مع تواجد رعاة أمثال شركة فولكسفاغن الالمانية لصناعة السيارات وشركة النفط الاذربيجانية الحكومية “سوكار”، يبدو منظمو كأس أوروبا 2020 لكرة القدم مصممين على التعامل مع شركات ذات سجل غير نظيف رغم تصريحاتهم المتكررة عن تنظيم بطولة صديقة للبيئة.
السمعة السيئة للشركات الراعية تلقي بظلالها على نزاهة الاتحاد الاوروبي
صنارة نيوز - 2020-02-12 15:17:44في الوقت الذي يزعم الاتحاد الاوروبي لكرة القدم “ويفا” أن البطولة ستكون اكثر البطولات صديقة للبيئة على الاطلاق، بقيت فولكسفاغن راعيا رسميا اساسيا في بطولاته الدولية منذ عام 2017، رغم الفضيحة التي ظهرت للعلن عام 2015 عندما اعترفت بالغش في الاختبارات الخاصة بالانبعاثات من سياراتها التي تستخدم مادة الديزل.
وتعرّض الاتحاد القاري للعديد من الانتقادات لإقامة البطولة في 12 بلدا مختلفا على امتداد اوروبا احتفالا بالذكرى الستين لتأسيس المسابقة، ما سيؤدي الى انبعاثات كربونية جراء سفر المشجعين والمنتخبات.
اضافة الى ذلك، لا تزال شركة “غازبروم” الروسية الحكومية المختصة بإنتاج واستخراج الغاز الطبيعي راعيا اساسيا في دوري ابطال اوروبا منذ عام 2012، وهي بطولة تنضوي تحت الاتحاد الاوروبي.
ويقول النقاد إن الشركة الرائدة السوفياتية سابقا لا تستخرج فقط الهيدروكربون بطريقة غير مستدامة وتُلوث البيئة، بل تموّل أنظمة سياسية ذات أفعال مشكوك فيها حيال الديمقراطية وحقوق الانسان.
أما شركة “سوكار” الحكومية فتتولى إدارتها عائلة علييف الحاكمة منذ استقلال اذربيجان عن الاتحاد السوفياتي، وهي عائلة نادرا ما التزمت باحترام حقوق الانسان.
كما ويعتبر نقاد الكرملين (مقر الرئيس الروسي)، أن “غازبروم” التي تحتكر الغاز في روسيا هي إحدى أدوات السياسة الخارجية التي يستخدمها الرئيس فلاديمير بوتين لتعزيز مصالح الدولة السياسية والاقتصادية.
وأكد الاتحاد الاوروبي أنه “يدرك المعضلة” التي تشكلها كل من “سوكار” و”غازبروم” فيما ما يخص تأثيرهما على البيئة.
وقال “ويفا” في تعليقات مدونة لوكالة فرانس برس “نعتقد أنه من المفيد محاولة تطبيق معايير الادارة المستدامة في حدث معين، عندما يكون الامر ممكنا، حين ننظم بطولة كبرى”.
وسيكون شعارا الشركتين منتشرا خلال البطولة لا سيما لكونهما يتمتعان بروابط قوية مع ملعبين من الملاعب المضيفة، فملعب مدينة سان بطرسبرغ الروسية مسمى “غازبروم ارينا”، رغم أن المنظمين سيغيرون اسمه خلال البطولة.
فيما أنفقت شركة سوكار “أقله 850 مليون دولار” على ملعب العاصمة باكو، وفق ما أفادت جمعية “أو سي سي أر بي” غير الحكومية التي تعمل مع صحافيي استقصاء في شرق أوروبا.
في الوقت الذي خسر فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) العديد من الرعاة بسب فضائح الفساد التي شوهت سمعته حين كان تحت إشراف السويسري سيب بلاتر، قد يجد الاتحاد الاوروبي للعبة نفسه في موقع مماثل.
الا ان سيباستيان شيابيرو، مدير شركة “سبونسوريز” للنصائح الاستشارية التي تتخذ من جنيف السوسرية مقرا لها، يعتقد أن ويفا ليس في خطر.
وقال “لدى الاتحاد الاوروبي لكرة القدم العديد من الاطراف التي ترغب في التعاون معه”.
تبقى القيمة الاجمالية لهذه العقود سرية، لكن الإعلام يقدرها بعشرات ملايين الدولارات. فقد حصد ويفا على 483 مليون يورو (527 مليون دولار) من ايرادات الحقوق التجارية في كأس أوروبا 2016 التي أقيمت في فرنسا.
ومقابل عملها مع الاتحاد الاوروبي، عززت كل من غازبروم وسوكار صورتها امام الرأي العام.
وقال ابراهيم أحمدوف، متحدث باسم سوكار، إن الرعاية في المحافل الدولية “تساعد في إظهار اسم سوكار كشركة ذات مكانة على الساحة الدولية وأذربيجان كدولة ومقصد سياحي جديد”.
غالبا ما توجه الاتهامات الى روسيا واذربيجان بانتهاكاتهما لحقوق الانسان، لذا لعقود الرعاية هذه “أهداف سياسية” وفق مأأشار اليه كيريل كولاكوف، مدير الدراسات في الادارة الرياضية في كلية “أر أم أي” لإدارة الاعمال في موسكو.
ويتابع “بالنسبة لغازبروم، الهدف من الرعاية مع الاتحاد الاوروبي هو من أجل تحسين صورتها بشكل رئيسي … وتوسيع نفوذ روسيا في العالم”.
قبيل إقامة نهائي الدوري الاوروبي “يوروبا لي” في باكو الموسم الفائت، اعتبرت منظمة العفو الدولية أنه لا ينبغي السماح لاذربيجان “+باستخدام الرياضة لغسل+ سجلها المروع في مجال حقوق الانسان من خلال حدث كرة قدم كبير”.
تُحكم البلاد بقبضة حديدية منذ الحقبة السوفياتية، أولا عن طريق حيدر علييف قبل أن يتولى نجله إلهام الحكم منذ عام 2003.
ويؤكد “ويفا” أنه وقع عقدا مع “سوكار” لا مع أذربيجان، ولكن الفارق غير شاسع بينهما كون سوكار هي شركة النفط الحكومية في بلد يشكل فيه النفط ما يقارب 90 في المئة من الصادرات فيما تشكل العائدات منه نصف الميزانية الوطنية.
ويقول شيابيرو إن كبار المسؤولين في الاتحادات الرياضية الدولية لديهم “فرصة فريدة” لجعل الامور “أكثر شفافية وأخلاقية”، الا انه حتى اللحظة لا “أرى أي تحرك في هذا الاتجاه”، حيث يعتبر أن من غير المرجح أن يؤثر الجدال القائم على نظرة جماهير كرة القدم لكأس أوروبا 2020.
وختم “لقد رأينا في الدراسات أنه لم يكن (للفضائح) أي تأثير على المستهلكين. اليوم، إذا كانت سمعة سوكار نظيفة او سيئة، لن يؤثر ذلك على مستهلكي كرة القدم