بثينة السراحين
ترتقي فكرة إشهار "جامعة العقبة للتكنلوجيا" في جنوبي المملكة عن الأهداف الكلاسيكية لتشييد الصروح التعليمية الجامعية، لتتسع دائرة تأثيراتها الإيجابية حد أنها نشكل نواة نهضة بشرية شمولية زاوجت ما بين إثراء الفكر والعقل، وإتاحة فرص التمكين والتأهيل والتدريب والتشغيل، وصولاً لدفع عجلة التنمية الإقتصادية، وتفعيل التبادل والإنفتاح الثقافي على شعوب العالم قاطبة، وتنشيط "السياحة التعليمية"، وفق تأكيدات رئيس الجامعة العالم الكيميائي البروفسور "صلحي الشحاتيت" ممن نوه إلى أن الجامعة تعد ترجمة لإستراتيجية ومنظومة وطنية تنويرية تقوم على توصيات وإشارات ملكية سامية لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، والتي تبلورت في برامج وأهداف الجامعة على شاكلة خطط مدروسة أحدثت فارقاً وأثراً عميقاُ في المناحي التنموية للمجتمع المحلي، ما أستوجب الوقوف على حيثياتها من خلال لقاء مفصل مع رئيسها.. تالياً نصّه:
*تمكنت جامعتكم من خلق مشهد تنموي فاعل في جنوب البلاد عموماً، تمركز جُلهُ في مدينة العقبة، هل لك بإطلاعنا على تفاصيله؟
- ما يتوجب معرفته عن نهج جامعتنا، هو أنها تمأسست منذ الأصل كجامعة لا تعنى بالربحية فقط، بقدر ما تتلاحق خطوات القائمين عليها نحو تحقيق الغاية السامية والقيمة المثلى منها عبر تحويلها لمركز إشعاع علمي يرتقي بمستويات التعليم في المجتمع المحلي، ويشكل نواة جذب للراغبين بتعليم نوعي من كافة المناحي القاريّة دون إستثناء. وأدق دليل على ذلك أن ما نقدمه من منح وخصومات لا يفسح لنا المجال للربحية، بل وربما نخسر من المنظور المادي، غير أننا نراكم مكاسب متعاظمة في المناحي التعليمية، وفي المدارات التنموية عموماً.
وتتقاطع خطواتنا العملية حدّ التطابق مع فحوى هذا الهدف؛ حيث عمدنا إلى إنفاق نحو (ثلث) مليون دينار على هيئة خصومات ومنح مقدمة لطلبتنا المنتمين للمجتمع المحلي( سكان العقبة). ممن نقدم لبعضهم منحاً كاملة، ولبقيتهم خصومات تتراوح ما بين (25%) إلى (50%) لدراسة بعض التخصصات.
وكانت الجامعة عمدت منذ سنتها الدراسية الأولى( 2015م- 2016م) لتقديم خصومات بقيمة (50%) لكل الطلبة الذين ينتمون لمدينة العقبة أو يعملون ويقيمون فيها. في حين قدمت لهم (15) منحة كاملة شاملة رسوم التسجيل. في حين قدمت في السنة الدراسية (2017م -2018م) خصومات للطلبة العقباويين تتراوح ما بين (10%) إلى (50%)، حيث تراوحت قيمة الخصومات من تخصص لآخر.
وكما وقعنا العام الدراسي الحالي إتفاقية مع سلطة منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة تقضي بتقديمنا (50) منحة لأبناء العقبة شاملة لكافة تكاليف الدراسة وبما يعفي الطالب من تسديد أي دينار للجامعة.وذلك بدعم مشترك من قبلنا وقبل سلطة منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة.
*قدمتم خصومات ومنحاً تعليمية لأهالي المدينة هي فوق سقف الطموح وهذا يسجل لكم،، فأين أنتم من توفير فرص التشغيل لهم؟
- يوجد في الجنوب جامعات خمس، وعلى الرغم من وجود جامعتان في مدينة العقبة وثلاث جامعات قريبة منها إلا أن لوجود جامعتنا في بقعة الجنوب الجغرافية ضرورة وأهمية لا يمكن إغفالها وإنكارها من مناح عدة، مثل تفردها في طرح تخصصات أكاديمية بعينها دوناً عن نظيراتها الجنوبيات، وإجمالاً فإن وجود الجامعة وديمومتها يشكل خدمة مجتمعية، فنحن نقدم خدمات تعليمية توفر وظائف لكادر إداري هو بمجمله من المجتمع المحلي، وبعدد يتراوح ما بين (45) إلى (50) موظفاً يفيض عددهم عن حاجتنا الفعلية لأسباب تتعلق برغبتنا في خدمة المجتمع قدر ما أمكننا ذلك. غير أن هؤلاء ليسوا حمولة زائدة، كونهم من خيرة الكفاءات المهنية في المدينة.
*اضطلعتم بدور مفصلي لجهة رفد المؤسسات الإقتصادية في المدينة بالخبرات والكوادر البشرية الماهرة..مزيداً من التفاصيل؟
-خصوصية مدينة العقبة تتمثل بكونها منطقة صناعية ثرية بالإستثمارات وبقيمة نقدية تقارب (20) مليار دينار، وهي في أغلبها صناعات تحتاج إلى تدريب الكوادر وحلول التجهيزات وتقديم الإستشارات. ووجودنا كجامعة يشكل دعامة لهذه الصناعات والإستثمارت التي نغذيها بقنوات ومصادر التدريب والإستشارات. وعلى سبيل المثال نبتعث لقطاع البنوك متدربين بالمجان، ما يضمن لهؤلاء الطلبة الحصول على التأهيل العملي والخبرة بالتزامن مع تخرجهم من الجامعة.
*إسهاماتكم بائنة على صعيد تنشيط السياحة في مدينة العقبة المقترن بإنعاش إقتصادياتها وأنتم من تستقطبون طلبة من مختلف الجنسيات..تعليقك؟
- جامعتنا تتميز بكونها تطرح مفهوم "السياحة التعليمية" وذلك على غرار "السياحة العلاجية"، فالطالب الذي يأتي للدراسة في جامعتنا من مصر مثلاً، سيحتاج لمسكن، كما أن أهله سيزورنه في السنة غير مرّة، وهؤلاء بالتأكيد سيستخدمون وسائل النقل في بلدنا وسيتسوقون في أسواقنا وسيتناولون طعامهم في مطاعمنا، وسيقيمون في فنادقنا أو شققنا الفندقية وغيرها من النشاطات التجارية التي ترفد البلد بالسيولة وتقدم إسهاماً لجهة إنعاش إقتصادياتها.
*إلى أي حد نجحت جامعتكم بتشكيل "بوتقة أكاديمية" تنصهر وتتقاطع في قالبها رواسخ وأبجديات التعليم العالي بمفهومه النوعي والأصيل؟
- يشتمل التعليم العالي على محاور ثلاثة هي الأصل في صياغة سياسة أية جامعة، خاصة أو رسمية، وتتمثل هذه المحاور بالتدريس؛ وخدمة المجتمع؛ والبحث العلمي.
وبخصوص دورنا في (خدمة المجتمع) فقد تناولناه بالحديث أعلاه. أما فيما يتعلق بالحور الثاني (التدريس)، فنحن في جامعة العقبة للتكلنوجيا، نطرح تخصصات نوعيّة على مستوى المملكة قاطبة ليس الجنوب حصراً؛ كالصيدلة؛ وهندسة العمارة؛ والهندسة المدنية؛ وهندسة البرمجيات؛ وإدارة الأعمال؛ والمحاسبة؛ وعلم الحاسوب، وما إليها. ولهذه التخصصات العلمية خصوصية تتعلق بكلفتها العالية لناحية المختبرات والمعامل التي تحتاجها، ومخصصات الكادر التعليمي لها.
وبالإنتقال للمحور الثالث (البحث العلمي)؛ فهو يعتبر مصدر دخل رئيسي للجامعة، وذلك من خلال دعم مشاريع بحثية من مصادر خارجية تشمل إنشاء برامج دراسية جديدة أو أجهزة ومعدات أو تدريب كوادرنا. ونحن لدينا (45) عضو هيئة تدريس برتب علمية مختلفة من أستاذ إلى أستاذ مساعد. ونسبة هيئة التدريس قياساً بعدد الطلبة لدينا تعتبر من أفضل النسب عالمياً ومحلياً. وهي تنعكس حتماً على جودة العملية التعليمية لدينا ومخرجاتها.
*مدينة "العقبة" الشاطئية تتطور بتسارع تبعاً لخصوصيتها الإقتصادية التي تتفرد بها عن بقية مدن المملكة،، ماذا عن ضرورات إستحداثكم لتخصصات وبرامج علمية تتواءم وخصوصية البنية الإقتصادية للمدينة؟
- مقياسنا للأمور مختلف، فخطتنا التعليمية تنبني على طرح تخصصات منافسة على المستويين المحلي والدولي، ولا تنحصر في إطار خدمة نحو (150) ألف نسمة فقط هُم مجمل تعداد سكان مدينة العقبة. ولو كانت رؤيتنا كذلك، لكان بالإمكان الإكتفاء بإفتتاح تخصصات جديدة لأهل العقبة تتواءم وخصوصية مدينتهم في جامعة مؤتة. لكن والأمر مختلف عن هذه الرؤية الضيقة للأمور فإننا نسعى للدمج ما بين مصلحة الجامعة والسوق والبلد ككل، ما يضمن لنا إمكانية تحقيق الأهداف الثلاثة من التعليم العالي كما أسلفت ألا وهي؛ التدريس؛ وخدمة المجتمع؛ والبحث العلمي.
والحال كذلك؛ فإن نظرتنا الشمولية جعلتنا نتطلع لإستحداث تخصصات نوعية مستقطبة للطلبة من داخل وخارج الأردن ولا تقتصر فوائدها على المجتمع المحلي. حيث سنباشر بالحصول على التراخيص اللازمة لها مطلع العام القادم 2018م. وستكون هذه التخصصات غير مكررة في جامعاتنا الوطنية؛ بل تعتبر نادرة على المستوى العالمي.
*جامعتكم تقدم خدمة تعليمية نوعية وتترامى في بناء هندسي حداثي فسيح (500 دونم) مدعم بمرافق تعليمية وترويحية وازنة ومُطلّ على خليج العقبة.. ما شكل منه مصدر جذب للطلبة من مختلف الجنسيات.. تفسيرك؟
- التفسير يكمن في التأكيد على أننا أسسنا منذ بواكيرنا لترجمة فكرة هامة تقضي بأن رقعتنا الجغرافية المستهدفة بخطتنا الأكاديمية الأردن بمكمله وليس العقبة فقط، وتتسع لتطال النطاق العربي والدولي دون إستثناء. وللعلم فإنّ من بين نحو (400) طالب يدرسون الآن في جامعتنا طلبة من مختلف الجنسيات والدول، مثل مصر، وسوريا، والسعودية، وفلسطين، والسعودية، والجزائر، وليبيا، واليمن، والصومال، وهؤلاء إضافة لطلبتنا الأردنيين يشكلون خلاصة عملنا لجهة أمميّة التعليم التي نسعى لترجمتها واقعاً بتنا نلمسه من خلال نجاحنا في إستقطاب طلبة من أكثر دول العالم تقدماً في التعليم، حيث لدينا طالب أمريكي على سبيل المثال. وكما سيلتحق بجامعتنا في الفصل الدراسي الثاني المّشارف طلبة من داخل الخط الأخضر الفلسطيني، ومن العراق وإقليم كردستان. وهؤلاء كلهم يضافون لطلبتنا من الأردنيين.
*ولكن.. ما سبيلكم لتجاوز معضلة تفضيل الطلبة الأردنيين للدراسة في جامعات قريبة من سكناهم وآليات تحفيزهم على الإلتحاق بجامعتكم؟
-هناك من يتساءل عن السبب الذي سيدفع بإبن مدينة إربد لأن يتركها وهي المدينة التي تتميز بإخضرارها وجمال طبيعتها ومناخها، ويتنقل للإقامة في مدينة العقبة بغية الحصول على شهادته الجامعية؟، وأين سيقيم وكيف سيتدبر أموره؟، ورداً على هذا التساؤلات نطمئن الراغبين بالدراسة في جامعتنا بأنها تحوي مسكناً داخلياً نوعياً مجهزاً بكافة وسائل الراحة وفق أعلى مقاييس السلامة والمعايير الدولية، وبشقيه المخصصان للذكور والإناث على نحو منفصل لكل منهما. وذلك بالإضافة للمسكن المخصص لأعضاء الهيئة التدريسية، وهذا المسكن يوفر أجواء عائلية جاذبة للطلبة من خارج المحافظة؛ ممن يستطيعون الإفادة من خط المواصلات الحديث الذي يربط ما بين مدينة العقبة ومقرّ الجامعة؛ ضمن جدول زمني محدد ومنظم يمنح الطالب إمكانية للتنقل السلس. ناهيك عن أننا في بعض الأحايين نستضيف أهالي الطلبة في مسكن الجامعة حال رغبوا بزيارتهم وتمضية بعض الوقت معهم.
وبالتوزاي مع المميزات السابق ذكرها، فإن للعقبة خصوصية أخرى بصفتها منطقة سياحية وإقتصادية نشطة (على غرار شرم الشيخ المصرية)، ما يجعل منها بيئة خصبة للمزاوجة ما بين العمل والدراسة في آن، خاصة وأن طبيعة البرامج الدراسية التي نطرحها مرنة بحيث تعطي الطالب فسحة زمنية للعمل في الأيام التي لا يوجد فيها محاضرت له، أو في عطلة نهاية الأسبوع. وعليه؛ يمكن تفسير مسألة أن معظم طلبتنا من أهالي العقبة يعملون بشكل جزئي أو كلي في الوقت الذي يواظبون فيه على الدراسة في جامعتنا التي تنشط في توقيع إتفاقيات مع جهات حكومية وشبه حكومية لتوفير فرص التدريب لهم، ما يفتح آفاق العمل أمامهم في نفس الشركات والمصانع التي يتدربون فيها فور تخرجهم إن استدعت حاجة هذه المؤسسات الإقتصادية لكوادر مهنية.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أننا لم نكن نستطيع تحقيق كل الأهداف التي وضعناها وترجمتها لواقع ملموس لولا تلقينا الدعم المطلق من جميع أركان الدولة ومؤسساتها الرسمية ذات العلاقة وفي مقدمتها سلطة منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة، ووزارة التعليم العالي، وهيئة التعليم العالي.
*وقعتم مؤخراً إتفاقية مهمة مع جامعة مؤتة تتيح لكم فرصة طرح برامج الماجستير والدكتوراة في جامعتكم،، كيف ستنعكس هذه الإتفاقية إيجاباً على مسيرة الجامعة وطموحات تطويرها؟
- الدراسات العليا تعتبر موضوعاَ شائكاً يحوي الجوانب السلبية كما الإيجابية، حيث نحن لا نرغب بتخريج حملة شهادات عليا في البلد بقدر ما تؤرقنا فكرة (نوعية) التعليم و(جودة) مخرجاته؛ بحيث يكون منافساً محلياً وعالمياً. وهنا تكمن أهمية توجهنا لتوقيع مثل هذه الإتفاقية مع جامعة مؤته تحديداً لخصوصيتها الأكاديمية، فهي (أمُّ الجامعات) في جنوبي المملكة، وهي ثالث الجامعات الرسمية الأردنية لناحية أهميتها، أضف لذلك ثراءها بالخبرات الأكاديمية، حيث هيئتها التدريسية تتكون من (700) عضو يحملون مختلف الرتب الأكاديمية. كما توفر جميع برامج مرحلة البكالوريوس المطروحة في الأردن و(43) برنامجاً لدراسة الماجستير، و(9) برامج لدراسة الدكتوراة. عدا عن ضخامة عدد المنتظمين بالدراسة على مقاعدها وبتعداد (18) ألف طالب.ومجمل هذه المعطيات خلقت أهمية إستثنائية لتوقيع إتفاقية بينية معها من قبل جامعتنا، ما سيمنحها المزيد من الزخم الذي يتسع ليطوق المجتمع المحلي والٌإقليم العربي قاطبة.
وللعلم فإن مدينة العقبة تحوي نسبة عالية من حملة درجة البكالوريوس، ونسبة عالية من هؤلاء متعطشة لإستكمال دراساتها العليا، ما يؤكد بأننا قدمنا (خدمة العمر) لأهالي المحافظة حين شرعنا في توقيع إتفاقية ناجزة مع جامعة مؤتة تقضي بفتح شعب تابعة لها في مقر جامعتنا لبرامج الدراسات العليا تقوم عليها هيئة تدريسية مشتركة من الجامعتين. وقد يتساءل البعض عن عدم قيامنا في جامعة العقبة للتكنلوجيا بإشهار هذه الشعب تحت مظلتنا؟. والجواب يكمن في ماهيّة الأنظمة والتعليمات الناظمة لسياسات التعليم العالي والتي تُحدّد مُدداً زمنية لبدئها بعد تأسيس أي جامعة في البلاد.
*إلى جانب إتاحة فرص طرح برامج للدراسات العليا شرعت إتفاقيتكم مع جامعة مؤتة الآفاق أمامكم للإفادة من مناح عدة.. توضيحك؟
ما سبق من حديث عن الإتفاقية المشتركة بين جامعتنا وجامعة مؤتة يتناول بنداً واحداً من بنودها التسعة والتي تتكامل لتحقق مثلث التعليم آنف الذكر أعلاه. ومن بين البنود المشتملة عليها مذكرة التفاهم هذه مسألة الإتفاق على تدريب الكادر الإداري لجامعتنا من قبل كوادر جامعة مؤتة المماثلين لهم في كافة الأقسام مثل دائرة اللوازم والمشتريات، والتسجيل، والمحاسبة، والمكتبة. وهذه تندرج في خانة الخدمة المجتمعية لأننا نقدم لإبن العقبة فرصة الحصول على الخبرة والتدريب في مجالات عمليّة شتى.
ويتمحور أحد بنود إتفاقيتنا الثنائية مع جامعة مؤتة حول البحث العلمي، حيث هذه الجامعة تضم كما أسلفت (700) عضو هيئة تدريس منهم (200) مدرس برتبة أستاذ؛ ما يعني أنهم متميزون بحثياً ولديهم القدرة على على البدء بمشاريع ريادية تخدم المملكة والإقليم العربي عموماً. حيث تتيح لنا هذه الإتفاقية إمكانية إجراء أبحاث مشتركة ضمن بنودها، وتتيح لنا فرصة الإفادة من الأجهزة والتجهيزات المخبرية المتقدمة والحديثة الموجودة في الجامعة؛ والعكس صحيح.
وينص بند آخر من الإتفاقية على إفادة طلبة جامعتنا من البعثات والمنح الخارجية الخاصة بجامعة مؤتة، وهي منح توفرها إتفاقيات موقعة ما بين جامعة مؤتة وجامعات عالمية عريقة . حيث سيتم تطبيق هذه الإتفاقيات بذات المستوى على طلبتنا كما طلبة جامعة مؤتة ولنفس الأغراض والغايات التعليمية. ومن هنا تتبلور قوة جامعتنا (العقبة للتكنلوجيا) في كونها إستطاعت، وبفترة قياسية، التشبيك والربط الأكاديمي مع جامعات محلية وعربية وأجنبية مرموقة. وللعلم فإنه سيكون لدينا إعتباراً من الفصل الصيفي للعام الدراسي الحالي (2017م -2018م) أساتذة زائرين من جامعات أجنبية عريقة يعكفون على تدريس طلبتنا مساقات عديدة وتحديداً تخصصات الهندسة والصيدلة.
*لديكم إتفاقية توأمة مع واحدة من أعرق الجامعات الكندية "ويسترن أونتاريو"، ما الإضافة التي تقدمها لكم هذه التوأمة؟
-هي إتفاقية إستشارية أكثر من كونها تبادل في الكوادر البشرية، ومثلاً إن تعرضنا لمشكلة معينة في طرح برنامج معين، نعمد لإجراء تشاركية ما بيننا في إتخاذ القرار المناسب. فالتوأمة في محصلة الأمر بمثابة عملية إيجابية تفضي للتشاركية في إيجاد الحلول والبدائل التعليمية.
*مجمل ما طرحته في حديثك السالف يشكل دلالة دامغة على وجود مساع جدية وحثيثة لتفعيل مفهوم المواطنة الحقة عبر قنوات التعليم،، تعقيبك؟
- هذا إستنتاج صحيح، فجامعة العقبة للتكنلوجيا بدأت بفكرة ولم تكن لتتم إلا بوجود مجموعة مهتمّة ومعنيّة بالتعليم في الأردن وبضرورات رفع سويته في بلدنا؛ وهُم المالكين للجامعة ممن تتوافق رؤيتهم مع توجيهات سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين القاضية بأن البحث العلمي يعتبر أحد وسائل النهوض بالمجتمع. وقد دعم جلالته هذه الرؤية من خلال المنتدى العالمي للعلوم والذي إنعقد للمرة الأولى في البحر الميت ما بين التاسع والثالث عشر من شهر تشرين الثاني الفائت بمشاركة ثلاثة آلآف باحث وعالم ورئيس دولة ووزراء. وذلك تحت رعاية جلالة سيدنا ممن عمل على إفتتاحه. حيث تشرفنا بأن كنا في جامعة العقبة للتكنلوجيا من ضمن الجامعات التي ساهمت وشاركت على مدار أيام المنتدى، وهذا شرف لجامعتنا حديثة النشأة.