"كشفت مصادر رسمية عن “دخول 7300 ألف رأس من المواشي من سورية بصورة غير شرعية من منافذ غير حدودية”، مشيرة إلى “تورط شخصيات رسمية ونيابية ومتنفذة في عملية التهريب”، فيما حذرت وزارة الزراعة، من أن هذه المواشي “تحمل أمراضا عديدة وخطرة، تؤثر على صحة الإنسان”، داعية الحكومة إلى التحرك لمواجهة تداعيات هذه القضية.
وفي التفاصيل اكدت مصادر رسمية متطابقة، “دخول 7300 رأس من المواشي، بطرق غير شرعية، تقدر قيمتها بما يقارب 3 ملايين دينار”، فيما أكد وزير الزراعة عاكف الزعبي لـ”الغد” أن عدد رؤوس الماشية، التي تم تهريبها يبلغ 3400 رأس.
وبين الزعبي أنه تم إبلاغ الجهات المعنية بذلك، لاتخاذ الإجراءات اللازمة، مشيرا الى أنه “جرى تطعيم عدد كبير من الأغنام المهربة، واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية”.
جاء ذلك، في وقت أكد فيه نائب أمين عام الوزارة لشؤون الثروة الحيوانية الدكتور منذر الرفاعي “عدم دخول هذه المواشي عبر المنافذ الحدودية والرسمية”.
وأكدت المصادر أن هذه المواشي “ينتشر فيها مرض الحمى القمحية (الجمرة الخبيثة) والحمى القلاعية واللسان الأزرق وعدة أمراض وبائية مشتركة بين الإنسان والحيوان”.
وقالت إن وزير الزراعة “أبلغ رئيس الوزراء عبدالله النسور بدخول هذه الكمية من المواشي بطرق غير شرعية دون علم الوزارة بها، وهي تحمل عدة أمراض خطيرة على صحة الإنسان”.
ويأتي تهريب هذه المواشي، في وقت يعتبر تزايد تهريب الأغنام من سورية إلى الأردن، بصورة كبيرة، في الفترة الأخيرة إحدى القضايا التي تشغل وزارتي الزراعة، ودائرة الجمارك، إلى جانب قوات حرس الحدود المرابطة، على طول الحدود الشمالية مع سورية.
وكانت قوات حرس الحدود أحبطت في الفترة الأخيرة العديد من محاولات تهريب الأغنام من سورية، عبر تجار ومهربين سوريين، بالاتفاق مع أردنيين، لغايات المتاجرة بها في السوق الأردنية، طمعا بتحقيق الأرباح، كونها تمتاز بأسعار منخفضة مقارنة بالمحلية.
وزعم أحد العاملين في تهريب الأغنام، الذي رفض نشر اسمه لـ”الغد”، أن هناك “أكثر من 300 رأس من الأغنام السورية تدخل بصورة غير شرعية من منافذ غير حدودية، بشكل شبه يومي إلى الأردن”، مشيرا إلى أن هذه الأغنام “بعد وصولها إلى مدينة درعا تحمل بسيارات مخصصة لنقل الأغنام إلى مسافة معينة، ثم يتم إدخالها مشيا خلال الليل إلى الحدود الأردنية، حيث يتم تحميلها في شاحنات أخرى، وإدخالها إلى مدينة المفرق دون رقابة أو فحص من أي جهة”.
وفيما اكد الناطق الإعلامي باسم وزارة الزراعة الدكتور نمر حدادين “قوات حرس الحدود تضبط إعادة أحيانا أغناما مهربة من سورية قبل دخولها المملكة”، فيما أكد أحد تجار الأغنام محمود سليمان لـ”الغد” أن هناك “آلاف الأغنام يتم تهريبها إلى الأردن شهريا”.
بدوره، أشار حدادين إلى أن الوزارة “في حال تسلمها أي أغنام مهربة يتم وضعها في المحاجر البيطرية التابعة للوزارة تمهيداً لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة بخصوصها”.
وأكد أن أعداد الأغنام التي “تم إحباط تهريبها من قبل مهربين سوريين إلى الأردن، يصل إلى الآلاف خلال العام الماضي، مبينا أنه تتم إعادتها الى الأراضي السورية، واعتقال عدد من مهربيها من قبل الأجهزة المعنية”.
وأضاف أن الأغنام التي يتم تهريبها الى السوق الأردنية بطرق غير مشروعة “تؤثر على مستويات الثقة بين التاجر والمستهلك من خلال قيام التاجر ببيع لحومها الى المستهلك بسعر البلدي، وهي في الواقع سورية المنشأ”.
من جهته، حذر مدير اتحاد المزارعين المهندس محمود العوران مربي الثروة الحيوانية من استمرار دخول هذه الأغنام بطرق غير شرعية إلى المملكة، معتبرا أن دخولها هو “تهديد لمصالحهم وتجارتهم كونها تباع بأسعار أقل بكثير من مواشيهم”.
وأشار العوران الى أن معظم هذه الأغنام التي تصل السوق الأردنية “غير محصنة ضد كثير من الأمراض، وهو ما يجعل احتمالية انتقال الأمراض إلى ثروتنا الحيوانية قائما”.
كما حذر من “التأثير السلبي لهذه التهريبات على كميات الأعلاف في المملكة ومساهمتها في رفع سعرها، إلى جانب تأثيرها على مواسم الرعي في فصل الربيع جراء أعدادها المرتفعة”. (الغد- عبد الله ربيحات)