابية. وأن تبني مثل تلك البرامج يعكس رؤية المنتدى ورسالته ‏في "بناء قطاع خاص ناجح ومسؤول"، والذي لن يتحقق دون وجود ‏موظفين قادرين على العطاء والإبداع، ودون وجود بيئة عمل صحية ‏ومشجعة ومرنة. مؤكدة على أن هذا النهج هو المفتاح لنجاح الأفراد ‏والمؤسسات على حد سواء.‏

وأضافت بركات أن الاستثمار في عافية الموظفين هو استثمار ‏استراتيجي، ومتطلب ضروري وحاجة ملحة، لأنه يعزز ولاء الموظفين، ‏ويقلل من نسب الدوران الوظيفي، مما يسهم بشكل مباشر في ‏استمرارية المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل.‏

وقدمت الدكتورة ماري قعوار، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي ‏السابقة والمديرة السابقة لمنظمة العمل الدولية في شرق ‏إفريقيا، عرضًا تقديميًا تناولت فيه تأثير بيئة العمل على تعزيز ‏الإنتاجية. وأكدت أن هناك علاقة وثيقة بين الإنتاجية والتنافسية، ‏إلا أنه لا ينبغي للشركات السعي لزيادة الربحية بمعزل عن صحة ‏العامل ورفاه المجتمع‎.‎

وأشارت الدكتورة قعوار إلى أن توفير بيئة عمل مستقرة وآمنة، مع ‏ضمان تكافؤ الفرص، يلعب دورًا جوهريًا في تحسين مستويات ‏الإنتاجية. وأضافت أن الأجور، والمهارات، وهيكل القطاع الخاص، ‏والقطاع غير المنظم، والحوار الاجتماعي، والإطار التشريعي هي ‏جميعها عوامل رئيسية تؤثر في رفع إنتاجية العمل في الأردن‎.‎

وختمت قعوار بالتأكيد على أن تعزيز هذه العناصر يُسهم بشكل ‏مباشر في بناء اقتصاد قوي ومستدام، قادر على المنافسة على ‏الصعيدين المحلي والعالمي.‏

من جانبها، أوضحت المهندسة وداد قطيشات، مديرة وحدة تطوير ‏القطاع العام في رئاسة الوزراء، أن التحديث الإداري يشكل ركناً ‏أساسياً في مسار التحديث الاقتصادي واستقطاب الاستثمارات، مؤكدة ‏أن توفير كفاءات وموارد بشرية مؤهلة هو المفتاح لتحقيق التقدم ‏في هذا المجال. وأضافت أن تطوير الإدارة العامة ينعكس بشكل ‏مباشر على تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، ويُعزز من قدرة ‏الحكومة على توفير بيئة أعمال جاذبة للاستثمار.‏

كما أشارت قطيشات إلى أن مراكز الخدمات الحكومية الشاملة تعد ‏واحدة من أبرز المبادرات التي تم إطلاقها مؤخراً، والتي تأتي في ‏إطار التحول الرقمي والرقمنة. مؤكدة أن هذه المراكز تسهم في ‏تحسين تجربة المواطن من خلال توفير خدمات حكومية متكاملة، مما ‏يقلل من البيروقراطية ويسرع في إنجاز المعاملات. ‏

وفيما يخص مكون الثقافة المؤسسية ضمن خارطة طريق تحديث القطاع ‏العام، بينت قطيشات أن هذا المكون يعتبر عنصراً جوهرياً في نجاح ‏عمليات التحديث، مشيرة إلى أن الوحدة تعمل على تنفيذه بشكل ‏شامل ومنهجي. وأضافت أن تعزيز الثقافة المؤسسية يتطلب التركيز ‏على تعزيز سلوكيات الموظفين الايجابية، وتطوير نظم العمل ‏والإجراءات، مشيرة في هذا السياق إلى أن الوحدة تسعى إلى خلق ‏بيئة عمل إيجابية تدعم الابتكار، وتحفز الموظفين على تقديم أفضل ‏ما لديهم، مما يسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للحكومة ‏وخارطة طريق تطوير القطاع العام. وأضافت أن تحديث القطاع العام ‏هو عملية مستمرة تتطلب تكامل الجهود بين جميع الأطراف المعنية، ‏لضمان تقديم خدمات متميزة تلبي احتياجات المواطنين ‏والمستثمرين، وتعزز من تنافسية الاقتصاد الوطني ككل.‏

وجرى خلال الفعالية جلسة نقاشية أدارها مدير الموارد البشرية ‏وخدمة العملاء في بنك الاتحاد، المهندس دانيال شرايحة، حيث أكد ‏على أهمية الحوار حول هذا الموضوع وتسليط الضوء على قصص نجاح ‏الشركات والمؤسسات. وأشار شرايحة إلى أن استعراض هذه التجارب ‏الناجحة يسهم في إثراء الخبرات العملية، مما يمكن الشركات ‏الأخرى من الاستفادة منها وتطبيق أفضل الممارسات في مجالاتها.‏

وأكدت السيدة نسرين قطامش، المدير العام لمؤسسة الحسين ‏للسرطان، أن تحقيق إنتاجية مستدامة سواء على المستوى الشخصي أو ‏المهني لا يمكن أن يتم دون وجود بيئة عمل تدعم الصحة النفسية ‏للموظفين. مشيرة إلى أن الصحة النفسية للعاملين لها أهمية ‏كبيرة، حيث تنعكس بشكل مباشر على أفراد العائلة، مما يستدعي ‏التركيز عليها وإعطائها الأولوية في أماكن العمل دون إهمال.‏

وأضافت قطامش: "من الضروري توفير آليات قابلة للقياس لتحسين ‏أداء الموظفين، ومتابعة احتياجاتهم بشكل مستمر، علاوة على تحديد ‏الأسباب وراء أي ضعف في الإنتاجية أو التغيرات في بيئة العمل، ‏والتعامل معها بفعالية".‏

وأشارت في هذا الصدد إلى أن المؤسسة تعمل على المستوى الوطني ‏لتعزيز مفهوم الصحة النفسية في بيئات العمل، وتسعى إلى شمول ‏هذا المفهوم في مختلف قطاعات العمل. كما أوضحت أن مؤسسة الحسين ‏للسرطان تقدم منافع تأمينية إضافية لدعم الصحة النفسية ‏للموظفين، مما يعكس التزام المؤسسة بتوفير بيئة عمل صحية ‏ومتكاملة.‏


وبينت مديرة إدارة التغيير والعافية في شركة أدوية الحكمة ‏المهندسة دانا التميمي، أن شركة أدوية الحكمة ومنذ تأسيسها، ‏تضع رفاهية الموظفين على سلم أولوياتها، وتعمل بشكل مستمر على ‏تطوير المبادرات التي تعزز هذا الجانب الحيوي، الذي لا يرفع من ‏الإنتاجية فحسب، بل ينعكس أيضاً على الأداء العام للشركة، مما ‏يساهم في تعزيز تنافسيتها على المستويين المحلي والدولي.‏

وأوضحت التميمي أن الشركة تعتمد نهجاً شاملاً في تقييم الأداء ‏والإنتاجية بشكل دوري ومنتظم، وذلك للوقوف على الأسباب التي قد ‏تؤدي إلى ضعف الإنتاجية أو ارتفاع معدلات الدوران، كما تسعى أيضاً ‏لتوفير بيئة عمل مريحة تلبي احتياجات الموظفين المختلفة. مثل ‏تخصيص غرف راحة للنساء الحوامل لدعمهن خلال فترة العمل، وإنشاء ‏أماكن خارجية للعمل في الهواء الطلق، وتخصيص أيام خاصة للعناية ‏بعافية الموظف.‏

من جانبها بينت مديرة الاستراتيجية في شركة بروجرس سوفت، كارول ‏الياس‎ ‎أن تحسين بيئة العمل لا يتطلب دائماً استثمارات ضخمة، حيث ‏يمكن إجراء تغييرات بسيطة مثل تعزيز التواصل بين الفرق، وتوفير ‏خيارات العمل المرن، مما يرفع من رضا الموظفين وإنتاجيتهم ‏وولائهم. وشددت على أهمية التغيير في بيئات العمل، مشيرةً إلى أن ‏الشركات لا ينبغي أن تتردد من اتخاذ خطوات نحو ذلك، بل يجب أن ‏تستغل الفرص المتاحة لتحسين بيئة العمل، وبالتالي تطوير ‏الكفاءات وأداء الشركة بشكل عام، لما في ذلك من انعكاسات هامة ‏على الإنتاجية والابتكار.‏

وجرى خلال الفعالية حوار ما بين المشاركين والحضور حول أبرز ‏التحديات التي تواجه الشركات في تبني برامج العافية والمبادرات ‏المختلفة، ودورها في زيادة إنتاجية الموظفين، حيث تبادل ‏المشاركون أفكارهم وتجاربهم حول كيفية تحقيق بيئات عمل صحية ‏ومحفزة تسهم في رفاهية الموظف وتعزز من أدائه.‏