النعيمي: 20ر12 بالمئة نسبة الإنفاق العام على التعليم من موازنة الحكومة
صنارة نيوز - 2020-02-01 14:14:14
قال وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي: إن معدل الإنفاق العام على التعليم العام في الاردن كنسبة مئوية من موازنة الحكومة، بلغ 20ر12 بالمئة، فيما بلغ معدل الانفاق كنسبة مئوية من الناتج المحلي الاجمالي نحو
8ر3 بالمئة.
واكد النعيمي ان التعليم من القطاعات الحيوية التي كانت ولا تزال على سلم أولويات جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله واهتمامهما البالغ به، ما يجعل طموحنا عاليا للاستمرار بالتطوير النوعي للتعليم، مبينا في هذا الاطار ان الاستثمار في التعليم وتطويره ينطلق من المستجدات والمتغيرات والمهارات المتنوعة التي يتطلبها سوق العمل.
وقال خلال لقاء صحفي عقده اخيرا مع ممثلي عدد من الوسائل الإعلامية: إن الوزارة وانطلاقا من هذا الاهتمام الكبير بالتعليم، وضعت استراتيجية طموحة للاستثمار بالتعليم بدأت عام 2018، رافقها عدد من المشروعات والمبادرات والبرامج النوعية، هدفها الاستثمار الأمثل في الموارد البشرية الأردنية عبر التعليم وصولا إلى مستقبل واعد.
وتنطلق الخطة، بحسب النعيمي، من 6 محاور اساسية، وهي التعليم المبكر وتنمية الطفولة، الوصول والمساواة في فرص التعليم واتاحتها للجميع، ودعم النظام التعليمي من خلال بناء القدرات، ووضع القواعد الأساسية السليمة لبناء السياسات في ضوء المؤشرات، بالإضافة الى محور جودة مخرجات التعليم من حيث المدخلات والمخرجات وعملياته.
وتشمل محاور الخطة ايضا، الموارد البشرية وما يتعلق بها من تمكين المعلمين والاداريين وتدريبهم وتنميتهم مهنيا عبر نظام الرتب المرتبط بالأداء، ونظام الحوافز، بالإضافة إلى محور التعليم المهني الذي ما زال بحاجة إلى حوكمة جديدة ومراجعة شاملة وتطوير للسياسات والبرامج وآليات توجيه الطلبة وتشجيعهم للتوجه نحوه، وإشراك القطاعات الإنتاجية في التخطيط لبرامجه المبنية على المهارات الوظيفية المطلوبة التي تعزز من فرص التشغيل.
وعرض النعيمي خلال اللقاء، لجملة من المؤشرات الاساسية لقطاع التعليم بالمملكة للعام الدراسي 2019/2018، من أبرزها نسبة الالتحاق الاجمالية بالتعليم ما قبل المدرسي "كي جي 2" والتي بلغت 84 بالمئة، ونسبة الالتحاق الاجمالية بالتعليم الاساسي والتي بلغت 5ر98 بالمئة، وكذلك نسبة الالتحاق الاجمالية بالتعليم الثانوي والتي بلغت 80 بالمئة، ونسبة الالتحاق بالتعليم المهني 3ر12 بالمئة والتي تستهدف الخطة الاستراتيجية للوزارة رفعها الى معدلات اكبر.
كما أظهرت المؤشرات التي أعلنها النعيمي، أن نسبة المدارس الحكومية المملوكة تشكل 80 بالمئة من المدارس بالمملكة، فيما تشكل المدارس المستأجرة ما نسبته 20 بالمئة يلتحق فيها نحو 9 بالمئة من اجمالي طلبة المدارس، في حين ان ما نسبته 19 بالمئة من المدارس الحكومية يعمل بنظام الفترتين، ويلتحق بها 25 بالمئة من الطلبة.
واشار الدكتور النعيمي، إلى ان نتائج طلبة الاردن في دراسة البرنامج الدولي لتقييم الطلبة "بيزا" 2018 التي اعلنت اخيرا، أظهرت زيادة في متوسط علاماتهم بمبحثي العلوم والرياضيات بمعدل 20 درجة لكل مبحث، وزيادة بمقدار 11 نقطة في متوسط ادائهم في القرائية، فيما اظهار تقدم الاردن بمعدل 18 رتبة في العلوم و7 رتب في الرياضيات و10 رتب في القرائية.
وقال: إن الاردن كان اول دولة من ضمن 6 دول فقط في العالم التي اظهرت تحسنا في العلوم بحسب نتائج الدراسة، وجاء في المرتبة الثالثة ضمن 13 دولة اظهرت تحسنا في الرياضيات، فيما نقصت علامة واحدة فقط بالمهارات القرائية ليكون ضمن الدول الاربعة في العالم التي اظهرت تحسنا في هذا المجال.
وتشير النتائج التحليلية للدراسة، بحسب النعيمي، إلى أن أعلى 40 بالمئة من معلمينا على مقياس التحفيز القرائي، جاء اداء طلبتهم في اختبار "بيزا" أعلى بمعدل عامين دراسيين مقارنة مع أدنى 40 بالمئة من المعلمين على مقياس التحفيز القرائي، مؤكدا اهمية العوامل المرتبطة بالطالب كونها تصنع تقدمه الحقيقي وثقته بنفسه، وقدراته على التعلم، وشعوره بالأمان اثناء التعلم، وان جميع هذه العوامل مرتبطة بدور المعلم الذي يعتبر حجز الزاوية في اي نطام تعليمي وهو الذي يشعر الطالب بالثقة في تعلمه والمسؤول عن تعلمه.
وقال: إن هذه النتائج تشكل تحديا للوزارة للبناء عليها، وبما يضمن استمرار ارتفاع وتحسن اداء الطلبة، معتبرا ان اداء الطلبة في الدراسة لعام 2018 كان افضل من نظرائهم في عام 2015 بمقدار ثلثي عام دراسي.
وفيما يتعلق بكلفة الطالب في العملية التعليمية، بين الدكتور النعيمي، ان الوزارة اجرت اخيرا ولأول مرة دراسة لحساب كلفة الطالب على مستوى المدرسة الواحدة في مدارس الوزارة وتم ربطها بعدد الطلبة في كل مدرسة، مبينا ان الهدف من الدراسة هو ايجاد سياسات التطوير والتحديث.
وقال: إن نتائج الدراسة اظهرت، انه كلما قل عدد الطلبة في المدرسة مقارنة بحجم المدرسة، قل مستوى تعلمهم وزادت كلفتهم، في حين أظهرت تحسن مستوى تعلم الطلبة واصبح اداؤهم افضل كلما زاد عددهم في المدرسة، معللا ذلك بارتفاع الاداء للمعلمين في المدارس الكبيرة واستقرار الهيئات التدريسية فيها، وتوفر كامل مصادر وموارد التعلم.
وتقدر تكلفة الطالب في المدارس التي تقل عن 100 طالب بحسب نتائج الدراسة 1379 دينارا، في حين تبلغ 430 دينارا للطالب في المدارس التي يوجد فيها اكثر من 1000 طالب، معتبرا وجود 40 طالبا في الشعبة الصفية الواحدة، لا يؤثر سلبا على نوعية التعليم، ذلك ان العامل الحاسم في هذا الموضوع هو كيفية ادارة الموقف التعلمي داخل الغرفة الصفية.
وحول مرحلة رياض الاطفال، اشار وزير التربية والتعليم، إلى الهدف الوطني بقبول جميع الاطفال بعمر 5 سنوات في المرحلة الثانية من التعليم ما قبل المدرسي "كي جي 2" في العام المقبل، بالتعاون مع كافة الجهات الرسمية والاهلية.
وقال: إن مرحلة الطفولة المبكرة تحظى بقدر كبير من الاهتمام في الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، ما يؤكد أهمية الاستثمار بها، وبما يحقق عائدا اقتصاديا كبيرا على المدى الطويل، ذلك ان إنفاق دينار واحد في مرحلة الطفولة المبكرة، يعود على الناتج المحلي بعشرة اضعاف.
كما يحقق التعليم المبكر، بحسب النعيمي، العدالة الاجتماعية، ويضيق من الفجوة في التحصيل العلمي، ويحسن من مستوى واداء الطلبة في مراحل التعليم اللاحقة، مبينا ان نتائج دراسة "بيزا" الدولية، اظهرت ان الطالب الحاصل على تعليم اساسي يفوق أداؤه أداء الطالب العادي بـ 20 نقطة، وان ضمان جودة تطوير السياسات التشريعية في المراحل الالزامية يسهم ايضا في نهضة التعليم بمختلف جوانبه.