وزارة النقل السعودية تستعرض أبرز ملامح وأهداف الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات ‏اللوجستية

صنارة نيوز - 2021-07-06 22:47:31

أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، الاستراتيجية الوطنية ‏للنقل والخدمات اللوجستية؛ ونظّمت وزارة النقل والخدمات اللوجستية مؤتمراً صحافياً مساء أمس ‏لاستعراض أبرز ملامح الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، بحضور وزراء وقادة ‏منظومة قطاع النقل والخدمات اللوجستية في المملكة العربية السعودية، حيث استعرضت الوزارة ‏الأطر العامة للاستراتيجية الوطنية وأبعادها التنموية والاقتصادية والخدمية.‏

وقال وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي صالح بن ناصر الجاسر في كلمته إنّ الدعم الكبير ‏الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله لقطاع النقل والخدمات ‏اللوجستية أثمر عن إطلاق هذه الاستراتيجية الوطنية الشاملة؛ التي ستفتح المجال واسعاً  أمام ‏تطور تنموي كبير؛ ترسّخ من خلاله المملكة العربية السعودية موقعها كمركز لوجستي عالمي، ‏يسهم في تعزيز التنوع الاقتصادي ودعم التنمية المستدامة، من خلال ما تتضمنه هذه الاستراتيجية ‏الطموحة من مشاريع وطنية كبرى ومبادرات نوعية تستهدف تعزيز نمو القطاع وتعظيم ‏اقتصاديات النقل والخدمات اللوجستية في المملكة؛ التي تشمل التكامل الحكومي وتطبيق التحول ‏الرقمي واعتماد مجموعة من الإجراءات لتطوير منظومة النقل والخدمات اللوجستية عبر ‏منهجيات حديثة وسياسات قادرة على تعزيز القدرة التنافسية.‏
‏ 
واعتبر الجاسر أنّ "إطلاق الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية؛ يجسد السير الحثيث ‏نحو تعزيز مكانة المملكة كمحور دولي رئيس في مجال الربط البحري والجوي والبري والخدمات ‏اللوجستية المتقدمة".‏
 
وبيّن وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي أنّ "الاستراتيجية تمثل النسيج المحكم الذي يربط ‏العديد من الاستراتيجيات الوطنية الرائدة كقطاع الحج والعمرة والسياحة وصولاً إلى الصناعة ‏والتجارة لتحقيق المستهدفات المنشودة نحو تحقيق النمو المستدام في كافة مناطق المملكة واستثمار ‏مختلف القدرات والفرص الواعدة وتكريس الارتباط بالاقتصاد العالمي والأسواق الدولية".‏
 
 
وأوضح الجاسر أنّ "جائحة كورونا تركت درساً بالغ الأثر على العالم، كون هذه الأزمة اختبرت ‏فاعلية الدول أمام تقطع سلاسل الإمداد، خاصة في مجال تدفق الأدوية والأغذية، و تعرّض العديد ‏من المناطق المختلفة في العالم إلى أزمات توقف وتعطل، مما جسد تحدياً عالمياً؛ نجحت المملكة ‏في عبوره والتعامل" ،مؤكداً "مواصلة تطوير البنى التحتية لقطاعات النقل البري والبحري ‏والجوي وتعزيز الخدمات اللوجستية، لضمان ديمومة النمو والاقتصاد والرفاه".‏
‏ 
واختتم الجاسر كلمته في المؤتمر مبيناً أنّ هذه الاستراتيجية ستنعكس آثارها التنموية المباشرة ‏وغير المباشرة على كافة الأنشطة الاقتصادية في المملكة"، مؤكداً العمل على تنفيذ أهداف هذه ‏الاستراتيجية الطموحة بتعاون كافة فرق العمل داخل الوزارة ومع مختلف الشركاء في المنظومة ‏الحكومية والقطاع الخاص لتحويل المستهدفات إلى واقع ملموس على الأرض وتحقيق تطلعات ‏قيادتنا الرشيدة".‏
واستعرضت خلال المؤتمر وزارة النقل والخدمات اللوجستية محتوى الاستراتيجية الوطنية للنقل ‏والخدمات اللوجستية من خلال العرض التقديمي الذي قدمه وكيل وزارة النقل والخدمات اللوجستية ‏للتخطيط والمعلومات منصور التركي، والذي استعرض أهداف الاستراتيجية، وأبرز ملامحها ‏المستقبلية في مختلف قطاعات النقل في المملكة العربية السعودية.‏
 
‏ 
وجاء في البيان أنّ "استراتيجية قطاع الطيران المدني سوف ترسم خارطة طريق لمستقبل قطاع ‏الطيران في المملكة ليكون القطاع الأول في الشرق الأوسط وتعزيز نسبة مساهمته في الناتج ‏المحلي، ودعم تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030".‏
من جانبه، أوضح الرئيس العام المكلف للهيئة العامة للنقل رميح بن محمد الرميح، أنّ الاستراتيجية ‏ستلعب دوراً متقدماً على صعيد تحديد أبرز التقنيات الحديثة التي يمكن أن تشكّل إضافة نوعية ‏للقطاع ودراسة سبل تطبيقها، حيث ستعزز الاستراتيجية البحث العلمي في هذا المجال وستعمل ‏على تبني التقنيات الحديثة والمستقبلية مثل تقنية (الهايبرلوب)، أو ما يماثلها من تقنيات جديدة ‏بمجرد ثبوت جدواها بعد دراسة الوزارة لها"، وأكّد أنّ "الاستراتيجية تهدف أيضاً استحداث التنقل ‏الذكي عبر تطبيق المركبات الكهربائية وذاتية القيادة في المملكة".‏
 
 
وقال الرميح: "أنّه بفضل تعزيز الاستراتيجية للتوجه القائم على اعتماد أحدث التقنيات الحديثة ‏لزيادة كفاءة وفعالية وتكامل أنماط النقل، سنلمس انخفاضاً في استهلاك الطاقة بنسبة 25%، ‏مستقبلاً  مع زيادة في حصة النقل العام من إجمالي الرحلات في المدن إلى 15%"، مؤكداً تطبيق ‏معايير جودة الحياة.‏
 
‏ 
أما فيما يتعلق بقطاع الطرق، أوضح نائب وزير النقل والخدمات اللوجستية لشؤون الطرق ‏المهندس بدر بن عبدالله الدلامي أنّ "أحد أبرز المستهدفات الرئيسية للاستراتيجية في مجال الطرق ‏هو الوصول إلى المرتبة السادسة عالمياً في مؤشر جودة الطرق مع الحفاظ على ريادة المملكة ‏عالمياً في ترابط شبكة الطرق، وهذا يؤكد المكانة المتقدمة التي توليها الاستراتيجية للطرق، ليس ‏كوسيلة للتنقل الآمن فحسب، بل أيضاً كوسيلة للتمكين وتعزيز الفرص وتطوير الخدمات".‏
 
 
وقال: "لتحقيق هذه الأهداف، سنرى عملية تطوير شاملة للطرق بما يخدم هدف تكامل أنماط النقل ‏وكذلك رفع معدلات الأمان ونشر الحلول التقنية الحديثة لتعزيز اتصال مدن وقرى المملكة، مع ‏الأخذ بعين الاعتبار السلامة المرورية وحماية حياة كافة مستخدمي وسائل النقل التي ستكون على ‏رأس مستهدفات الاستراتيجية، موضحاً انه خلال السنوات الماضية حققت وزارة النقل والخدمات ‏اللوجستية العديد من النجاحات على صعيد السلامة على الطرق، حيث انخفضت الحوادث بنسبة ‏‏56%، والوفيات بنسبة 51%، والاصابات بنسبة 30%، مما أسهم في تحقيق عوائد متعددة ‏للمجتمع، وسوف تواصل الاستراتيجية العمل على هذا الأساس إذ تسعى لخفض نسبة الحوادث ‏على الطرق بواقع أكثر من 50%".‏
‏ 
‏ 
من جانبه، أكّد رئيس الهيئة لعامة للموانئ عمر بن طلال حريري، أنّ "استراتيجية تطوير الموانئ ‏تعد عنصراً حيوياً في تحقيق التكامل مع الخطط الصناعية العملاقة لتوفير جاذبية أكبر للاستثمار ‏وتعزيز موقع المملكة على خارطة المراكز اللوجستية العالمية"، مشيراً إلى أنّ موقع المملكة ‏الاستراتيجي الذي يتوسط خطوط التجارة ونقل النفط لا مثيل له في المنطقة".‏بدوره، شدّد الرئيس التنفيذي للخطوط الحديدية السعودية (سار)  بشار بن خالد المالك،على أنّ ‏‏"الاستراتيجية تهدف في القطاع السككي إلى تأسيس وتشغيل بنية خطوط حديدية فعالة وآمنة تسهم ‏في ربط وتطوير مختلف مناطق المملكة لخفض معدلات استهلاك موارد الطاقة في قطاع النقل ‏وزيادة معدلات الأمان أثناء التنقل وتقديم خدمات نقل متميزة عبر الخطوط الحديدية ذات جودة ‏عالية وموثوقة تسهم في دفع عجلة التطور والنمو الاجتماعي والاقتصادي".‏