حفل تأبين مهيب للمرحوم الدكتور احمد الحوراني في جامعة عمان الأهلية

صنارة نيوز - 2016-03-01 12:43:59

احتضنت جامعة عمان الأهلية يوم الاثنين الموافق 29/2/2016 حفل تأبين مؤسسها الراحل الدكتور أحمد مفلح الحوراني بحضور عدد من الوزراء والأعيان والنواب، ومستثمرين واقتصاديين ورجال أعمال، وفنانين إضافة إلى عدد من أصدقائه وذويه ومحبيه وذلك على مسرح الأرينا الثقافي.

حيث ابتدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تبعها عرض لفلم عن حياة د. الحوراني ومواقفه وأقواله، تخلله عدد من الكلمات المؤثرة ألقاها أصدقاؤه وذويه أعربت عن مشاعرهم الحزينة لفقدهم الصديق والرفيق، افتتحها الدكتور عايد مفلح الحوراني الأخ الأصغر والذي كان للمرحوم فضل عليه بتربيته وتعليمه، حيث تحدث خلال كلمته عن سيرة الفقيد ومراحل تعليمه وعمله وطموحه وإنجازاته بالإضافة إلى مشاريعه الاستثمارية وعلاقتهم المتينة، فكان د. أحمد رحمه الله بمثابة الأب والأخ والصديق والملهم له، واستشهد بأقوال كثيرة للمرحوم منها قوله " الحصول على المال أسهل بكثير من إدارة الأموال"  وكذلك قوله" إياك أن تتدخل في صغائر الأمور مع الموظفين والمؤتمنين على أموالك بل حاسبهم على نتائج أعمالهم".

 

تلاها كلمة لمعالي السيد محمد صالح الحوراني رئيس هيئة الأوراق المالية والصديق المقرب للدكتور أحمد الحوراني تطرق خلالها عن علاقته مع المرحوم والتي بدأت عندما التحقا بالبنك المركزي وعدد من المواقف والسلوكيات التي ترسم شخصية الفقيد الفريدة وطموحه وعمق تفكيره وقدرته المذهلة على تصور المستقبل واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب كتأسيس كلية جامعية تمهيداً لتكون نواة لجامعة.

واستذكر أ.د صادق حامد رئيس الجامعة المرحوم د. أحمد الحوراني كأحد القامات العربية الشامخة والذي أسس هذا الصرح العلمي لتبقى جامعة عمان الأهلية كما أحبها الفقيد منارة علم وتميز وعطاء، كما أشار إلى أن الجامعة بكل ما فيها من بشر وشجر وحجر تفتقد المرحوم الذي كان له كل الفضل في تعظيم مسيرتها وتطورها.

فيما أضاف معالي الدكتور زياد فريز محافظ البنك المركزي الأردني "الرجل العظيم هو من يستذكره أصدقاؤه ومحبيه بعد موته باستمرار، وكم من الأموات رغم رحيلهم يسكنوننا ولا ننفك عن ذكرهم وكأنهم لم يفارقوا الحياة". واستعرض محطات مضيئة في حياة الفقيد وكفاحه للوصول إلى ما وصل إليه من انجازات عظيمة.

فيما ألقى كلمة آل الفقيد السيد ماهر أحمد الحوراني الابن الأكبر للفقيد (نائب رئيس هيئة المديرين للجامعة ) حيث رحب بالحضور وأثنى على من تحدثوا وقال: نلتقي اليوم في حفل تأبين راحل كبير ورائد من الرواد المؤسسين في ميدان العلم والميادين الأخرى جمعنا على المحبة والعطاء .. ويجمعنا اليوم على المحبة والوفاء . وأضاف: لقد علمنا المرحوم أن الفشل في أي مشروع لا يعني الفشل في الحياة والمهم النجاح في الحياة وليس النجاح في هذا المشروع أو ذاك...مستشهدا بقول المرحوم في خاطرة كتبها بعنوان "الحياة بين الغد القريب والأمس البعيد"حيث يقول: كلما كان العمل الذي اختاره الإنسان واقعيا ومجتمعه بحاجة إليه كلما كان النجاح مضمونا أكثر .. وهنا أنصح الجيل الصاعد بعدم السعي وراء الأوهام لأنه لا يجني إلا الخسارة والندم وأن يكون واقعيا ورجليه على الأرض .. وإذا أخفق في مرحلة من مراحل حياته وفشل في تحقيق  أي من الأهداف فلا يحزن ويفقد الأمل ويضع نصب عينيه أن الضربة التي لا تقضي عليك تمنحك المزيد من القوة".

كما وجه التحية لشقيقه الدكتور عمر الحوراني على جهوده ومواقفه التي تبعث على الاعتزاز ..وأعلن عن طرح الجائزتين الأولى "الجائزة الدولية للمرحوم الدكتور أحمد الحوراني للريادة والبحث العلمي" والثانية "جائزة المرحوم الدكتور أحمد الحوراني للبحث العلمي في جامعة عمان الأهلية".

وقدم الشكر للحضور ولكل من وقف إلى جانبهم وساندهم في هذا المصاب الثقيل على النفس متمنيا أن لا يصيبهم الله في حبيب لهم وأن يعيشوا جميعا  بعزة وكرامة وسعادة.

فيما رثى دولة السيد عبدالكريم الكباريتي (رئيس مجلس أمناء الجامعة ) في كلمته المرحوم الدكتور احمد الحوراني، هزت مشاعر الجمع الحاشد من الحضور حيث قال :

انه غال كغلاء تراب فلسطين. ولام الوجع كيف يمكنه أن يسكن في قلب رجل عظيم كالحوراني .

وقال : كيف للوجع أن يسرق له موضعا عند فارس اعتلى صهوة العز والانجاز ... مدارس وجامعه تلد النور وتنبت المعالي علما وخلقا ومجدا ... والأحلام التي عمرت في ضميرك حققتها عمائر ومصانع وفنادق ومزارع ... فماذا كنت تريد أكثر ؟؟؟!!

ثم قال أيضا : يا صاحبي ... صاحبتك وعايشت عنفوان حيويتك ومهابتك، وصهيال صوتك الهادر ووعيد غضبك الثائر ... وكنت كالبحر كالموج كالطوفان ... سخيا بالحق بخيلا في الباطل، ترضى حين الرضا وتسخط حين السخط... يتوهج وجهك ضياءا حين ترضى ونارا وغضبا حين تسخط وتكره التردد والتخاذل والتكاسل ... ولا تطيق الكذب والبخل ... ويردد الأثير نشيدك اليومي .. ( إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة – فان فساد الرأي أن تترددا ) ... فكنت مهيبا مهابا يحسبك المرء رجلا بلا عواطف جبلا لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف .. وأسألك : هل بكيت مره يا دكتور ؟ فتضحك وتقول : ربما بكيت عند ولادتي .. فبالله من أين يأتيك الوجع؟

واستطرد بالقول : وتأتي لحظة .. لحظة يتوقف فيها الزمان.. لحظة الشهادة التي يرافق فيها السر الإعلان.. والقلب مع العين واللسان.. وتسطع حقيقة الإنسان.. يومها كان احمد يجلس الى جانبي في السيارة وفي طريقنا إلى مناسبة فرح، وكان دوما يخشى قيادتي للسيارة ولا يثق بها، وعندما أوقفت السيارة فجأة ارتعب وثار غضبه وقال :"ولك مين علمك السواقة؟" قلت :"أبوي" فرد:"..... نزلني نزلني " فضحكت وقلت له: بتعرف يا دكتور كان أبوي عندما يغضب يغنيلي .. وانت زي ابوي .. شو رأيك تغنيلي طالما إحنا رايحين على فرح.. فينتفض ويرد بلكي بدك اطبلك كمان.. انكب ولك، نزلني نزلني .. وتأتي تلك اللحظة يسكت فيها قليلا.. يفكر، يهدأ ويسألني "طب شو كان يغنيلك أبوك؟" فأنشدت له ماكان ينشد والدي حقيقة عند الغضب .. اذ كان يهيجن بالبدوية: "يهودي وش لك عندنا.. تغير علينا القايله وان قدر الله نذبحك عند الحرم وديارنا والي يموت خليه يموت، خليه يزور المقبرة.."

عندها نزلت دمعة المرحوم عندما ذكرت فلسطين، لأنها كانت في قلبه دائما .

نعم خرج من فلسطين لكنها لم تخرج أبدا من قلبه ، خالدة في ضميره خلود الحق، ومن دراسة قمح بلاده ينتقل إلى دراسة توسيع أفاقه فالفقر صوت يلهب ظهره الطامح فقد قرأ أن النوابغ والجبابرة وأعاظم الرجال كانوا من الذين عاشوا في الخيام والأكواخ وأذاقهم الدهر لباس الجوع والفقر.. هكذا درس وتعلم..

واختتم كلمته مخاطبا الفقيد بالقول :

اترك الوجع لنا ، ونم قرير العين في ظل العرش العظيم .. فيا أيتها الروح المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية ... وبمعراج رجوعك إلى الرفيق الأعلى وأنت بثوب إحرامك ... أكمل فريضة طوافك على أسوار القدس وضياء الأقصى ... وكبر ( الله اكبر ) (الله اكبر ) .. عائدون عائدون ... فوعد الله لا يخون ... وإنا لله وإنا إليه راجعون - أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك وهم المهتدون

تحياتي آل الحوراني ... أصدقائي الاصادق ... الحضور الكرام ... كل الإجلال والإعظام والاحترام والسلام.

فيما توالت الكلمات التي جاءت تستذكر جميع المواقف التي جمعت أصحابها بالفقيد ومنها كلمة المحامي أندريه حواري، وكلمة الدكتور حسن البرماوي القنصل الأردني لدى جمهورية بلغاريا والذي تحدث عن استثمارات الفقيد في بلغاريا والتي شكلت قيمة كبيرة خدمت المجتمع البلغاري.

تخلل الحفل إلقاء شعر في رثاء الفقيد من الطالبين مهند أبو رمان ومحمد العتوم واستضافة مخرج مسلسل الإمبراطور جمال عبدالحميد الذي تحدث بكلمة قصيرة في رثاء المرحوم، كما حضر عدد من أبطال المسلسل منهم النجم بهاء ثروت، والذين جسدوا حياة الدكتور أحمد بأسلوب درامي يقدم من خلاله قصة كفاح وتحقيق للطموح.

وقد قدمت الحفل مديرة دائرة العلاقات الدولية والعامة في الجامعة السيدة إيناس الحوراني ابنة المرحوم وتألقت بعمل مقابلات حصرية مع أصدقاء المرحوم واستذكار الماضي الجميل مع المرحوم.