"ذيب" مزج البداوة بنمط أفلام الغرب الأميركي... فبلغ الأوسكار

صنارة نيوز - 2016-02-28 08:56:07

ابتسم الحظ للأردني ناجي ابو نوار، مخرج فيلم "ذيب" المرشح لنيل جائزة اوسكار عن فئة افضل فيلم اجنبي خلال حفل توزيع هذه الجوائز الأحد، عندما مزج روح البداوة بنمط افلام الغرب الاميركي مستعينا ببدو وقفوا لأول مرة امام الكاميرا.

ويقول ابو نوار: "استعنا بأهل المنطقة واقمنا لهم ورشات تدريب على التمثيل لمدة ثمانية أشهر في بيئتهم الطبيعية. اردنا ان يظهر الفيلم طبيعيا".
ويضيف "لطالما اردت ان انجز فيلما عربيا يمتزج مع افلام الغرب الاميركي".
ومثل في الفيلم جاسر عيد الصويلحيين وحسين الصويلحيين والثلاثيني حسن مطلق، وجميعهم من اصول بدوية من منطقة تصوير الفيلم ولم يسبق لهم التمثيل.

اما باسل غندور، كاتب ومنتج الفيلم، فيقول: "اهم ما في الفيلم محاولتنا ان يكون واقعيا ومن البيئة الطبيعية وأن يعكس هذه البيئة".
ويضيف "الفيلم اخذ اسمه وهو اسم الشخصية الرئيسية في الفيلم من عادات البدو وثقافتهم التي تعتبر ان من يحتمل ضراوة الحياة وينجح في تجاوز تجاربها معتمدا على نفسه هو "ذيب" (ذئب)".

وتم تصوير الفيلم في وادي رم (جنوب الاردن) ذي الطبيعة الصحراوية الخلابة، في المنطقة عينها التي صور فيها فيلم "لورانس العرب" لديفيد لين.

وتدور احداث الفيلم إبان مرحلة الحرب العالمية الاولى عام 1916، وثورة العرب ضد السلطنة العثمانية.
واراد ابو نوار (35 عاما) التركيز على هذه الفترة لانها "من الواضح انها اساسية من التاريخ إذ اثرت في تشكيل الشرق الاوسط الذي نعرفه اليوم بسبب انهيار الامبراطورية العثمانية" التي دامت نحو 400 عام.

واعتبرت الثورة العربية الكبرى التي انطلقت عام 1916 نقطة البداية لفيلمه الذي يتحدث عن البدو وقت تلك الثورة، معتبرا ان "فيها كل مقومات افلام الغرب من التحولات المفاجئة، وسكك الحديد، والعصابات ومنطقة واسعة لا تنتهي وغير مسيطر عليها".

يقول ابو نوار إنه اراد ببساطة "عدم فرض روح افلام الغرب على البدو، فكرتنا هي أن ندخل عالمهم وثقافتهم ونبقي على اصالة حضارتهم، اردنا ان تظهر القصة حقيقية من ناحية سينمائية ولجهة اسلوب حياتهم".

تدور احداث فيلم "ذيب" (الذئب)، الفيلم الاردني الاول الذي يترشح للاوسكار، حول الفتى البدوي ذيب وشقيقه حسين اللذين يتركان قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر يموت خلالها حسين فتدفع الصعوبات بذيب الى تحمل مسؤوليات كبيرة في سن مبكرة.

وقضى ابو نوار عاما كاملا في الصحراء الاردنية لانجاز الفيلم، حيث اقام بين القبائل المحلية ودرب ابناءها ليمثلوا في هذا العمل.

ويقوم بدور البطولة الطفل البدوي جاسر الصويلحيين (15 عاما) من قبيلة الحويطات في وادي رم والتي شاركت فعليا في الثورة العربية الكبرى قبل عقود.

ويستذكر ابو نوار: "جاء جاسر برفقة والده وفورا بعد وقوفه امام الكاميرا عرفت ان هذا هو النجم الذي احتاجه".

وخلال عام 2014 حصل فيلم ذيب على جائزة افضل تصوير في مهرجان القاهرة السينمائي، وجائزة أفضل مخرج ضمن قسم "آفاق جديدة" في مهرجان البندقية، اضافة لجائزة افضل فيلم عربي في مهرجان ابوظبي.

ولد ابو نوار في اكسفورد ببريطانيا عام 1981، وعاش هناك حتى عادت عائلته الى الاردن وهو في سن العاشرة، لكنه عاد لاحقا الى بريطانيا لمتابعة دراساته العليا في "كينغز كولدج".

وعاد ابو نوار الى عمان عام 2004 حيث استقر مع عائلته وكانت تجربته الاولى في صناعة الافلام عند اختياره ضمن أول فريق لورشة عمل "راوي" للكتابة السينمائية - التابعة لمنظمة "سندانس" في الاردن.

في البداية، قضى أبو نوار خمس سنوات في العمل على نص بعنوان "شاكوش" لكنه لم ينجح في نقله الى الشاشة الكبيرة. كذلك كتب واخرج فيلم "موت ملاكم" عام 2009. و"ذيب" هو الفيلم الروائي الطويل الاول له.

وعند اختيار "ذيب" ليترشح للاوسكار عام 2016 فوجئ ابو نوار الذي اعتبر انه يعيش "لحظة تاريخية" له وللاردن.(ا ف ب)