الاحتياطيات الأجنبية تصل الى 19.1 مليار دولار.. اقتصاديون يعلقون ‏

صنارة نيوز - 11/05/2024 - 3:52 pm

الصنارة نيوز-‏
أكد اقتصاديون أن صعود الاحتياطيات الأجنبية لمستويات تاريخية غير مسبوقة يثبت جاذبية ومتانة ورصانة الاقتصاد الوطني وقدرته على ‏مواجهة الأزمات والصعوبات‎.‎

وقالوا، إن هذا الصعود يعكس نجاح سياسات الإصلاح الاقتصادي التي تنفذها البلاد وأنها تسير في الاتجاه السليم، ما يعزز ثقة المستثمرين ‏في قدرة الاقتصاد الوطني على التكيف مع التحديات وتحقيق نتائج إيجابية في ظل الظروف المتغيرة والتوترات السياسية التي تشهدها ‏المنطقة‎.‎

وأضافوا أن الاحتفاظ بمستويات مريحة من الاحتياطيات الأجنبية يعزز التصنيف الائتماني للأردن، ويسهم في الحفاظ على سعر صرف ‏الدينار، وضبط معدلات التضخم، ويعزز أداء الجهاز المصرفي والمؤسسات التمويلية، بالإضافة إلى رفع الثقة بالسياسات النقدية ويقلص ‏الأثر المتوقع من الصدمات الخارجية‎.‎

ووصلت الاحتياطيات الأجنبية للبنك المركزي إلى مستوى قياسي جديد بلغ 19.1 مليار دولار حالياً، أي ما يكفي لتغطية مستوردات ‏المملكة من السلع والخدمات مدة 8.3 شهر‎.‎

وقال الوزير الأسبق للمالية والخبير الاقتصادي الدكتور محمد أبو حمور، إن احتياطي العملات الأجنبية يعد أحد المؤشرات الاقتصادية ‏المهمة التي تعبر عن متانة الاقتصاد وقدرته على مواجهة الأزمات والوفاء بالالتزامات، كما يعبر عن حصافة السياسة النقدية وقدرتها ‏على مواكبة المتغيرات المحلية والعالمية‎.‎

وأضاف أبو حمور أن هذا المؤشر يبين أن سياسات الإصلاح الاقتصادي تسير في الاتجاه السليم، وفي ظل الظروف الحالية وما تشهده ‏المنطقة من أزمات يكتسب هذا المؤشر أهمية خاصة ويبعث برسالة قوية الى المستثمرين تساعد على بث الطمأنينة بأن الاقتصاد الأردني ‏قادر على استيعاب الصدمات والتجاوب معها بديناميكية تتيح الاستمرار في النمو وتحقيق نتائج إيجابية‎.‎

وذكر ابو حمور ان هذا المستوى المريح من الاحتياطيات الأجنبية الذي يغطي المستوردات من السلع والخدمات لمدة تزيد عن ثمانية ‏أشهر كان أحد العوامل الهامة التي ساهمت في قيام مؤسسة موديز للتصنيف الائتماني برفع التصنيف الائتماني السيادي للأردن طويل ‏الأجل بالعملة المحلية والأجنبية من‎ B1 ‎الى‎ Ba3 ‎مع نظرة مستقبلية مستقرة، وهي المرة الأولى التي يرتفع فيها التصنيف الائتماني ‏الأردني منذ حوالي عقدين حافظ خلالهما على ثباته رغم مختلف التحديات التي عصفت بالمنطقة والعالم‎.‎

وأكد أن الاحتفاظ باحتياطيات مناسبة من العملات الأجنبية يعزز التصنيف الائتماني ويتيح الوصول الى مصادر تمويل بأسعار فوائد ‏معتدلة، باعتبار أن هذه الاحتياطيات تعد مؤشراً هاما يشير الى القدرة على تحمل الالتزامات والأعباء الناجمة عن الديون الخارجية ‏وسدادها في مواعيدها‎.‎

وتابع "هو أيضاً يساعد في الحفاظ على سعر صرف العملة المحلية وعلى قدرتها الشرائية مما يساهم في تقليص نسب التضخم ويحافظ ‏على الظروف المعيشية للمواطنين ويعزز أداء الجهاز المصرفي والمؤسسات التمويلية مما يساهم في توفير بيئة اقتصادية مستقرة‎".‎

وأشار إلى ان الاحتفاظ باحتياطيات مناسبة من العملات الأجنبية يعزز الثقة بالسياسات النقدية ويتقلص الأثر المتوقع للصدمات الخارجية ‏أو الازمات الطارئة وتزيد جاذبية الاقتصاد الوطني وقدرته على تلبية احتياجاته من المستوردات‎.‎

بدوره، قال عضو مجلس إدارة غرفة صناعة عمان المهندس موسى الساكت، إن حجم الاحتياطي مؤشر مهم لاداء الاقتصاد الوطني، ‏مشيرا إلى أن الاحتياطي معرض للارتفاع وايضًا للانخفاض‎.‎

وبين الساكت، أن الاحتياطي يرتفع نتيجة للسحب على القروض الخارجية، أو استلام المنح الأجنبية، ووصول حوالات المغتربين، وزيادة ‏إنفاق السياح الأجانب، أو بسبب حصيلة الصادرات الوطنية من السلع والخدمات‎.‎

وأوضح أن الاحتياطي ينخفض نتيجة لتسديد القروض الخارجية وفوائدها، وإنفاق الأردنيين على السياحة في الخارج، وحوالات العمالة ‏الوافدة إلى بلادها، أما الاستهلاك الأكبر للاحتياطي فيأتي من جهة المستوردات‎.‎

وأشار الساكت إلى أن معظم البلدان خاصة النامية تسعى إلى مراكمة احتياطيات من النقد الأجنبي بهدف تحقيق عدد من الأهداف منها؛ ‏القدرة على توفير بيئة اقتصادية مستقرة، تعزيز ثقة المستثمرين خصوصا الاستثمار الاجنبي في الاقتصاد الوطني، القدرة على مواجهة ‏الصدمات، بالاضافة إلى تشجع وكالات التصنيف الائتماني على إصدار تصنيفات ائتمانية جيدة‎.‎

وذكر الساكت أن الاحتياطي النقدي وسيلة للمدفوعات بشتى أنواعها ومنها تغطية المستوردات لفترة زمنية مقبلة، وايضاً الحفاظ على ‏السيولة في حالة حدوث طارىء، وارتفاعها يعد مؤشر اطمئنان على قوة الدينار واستقراره‎.‎

من جانبه، أشاد رئيس جمعية مستثمري شرق عمان الصناعية الدكتور إياد أبو حلتم بالسياسة النقدية المتبعة في المملكة على مدار ثلاثة ‏عقود متتالية، مؤكدا أن هذه السياسة أثبتت فاعليتها وجدواها بشكل كبير، خاصة في تثبيت سعر صرف الدينار الأردني وربطه بالدولار، ‏ما أدى إلى استقرار عملية الصرف على مدار العقود الثلاثة الماضية‎.‎

وأضاف الدكتور أبو حلتم، العضو كذلك بمجلس إدارة غرفة صناعة عمان، أن هذا الاستقرار في سعر الصرف ساهم في الحفاظ على ‏جاذبية الدينار الأردني وثباته، ما زاد من ثقة الأسواق والمستثمرين في البيئة الاستثمارية في الأردن‎.‎

وشدد على أهمية الاحتياطات من العملة الصعبة ونموها المستمر في الحفاظ على استقرار سعر صرف الدينار وتوفير العملات الأجنبية ‏اللازمة لاستيراد المواد الأساسية‎.‎

وأكد الدكتور أبو حلتم أن استمرار هذه العملية يعكس ثبات الاقتصاد الوطني ومتانته، ويسهم في تعزيز التصنيف الائتماني للأردن، مشيراً ‏إلى أن هذا الموضوع يعد إيجابية بالغة في معايير الاقتصاد الكلي للمملكة‎.‎

من جانبه، قال عضو مجلس إدارة المنتدى الاقتصادي الأردني والمستشار في الاستثمار والأعمال محمد القريوتي، إن الاحتياطيات النقدية ‏من العملات الأجنبية وصلت اليوم الى 19.1 مليار دولار ،وهذا الرقم يكفي لتغطية مستوردات الأردن من السلع والخدمات مدة 8.3 شهر ‏وهي من أعلى نسب التغطية عالميا‎.‎

وأضاف أن الاحتياطيات النقدية من العملة الأجنبية في عام 2019 كانت 14.3 مليار دولار، وبذلك نمت هذه الاحتياطيات خلال 6 سنوات ‏بنسبة 34 بالمئة، ورغم كل ذلك انخفضت نسبة الدولرة الى ما يقارب من 17 بالمئة، وكانت في عام 2019 نسبتها 20.6 بالمئة، وبذلك ‏أرصدة الودائع في البنوك الأردنية بالدينار الأردني تصل نسبتها 80 بالمئة، من مجموع الودائع الكلية و20 بالمئة فقط بالعملة الأجنبية‎.‎

وبين القريوتي أنه رغم التذبذبات العالية في الأسواق العالمية والتحديات الجيوسياسية المختلفة والحروب الجائرة في المنطقة وتعقد ‏تحديات سلاسل الإمداد والتوريد، وتأثر قطاعات اقتصادية كثيرة سلبا نتيجة لذلك وما حمله من تأثير مباشر على تدفق العملة الأجنبية، إلا ‏أن الأردن استطاع أن يحافظ على منعة اقتصاده ورصانة مركزه المالي والنقدي‎.‎

وأكد أن لسياسة البنك المركزي الأردني الحصيفة الدور الأكبر في خلق هذا التوازن الثابت في محيط يعيش في دوامة، كما أن السياسة ‏المالية لعبت دورا مهما في تثبيت رواسخ المنعة الاقتصادية، وهذا كله ترجم في ثبات التصنيف الائتماني الحالي للأردن عند هذا المستوى ‏الجيد وبالنظرة المستقبلية المستقرة، والذي أعطى الأردن مساحة كبيرة في المفاوضة والحصول على أفضل الشروط للمنح والقروض ‏وبأقل الاسعار مقارنة مع دول اخرى تضاعفت الكلف والأعباء الاقتصادية عليها نتيجة تدني تصنيفها‎.‎

وأشار القريوتي إلى أن هذه الجهود مكنت الأردن أيضا من الاتفاق على برنامج جديد مع صندوق النقد الدولي لمدة 4 سنوات بقيمة 1.2 ‏مليار دولار، وبرنامج آخر مع البنك الدولي لمدة 5 سنوات بقيمة 576 مليون دولار، يضاف لها حزم مالية مختلفة من الاتحاد الأوروبي ‏وآخرها حزمة مساعدات ألمانية جديدة للأردن تقارب 619 مليون يورو من منح وقروض ميسرة لهذا العام والعام القادم‎.‎

وأكد أن تعاظم الاحتياطيات النقدية من العملة الأجنبية ووصولها الى هذه المستويات المريحة في محيط يسوده عدم اليقين، وثبات التصنيف ‏الائتماني عند هذه المستويات المتقدمة ، تعد كلها رواسخ داعمة لاستقرار مالي ونقدي وترجمة فعلية على خطى رؤية التحديث الاقتصادي ‏الطموحة التي تبناها الأردن للوصول الى المنعة الاقتصادية والرفاه الاجتماعي‎.‎

واشار القريوتي إلى أن تعاظم الاحتياطيات النقدية من العملة الأجنبية، يؤكد أن الأردن دولة مؤسسات راسخة تقف صامدة أمام الصعوبات ‏التي أرهقت دولا أخرى كبيرة في حجمها وغنية بمواردها ولكن لم تستطع الصمود كما هو حال الأردن صامد ومتمكن‎.‎

بدوره، قال المدير العام لجمعية البنوك الأردنية الدكتور ماهر المحروق، إن الاحتياطيات الأجنبية للمملكة وصلت إلى مستوى غير ‏مسبوق، موضحا أن هذا يعكس قدرة الاقتصاد الوطني على تلبية احتياجاته من المستوردات لفترة 9 أشهر وهذا الرقم يفوق بثلاثة أضعاف ‏المعدل العالمي المطلوب للحفاظ على الاحتياطيات‎.‎

وأضاف أن هذا الإنجاز يعكس قوة واستقرار الاقتصاد الوطني، وذلك بفضل السياسات النقدية الحكيمة التي اتخذها البنك المركزي ‏الأردني، مشيرا إلى أن هذه الاحتياطيات لم يتم تجميعها بطريقة تقليدية، بل جاءت نتيجة لسلسلة من الإجراءات والسياسات التي تهدف إلى ‏تحقيق أهداف البنك المركزي، والتي تشمل الحفاظ على الاستقرار النقدي وتحقيق معدلات نمو مرتفعة وضبط معدلات التضخم‎.‎

وأكد الدكتور المحروق أن هذا الإنجاز يعكس القدرة الوطنية والجاذبية الاقتصادية للأردن، مشددا على ضرورة مواصلة العمل بجد ‏للحفاظ على هذا الأداء المتميز وتعزيزه في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية الحالية في المنطقة‎.  ‎
‏(الغد)‏