تفاصيل جديدة بشأن اغتيال إسماعيل هنية..‏

صنارة نيوز - 03/08/2024 - 10:19 am

الصنارة نيوز-‏
كشف ممثل حركة حماس في إيران خالد القدومي، تفاصيل من زيارة رئيس المكتب السياسي ‏للحركة إسماعيل هنية منذ لحظة وصوله إلى لحظة اغتياله في العاصمة طهران‎.‎
وأوضح خالد القدومي أن "الشهيد إسماعيل هنية وصل إلى إيران فجر الثلاثاء على رأس وفد ‏من قيادات الحركة، ضم رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية خليل الحية والقياديين في ‏المكتب السياسي محمد نصر وزاهر جبارين، بالإضافة إلى ممثل حماس في إيران (القدومي ‏نفسه)"، لافتا إلى أن "الوفد توجه مساء الثلاثاء إلى البرلمان الإيراني للمشاركة في تأدية ‏الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليمين الدستورية في البرلمان‎".‎
وأردف القدومي: "هناك التف حوله (حول هنية) عدد كبير من البرلمانيين والمسؤولين ‏الإيرانيين والضيوف الأجانب وعانقه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بحفاوة ورفع يده بمثابة ‏علامة النصر، ثم بعد ذلك زار الوفد معرض "أرض الحضارة" في برج ميلاد في العاصمة‎.‎

وأكمل: "مجسم قبة الصخرة للمسجد الأقصى في المعرض استوقف الشهيد هنية للحظات، ثم ‏شاهد مسرحية لبنت إيرانية كانت تمثل دور طفلة فلسطينية استشهدت عائلتها وهي وسط ‏الدمار، فناداها القائد هنية وقبل رأسها مستذكرا أطفال غزة وأحفاده وأولاده الذين استشهدوا‎".‎

وأوضح ممثل "حماس" في إيران قائلا: "رئيس المكتب السياسي والوفد المرافق له توجهوا بعد ‏ذلك إلى مقر الرئاسة الإيرانية تلبية لدعوة بزشكيان على مأدبة العشاء، ثم انتقل إلى مقر ‏إقامته (شمالي طهران) الذي لم يكن سريا وكان معروفا لدى الكثير من الناس، وكان خاصا ‏بكبار الضيوف القادمين إلى البلد.. وما يقال حول كيفية معرفة إسرائيل بمقر إقامته وغير ‏ذلك هو كلام فارغ من المضمون، لأن الشهيد القائد كان في زيارة علنية وفي لقاء علني، ‏وهو شخصية دبلوماسية، حيث كان رئيس وزراء فلسطين سابقا وكان قائد حماس‎".‎

واستطرد خالد القدومي: "بعد وصولنا إلى مقر الإقامة في وقت متأخر من الليل، صلى ‏القائد الشهيد صلاة العشاء، ثم جلسنا وتحدثنا عن مراسم اليمين الدستورية للرئيس وأجوائها ‏الطيبة، وقال لي مباشرة إن العديد من وزراء الخارجية وممثلين عن دولٍ بعضُها لا يعترف ‏بـ"حماس" تقدموا للسلام عليه وتبادلوا التحية معه"، مردفا: "تحدثنا عن حادث اغتيال الشهيد ‏فؤاد شكر (القيادي في "حزب الله الذي اغتالته إسرائيل بغارات على مبني سكني في ضاحية ‏بيروت الجنوبية) وفضل الشهادة وحسن الخاتمة، وقال إن هذه هي نهاية سعيدة لكل أخ ‏مجاهد يقاتل الكيان الصهيوني‎".‎
وتابع القدومي: "وبعد ذلك توجه الشهيد هنية إلى غرفته للنوم، ومرافقه وسيم أبو شعبان الذي ‏صليت خلفه صلاة العشاء في تلك الليلة وكان يحرس الشهيد هنية خارج غرفته، وهو يقرأ ‏القرآن وكان المصحف بين يديه عندما استشهد وعليه دمه الطاهر‎".‎

وأضاف القدومي متحدثا عن اللحظات الأخيرة من حياة إسماعيل هنية: "في تمام الساعة ‏‏1:37 (فجرا، بالتوقيت المحلي) حدثت صدمة للمبنى، فخرجت من المكان الذي كنت فيه، ‏فرأيت دخانا كثيفا، وبعد ذلك عرفنا أن الحاج أبو العبد قد استشهد"، مشيرا إلى أنه "كان ‏هناك وميض‎".‎

وأكمل: "من شدة الصدمة التي حصلت للمبنى ظننت أنه حصل رعد أو زلزال، ففتحت ‏النافذة فلم أجد مطرا أو رعدا، فالجو كان حارا، وذهبنا إلى الطابق الرابع الذي كان فيه ‏الشهيد فوجدنا أن جدار وسقف المكان الذي كان فيه قد سقط وتدمر.. من الواضح من شكل ‏المكان بعد الهجوم وما حدث له، ومن جثة الشهيد القائد إسماعيل هنية، أن الاستهداف قد ‏تم بواسطة مقذوف من الجو، سواء كان صاروخا أو قذيفة"، لافتا إلى أنه "لا يريد الخوض ‏في تفاصيل أكثر، حيث هناك فرق فنية متخصصة من الأشقاء في الجمهورية الإسلامية ‏تقوم بالتحقيق وستعلن عن النتائج لاحقا‎".‎
وأكد أن "رواية "نيويورك تايمز" وهاغاري (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري) ‏تنفيها الشهادات والحقائق على الأرض، مؤكدا أن الهدف من هذه الروايات والتصريحات هو ‏رفع المسؤولية المباشرة عن الاحتلال الإسرائيلي لاحتواء تبعات الجريمة واحتواء الرد عليها"، ‏حيث زعم تحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن عبوة ناسفة كانت مخبأة في مجمع شديد ‏الحراسة كان معروفا أن إسماعيل هنية يقيم فيه بإيران، هي التي قتلته‎.‎

وشدد على أن "الاحتلال الإسرائيلي هو الذي خطط ونفذ الجريمة بعلم وموافقة أمريكيين"، ‏مشيرا إلى أن "الإدارة الأميركية شريكة فيها وأعطت الموافقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ‏نتنياهو لارتكابها خلال زيارته لواشنطن الأخيرة‎".‎

وبين القدومي أن "الشهيد القائد إسماعيل هنية هو واحد من 40 ألف شهيد في قطاع غزة ‏ارتقوا في حرب إبادة شاملة، 70% منهم أطفال ونساء"، مؤكدا أن "دماءه الطاهرة ستكون ‏لعنة تطارد الصهاينة وطوفانا جديدا يستكمل مشروع طوفان الأقصى لإيصاله إلى محطته ‏الأخيرة بتحرير القدس وأرض فلسطين من النهر إلى البحر‎".‎

جدير بالذكر أن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، كان قد أكد أن الانتقام لدم إسماعيل ‏هنية "من واجباتنا لأن الاغتيال وقع على أراضينا‎".‎

وقال في رسالة تعزية باغتيال هنية نشرها الموقع الرسمي لخامنئي: "النظام الصهيوني ‏المجرم والإرهابي استهدف ضيفنا العزيز في بيتنا، وهو بذلك جلب على نفسه بهذا الاعتداء ‏أشد العقاب‎".‎

وفيما لم تعلن إسرائيل عن تبني هذا الاغتيال، ورفضت التعليق على الحادث بشكل علني، ‏قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة مساء الأربعاء إن الجيش الإسرائيلي ‏وجه ضربات قاضية في الأيام الأخيرة لحماس والحوثيين وحزب الله‎.‎

المصدر: "مهر‎"‎