يورو 2024.. العالم يترقب “القارة العجوز”

صنارة نيوز - 15/06/2024 - 12:47 am

ستكون ألمانيا محط أنظار محبي الساحرة المستديرة في العالم بصفة عامة وكرة القدم في “القارة العجوز” على وجه الخصوص، حينما تستضيف النسخة الـ17 من بطولة كأس الأمم الأوروبية، التي تنطلق فعالياتها غداً الجمعة.

وتقام البطولة القارية حتى 14 يوليو (تموز) المقبل في 10 مدن ألمانية، هي العاصمة برلين بالإضافة لمدن ميونخ ودورتموند وهامبورغ وفرانكفورت وشتوتغارت وجيلسنكيرشن وكولونيا ودوسلدورف ولايبزغ.
ومنحت اللجنة التنفيذية بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ألمانيا شرف استضافة البطولة في 27 سبتمبر (أيلول) 2018، بعدما تفوق ملفها في الاقتراع السري، الذي أجرته اللجنة بمقر الاتحاد في مدينة نيون السويسرية، على ملف تركيا لتنظيم المسابقة.
وستكون هذه هي المرة الثالثة التي تقام فيها بطولة أمم أوروبا، التي تجرى كل 4 سنوات، على الأراضي الألمانية، علماً بأنها المرة الثانية التي تحتضنها ألمانيا الموحدة.
واستضافت ألمانيا الغربية نسخة أمم أوروبا عام 1988، قبل أن تنظم ألمانيا الموحدة 4 مباريات في النسخة الماضية للمسابقة (يورو 2020) بمدينة ميونخ، حيث كانت تلك البطولة تجرى في عدد من المدن بمختلف أنحاء القارة.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تقام فيها أمم أوروبا فيما كان يعرف سابقاً بألمانيا الشرقية في ظل وجود مدينة لايبزغ ضمن المدن المضيفة لـ(يورو 2024)، كما أنها النسخة الأولى التي تكون فيها ألمانيا الموحدة بمثابة دولة مضيفة منفردة.
بصفتها الدولة المضيفة، تأهلت ألمانيا للبطولة تلقائياً، بينما صعدت المنتخبات الـ23 المتبقية عبر التصفيات، حيث بلغ 20 منتخباً النهائيات عن طريق التأهل المباشر من خلال احتلال المركزين الأول والثاني بالمجموعات العشر في التصفيات، بينما تم تحديد المقاعد الثلاثة المتبقية في المسابقة بواسطة الملحق.
وتم منح أماكن في الملحق المؤهل لـ(يورو 2024) للمنتخبات التي حققت أفضل أداء في دوري الأمم الأوروبية موسم 2022-2023 والتي أخفقت بالفعل في الصعود للبطولة من خلال التصفيات.
ومن بين المنتخبات الـ24 المتأهلة لـ(يورو 2024)، شارك 19 منتخباً في النسخة السابقة (يورو 2020)، حيث كان من بينها منتخبا إيطاليا (حامل اللقب) وإنجلترا (الوصيف)، بالإضافة إلى فرنسا وصيفة مونديال 2022، وكرواتيا صاحبة الميدالية البرونزية بكأس العالم الأخيرة.
يشار إلى أن منتخب البرتغال هو الوحيد الذي صعد للنهائيات دون أن يفقد أي نقطة في مشوار التصفيات، بفوزه في جميع مباريات مجموعته، في حين تأهلت فرنسا وإنجلترا وبلجيكا والمجر ورومانيا أيضاً دون أن تتلقى أي خسارة.
وعاد منتخبا ألبانيا ورومانيا للنهائيات بعد غيابهما عن النسخة الماضية، علماً بأن المنتخب الألباني يشارك في أمم أوروبا للمرة الثانية فقط، كما ظهرت سلوفينيا في البطولة مجدداً لأول مرة منذ نسخة (يورو 2000)، لتشارك في رابع مسابقة كبرى منذ استقلالها عن يوغوسلافيا السابقة.
وتلعب صربيا للمرة الأولى بأمم أوروبا منذ انفصالها عن الجبل الأسود (مونتنغرو)، بعدما سبق أن لعبا كمنتخب واحد في يورو 2000.
وتشهد البطولة وافداً جديداً في هذه النسخة هو المنتخب الجورجي، الذي يلعب في أمم أوروبا لأول مرة في تاريخه، منذ استقلاله عن الاتحاد السوفييتي السابق عام 1991، وذلك عقب تأهله على حساب منتخب اليونان في الملحق.
وتعتبر منتخبات السويد وروسيا وويلز أبرز الغائبين عن يورو 2024، حيث عجز السويديون عن الظهور في البطولة للمرة الأولى منذ نسخة عام 1996، كما أخفقوا في المشاركة بثاني بطولة كبرى على التوالي بعدما فشلوا في التأهل لمونديال 2022 بقطر.
وتم منع روسيا، التي شاركت بانتظام منذ نسخة يورو 2000، من المشاركة في التصفيات بشكل كامل في أعقاب التوتر الدائر مع أوكرانيا، وهي المرة الأولى التي يمنع فيها فريق وطني من المنافسة منذ يوغوسلافيا الاتحادية عام 1992.
وفشل منتخب ويلز، الذي بلغ الأدوار الإقصائية في النسختين الماضيتين لأمم أوروبا، بما في ذلك الدور قبل النهائي لنسخة (يورو 2016)، في الصعود للنهائيات بخسارته أمام بولندا بركلات الترجيح في الملحق.
وبعد ظهورهما لأول مرة في النسخة الماضية لأمم أوروبا، لم يتمكن منتخبا مقدونيا الشمالية وفنلندا من التأهل لهذه النسخة.
وتم توزيع المنتخبات الـ24 المشاركة في أمم أوروبا على 6 مجموعات، بواقع 4 منتخبات في كل مجموعة، على أن يتأهل المتصدر والوصيف من كل مجموعة لمرحلة خروج المغلوب، بالإضافة لأفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث في المنتخبات الستة.
وجاءت المجموعات على النحو التالي:
المجموعة الأولى: ألمانيا وإسكتلندا وسويسرا والمجر.
المجموعة الثانية: إسبانيا وكرواتيا وإيطاليا وألبانيا.
المجموعة الثالثة: سلوفينيا والدنمارك وصربيا وإنجلترا.
المجموعة الرابعة: بولندا وهولندا والنمسا وفرنسا.
المجموعة الخامسة: بلجيكا وأوكرانيا وسلوفاكيا ورومانيا.
المجموعة السادسة: تركيا وجورجيا والبرتغال وجمهورية التشيك.
وفي حالة تساوي منتخبين أو أكثر في النقاط عند استكمال مباريات المجموعة، يتم تطبيق المعايير التالية لتحديد المتأهل:
-1 الاعتماد على عدد النقاط التي تم الحصول عليها خلال مباريات المنتخبات المتساوية فيما بينها بالنقاط.
-2 فارق الأهداف بين الأهداف المسجلة والأهداف المتلقاة لكل فريق بين الفرق المتساوية فيما بينها بالنقاط.
-3 أكبر عدد من الأهداف المسجلة في جميع مباريات المجموعة بين الفرق المتساوية فيما بينها بالنقاط.
وفي حال التساوي بين فريقين أو أكثر رغم تطبيق المعايير الثلاثة السابقة، فإنه يتم اللجوء لمعايير أخرى، حددها يويفا، وهي:
-4 فارق الأهداف بين الأهداف المسجلة والأهداف المتلقاة بين جميع فرق المجموعة.
-5 عدد الأهداف المسجلة بين جميع فرق المجموعة.
-6 في حال تواجه منتخبان في الجولة الأخيرة من مرحلة المجموعات بعضهما بعضاً، وكان كل من (النقاط، فارق الأهداف، عدد الأهداف المسجلة) متساوية، ففي حال تعادل الفريقين يتم اللجوء إلى ركلات الترجيح لتحديد الترتيب النهائي. (لا يتم استخدام هذا المعيار إذا كان هناك أكثر من منتخبين متساويين في النقاط).
-7 الاحتكام لقواعد اللعب النظيف (نقطة واحدة للحصول على بطاقة صفراء واحدة، 3 نقاط للحصول على بطاقة حمراء نتيجة لبطاقتين صفراوين، 3 نقاط للحصول على بطاقة حمراء مباشرة، 4 نقاط للبطاقة الصفراء تليها الحمراء المباشرة).
-8 المركز الأعلى في الترتيب النهائي للتصفيات المؤهلة لأمم أوروبا 2024، ما لم تتضمن المقارنة ألمانيا المضيفة، ولكن في حال وجود المنتخب الألماني سيتم في هذه الحالة إجراء قرعة.
وخلال الأدوار الإقصائية، تنص لائحة البطولة على أنه يتم اللجوء للعب وقت إضافي مدته نصف ساعة مقسمة بالتساوي على شوطين، حال انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل، وإذا استمر التعادل خلال الوقت الإضافي، يتم الاحتكام إلى ركلات الترجيح لتحديد الفائز.
وكما هو الحال مع كل بطولة منذ نسخة أمم أوروبا عام 1984، لن تجرى مباراة فاصلة لتحديد صاحب المركز الثالث في المسابقة.
وتشهد البطولة مشاركة 8 منتخبات سبق لها الحصول على كأس الأمم الأوروبية، يأتي في مقدمتها منتخبا ألمانيا وإسبانيا، اللذان يتقاسمان الرقم القياسي كأكثر المنتخبات تتويجاً بالبطولة برصيد 3 ألقاب.
كما يوجد أيضاً منتخبا إيطاليا وفرنسا، اللذان يمتلكان لقبين في أمم أوروبا، وكذلك منتخب التشيك، الذي أحرز الكأس مرة وحيدة تحت مسمى تشيكوسلوفاكيا، وأيضاً منتخبات هولندا والدنمارك والبرتغال، التي حصلت على لقب وحيد في المسابقة.
ورغم ذلك، يتصدر منتخب إنجلترا الترشيحات للتتويج باللقب هذا العام، للمرة الأولى في تاريخه، عطفاً على امتلاكه القيمة التسويقية الأعلى بين منتخبات المسابقة (52ر1 مليار يورو)، حيث يضم في صفوفه أبرز نجوم القارة في الوقت الحالي، على رأسهم جود بيلينغهام، لاعب وسط ريال مدريد الإسباني، صاحب القيمة التسويقية الأكبر في البطولة (180 مليون يورو)، بالاشتراك مع الفرنسي كيليان مبابي.
كما تضم قائمة الترشيحات منتخبات فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا والبرتغال، وربما تكشف تلك النسخة عن بطل جديد في المسابقة ينضم لقائمة المتنافسين الـ11 بالبطولة، التي انطلقت نسختها الأولى عام 1960.
ومنح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الحق لمنتخبات المسابقة اختيار 26 لاعباً بحد أقصى في قوائمها النهائية، بدلا من 23 لاعباً، ليضفي مزيداً من القوة على صفوفها، أملاً في تقديم الكثير من الإثارة والندية لمباريات المسابقة.
وفي أبريل (نيسان) 2024، تم اختيار 19 طاقماً تحكيمياً لتولي إدارة 51 مباراة في البطولة، من بينها طاقم أرجنتيني تم اختياره كجزء من اتفاقية التعاون بين يويفا واتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول)، كما وقع اختيار الاتحاد الأوروبي للعبة على 20 حكماً لتقنية الفيديو (فار) بالإضافة إلى 12 حكماً معاوناً (سيعملون كحكم رابع أو حكم مساعد احتياطي).
وتم الكشف عن الشعار الرسمي لـ(يورو 2024) في 5 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، خلال حفل أقيم في الملعب الأولمبي ببرلين، حيث يصور الشعار كأس هنري ديلوناي مع 24 شريحة ملونة حول الكأس تمثل 24 دولة مشاركة.
ويعكس الشكل البيضاوي شكل الملعب الأولمبي، بالإضافة إلى ذلك، تمتلك كل مدينة من المدن المضيفة العشر شعارا فريدا خاصا بها، يضم أبرز معالمها المحلية.
وتم إزاحة الستار عن التميمة الرسمية للبطولة في 20 يونيو (حزيران) 2023 على هامش المباراة الودية بين منتخبي ألمانيا وكولومبيا بمدينة جيلسنكيرشن، وهي عبارة عن دمية دب يرتدي سروالاً قصيراً، وتم اختيار اسم التميمة (ألبارت)، بعد استفتاء جماهيري موسع أطلقه يويفا، للاختيار بينه وبين 3 أسماء أخرى، حيث حصل على أعلى الأصوات.
وأعلن “يويفا” في فعالية خاصة جرت في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 عن الكرة الرسمية للبطولة، التي تحمل اسم (فوسبال ليبه)، وهي كلمة ألمانية تعني “حب كرة القدم”، وتحمل الكرة تصميما “مستوحى من متعة كرة القدم وطاقة البطولة، وفقاً للاتحاد القاري.
وتتميز الكرة، التي يغطي اللون الأبيض الجزء الأكبر من سطحها، بأشكال أجنحة سوداء مع حواف ومنحنيات بالألوان الأحمر والأزرق والبرتقالي والأخضر لإظهار حيوية المنتخبات المتأهلة للبطولة والحب الذي يكنه المشجعون في جميع أنحاء العالم لكرة القدم.
وتم تصنيع الكرة باستخدام مواد عضوية مستدامة، وهي أول كرة في تاريخ البطولة تتميز بـ”تقنية الكرة المتصلة”، حيث تحتوي على أجهزة استشعار إلكترونية داخلية، مما يسمح باكتشاف حركتها ليستخدمها حكام المباريات للمساعدة في اتخاذ قرارات دقيقة.