نتائج انتخابات عدوهم على الأبواب.. والسلام (سلام عليه حين ينام ويستيقظ).. وأرضهم (للناظر المتابع)، تنهشها الذئاب «ذئاب المستوطنين».. وحلم دولتهم «حلم تقضمه الأيام الصعاب، نتشة نتشة».. وأمل تغيُّر الحال يصطدم بواقع مُغاير.. وفي المحصلة «عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيكِ يزداد سوءاً يا أيتها الأرض المرهقة..
ونحن نتابع ما ستؤول إليه الأحداث المتسارعة غربي النهر، وبخاصة فيما يتعلق بالتفاؤل عند البعض إزاء بوادر عودة اليسار الإسرائيلي إلى الحكم في تل أبيب، وإحياء عملية السلام التي تقبع في غرفة الإنعاش منذ سنين وتأبى الانتقال إلى عالم ما وراء الطبيعة، تذكرت مقالاً كتبه شخص يعيش في السويد منذ عقود يدعى «خالد عيسى» في ذكرى نكبة فلسطين قبل عام، عنونه بكلمة «بديش».. الـ»بديش» لم تغب عن ذهني منذ أن قرأت المقال لأول مرة، وبقيت الكلمة تتردد بداخلي..
كتب ذلك العربي السويدي: «أنا منكوب ابن منكوب تزوجت منكوبة ورزقت منها بثلاث منكوبات، وبناتي المنكوبات تزوجن من منكوبين، وصارت لي مجموعة من الأحفاد المنكوبين..! نحن شعب الله المنكوب، ونكبتنا ليست بسبب زلزال أغادير، أو إعصار ساندي، أو قنبلة هيروشيما.. !
نكبتنا بدأت بتصادم تاريخي بين السماء والأرض، حين قرر شعب الله المختار أن يتمختر علينا، ويحط كالجراد على بلادنا، ويقضم خبزنا (نتشة نتشة)!..
في صباح النكبة سألني حفيدي (هنا في السويد آخر الأرض): شو يعني نكبة..؟
قلت له: النكبة يا صغيري أن تأتي اليهودية (راشيل) زميلتك في المدرسة لغرفة نومك وتلبس بيجامتك وتنام في سريرك، وتسرق ألعابك، وأنت تنام في خيمة بالحديقة، وتقول لك كل يوم: هذا بيتي وأنت لا بيت لك..!
قال حفيدي غاضباً: (بديش)..!
هذه (البديش) هي التي يقولها شعب الله المنكوب منذ عقود هي وحدها ما بقي لنا ولا يستطيع أحد أن يجعلها (بهمش)..!»
بين «بديش» و»بهمش».. تكمن الحكاية التي مضت عليها عقود.. فـ»بديش» لا تُقتصر على أمر واحد ولا أمرين ولا حتى ثلاثة.. تلك الـ»بديش» تشمل كل نواحي الحياة التي يفرضها المُحتل على المضطهد.. بدءاً من احتلال الأرض، وانتهاءً بمحاولات إلغاء الآخر بالمطلق..
هذه الـ»بديش» هي التي أبقت على أرض فلسطين الانتدابية قرابة الـ 6 ملايين ممن ينطقون بلغة العرب.. وهي ذاتها التي مكّنت قضية تآمر عليها الإنس والجان من البقاء وعدم الاندثار.. وهي التي تبعث الروح من جديد.. وهي التي لا تكترث بمن يأتي إلى سدة الحكم عند العدو..
فـ بها يمكننا القول «ما يزال على هذه الأرض ما يستحق الحياة».. وبها، لن تتحول تفاصيل الحياة إلى «بهمش»..
تبقى فكرة الحديث..
«بديش».. هي الكلمة التي حيرت العدو، وهي التي تعيد عقارب الساعة بشكل دائم إلى نقطة الصفر، وهي وجهة العناد الآخر الذي يحجّم أفعال المحتل..
لهذا.. نقترح ان تصبح «بديش» شعاراً يُمجد غربي النهر..
enad.salem@gmail.com