حملة عالمية على وسائل التواصل تستهدف المشاهير غير المتعاطفين مع غزة

صنارة نيوز - 17/05/2024 - 3:45 pm

نشرت صحيفة “إندبندنت” تقريرا أعدته ماروشا مظفر تناولت فيه حركة ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي تستهدف المشاهير الذين لم يستخدموا تأثيرهم للاحتجاج على حرب الإبادة الحالية في غزة.

وتعكس حركة #Blockout2024 أو “Chop Chop” ما يبدو إحباطا من المتابعين تجاه المشاهير الذين يعتقد أنهم لم يستغلوا نفوذهم ومنصاتهم لتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية في غزة. وبحسب أحد مستخدمي تيك توك، فإن الهدف من الحملة هو “الحد من تدفقات الإيرادات والشهرة الخاصة” بهؤلاء المشاهير.

ويتداول الأشخاص على منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وإنستغرام وإكس، قوائم المشاهير لإلغاء متابعتهم وحظرهم، مما أدى إلى انخفاض ملحوظ في عدد المتابعين، وفقا لموقع” سوشيال بليد”، وهو موقع تحليلي لوسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة.

وأفادت التقارير بأن نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان فقدت مئات الآلاف من متابعيها على إنستغرام وحده بسبب إرسالها إلى هذه “المقصلة الرقمية”، في حين فقدت النجمة الشهيرة تايلور سويفت نحو 200 ألف متابع على المنصة.

وعن بداية هذه الحركة تقول الصحيفة إن المتابعين بدأوا بوضع صور للمشاهير الذين احتشدوا من جميع أنحاء العالم وسارواعلى السجادة الحمراء في حفل “ميت غالا” في نيويورك في وقت سابق من هذا الشهر، بملابسهم باهظة الثمن إلى جانب صور مرعبة للموت والدمار القادم من غزة. وأعرب البعض عن غضبهم من عرض الثروة والرفاهية في الحفل السنوي بينما كان يتم ذبح الآلاف من النساء والأطفال في القطاع المحاصر.

واقترح البعض أن الصور المتجاورة – للمشاهير الذين يعيشون في نيويورك وللفلسطينيين المحاصرين، الذين يعانون من الجوع والموت – كانت أقرب إلى سلسلة روايات وأفلام “ألعاب الجوع”، وهو عالم بائس من روايات سوزان كولينز.

وقال أحد المعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي الذي يدير صفحة ثورة المناخ على تيك توك: “هذا أمر بائس حقا. هؤلاء الناس يعيشون في مستوى مختلف من الواقع عن بقيتنا”. وأضاف: “إنهم لا يتأثرون حتى بنفس القضايا السياسية والاقتصادية التي تهمنا، لأن الأغنياء سيكون لديهم دائما الوسائل للتحايل عليها. الحرب، والإجهاض، وأسعار الإيجار، وارتفاع مستوى سطح البحر، والحرارة الشديدة، وندرة الغذاء، هذه الأشياء لا تعنيهم”. وتساءل: “ما الذي سيخسرونه فعليا إذا تحدثوا علنا عما يحدث في رفح؟ لا شيء”.

وقد اكتسبت حملة #blockout2024 زخما، مما دفع إلى حجب النجوم العالميين الذين اختاروا التزام الصمت حيال الحرب المدمرة التي تركت معظم القطاع أنقاضا وشردت 80% من سكانه وقتلت أكثر من 35 ألفا.

وقد تجنب الفنانون والمؤثرون منهم عالميا، باستثناءات قليلة مثل ماكليمور وأرتيست4 سيزفاير، التعليق علنا على الأزمة في غزة.

وقالت الممثلة نيكولا كوجلان في مقابلة أجريت معها مؤخرا إنه قيل لها إنها ستفقد عملها في هوليوود إذا دعت إلى وقف إطلاق النار في غزة، في حين تم استبعاد سوزان ساراندون من وكيل أعمالها بسبب تعليقات أدلت بها في تجمع مؤيد للفلسطينيين.

وأصدر مغني الراب الأمريكي ماكليمور مؤخرا أغنية احتجاجية بعنوان “قاعة هند”، مخصصة لذكرى هند رجب، وهي فتاة فلسطينية تبلغ من العمر ست سنوات قتلتها القوات الإسرائيلية في كانون الثاني/ يناير بينما كانت محاصرة في سيارة مع أقاربها القتلى وتنتظر الإنقاذ.

وبحسب موقع “سوشيال بليد”، فقد اكتسب ماكليمور آلاف المتابعين الجدد على منصات التواصل الاجتماعي في الأيام التي تلت إصدار الأغنية. وقال إنه سيتبرع بجميع عائدات الأغنية على منصات البث المباشر لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

ويتضمن فيديو الأغنية لقطات لأشخاص يحتجون ويعبرون عن تضامنهم مع الفلسطينيين إلى جانب مقاطع متنوعة يظهر فيها ضباط شرطة وسياسيون.

وعن الطريقة التي يتعرف فيها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي المشاهير الذين يجب حظرهم، قال أحد مستخدمي تيك توك في مقطع فيديو: “لقد قمت بإنشاء مستند غوغل لكل المشاهير الذين حضروا حفل ميت غالا، والآن أقوم بالمتابعة والكتابة عما إذا كانوا صامتين، أو إذا كانوا يستخدمون منصتهم للتحدث عن الإبادة الجماعية في غزة”.

وأنشأ مستخدم تيك توك هذا مقطع فيديو يعرض قائمة طويلة من أسماء المشاهير على خلفية سوداء.

وكانت بعض الأسماء، بما في ذلك زيندايا ونيكي ميناج وكيث أوربان وأندرو سكوت، مصحوبة بكلمة “صامت” باللون الأحمر.

وأشار موقع المستخدم هذا إلى أنه على الرغم من أن بعض المشاهير مثل زيندايا تحدثوا علنا في الماضي، إلا أنهم لم يفعلوا ذلك مؤخرا. وقالوا إن زندايا أبدت دعمها للفلسطينيين في تشرين الأول/ أكتوبر، لكنها لم تدل بمزيد من التعليقات منذ ذلك الحين. وحاولت الصحيفة الحصول على تعليق من ممثلي زيندايا وميناج وأوربان وسكوت، بالإضافة إلى كارداشيان وسويفت.

كما وظهرت عدة صفحات على إنستغرام وتيك توك مما جعل حظر المشاهير أسهل. على سبيل المثال، هناك صفحة جديدة على إنستغرام تسمى @blockout.2022 – الاسم يهدف إلى إرباك خوارزمية انستغرام التي أزالت في وقت سابق صفحة مماثلة تسمى “#blockouts2024” – تنص الصفحة في السيرة الذاتية: “اذهب إلى ما يلي واحظرهم جميعا”.

وحثت مستخدمة لمنصة تيك توك تسمي نفسها @ladyfromtheoutside في فيديو مؤخرا: “لقد أعطيناهم منصاتهم. لقد حان الوقت لاستعادتها – لنأخذ وجهات نظرنا، وإعجاباتنا، وتعليقاتنا، وأموالنا – من خلال حظرهم على جميع وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية”.

في 7 أيار/ مايو، واجهت المؤثرة على تيك توك، هالي خليل، رد فعل عنيفا بعد نشر مقطع فيديو تحرك شفتيها بعبارة “دعهم يأكلون الكعك” خارج حفل ميت غالا على حساب تيك توك الخاص بها، والذي يستخدم اسم المستخدم @haleyybaylee.

وتعود العبارة الى ماري أنطوانيت وترمز إلى انفصال النخبة وسط الفقر والأزمات المنتشرة.

وأثار مقطع الفيديو الذي نشرته خليل غضب العديد من الأشخاص عبر الإنترنت لأنه جاء بعد تصريح لرئيس برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بأن شمال غزة دخل “مجاعة كاملة” بعد ما يقرب من سبعة أشهر من الحرب. في وقت لاحق، اعتذرت خليل في 10 مايو، قائلة إنها لم تتلق دعوة رسمية إلى حفل ميت غالا وكانت هناك كمضيفة مع E! News. وبررت استخدام عبارة “دعهم يأكلون الكعك” بقولها إنها أصبحت “رائجة” على تيك توك في الوقت الحالي. لكن المقارنات لم تغب عن أتباعها. ونشر أحد المستخدمين مقطع فيديو قال فيه إن حسابها على تيك توك ربما “أطلق العنان لغضب ملايين الأشخاص”.

وقال إيدي بورخيس- ري، وهو أستاذ مشارك مقيم في جامعة نورث وسترن في قطر ومتخصص في البحث في وسائل التواصل الاجتماعي والخوارزميات، لقناة الجزيرة: “يعتمد مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير على الظهور والمشاركة العالية لجذب الصفقات الإعلانية والحفاظ عليها”.

وأكد أنه عندما يقوم شخص ما بإلغاء متابعة أحد المشاهير، فإنه ببساطة يتوقف عن رؤية منشورات المشاهير في خلاصته. ولكن “إذا قام شخص ما بحظر أحد المشاهير، فإنه يقطع تماما أي تفاعل مع المحتوى الخاص به”.

وأضاف: “إن انخفاض مستوى الظهور يمكن أن يدفع المعلنين إلى النظر إلى المشاهير على أنهم أقل قيمة، مما قد يؤدي إلى تقليص المبلغ الذي يرغبون في دفعه مقابل الإعلانات في الملف الشخصي للمشاهير، مما يؤثر بشكل مباشر على إيرادات إعلاناتهم”.