زمان كان للقرش قيمة مهمة , أتذكر أني في طفولتي كنت أوزع (الشلن) على شراء العلكة والقرشلة , وأحيانا (البزر) ...بمعنى أن (الشلن) كان يلبي حاجاتي الشرائية كطفل ...وأحيانا كنت أشتري علبة كبريت لإشعال النار , وهي تعتبر من الكماليات أو من الرفاه .
ناهيك عن أن الشلن يعطيك ميزة (الخرخشه) , بمعنى أني كنت أقوم بالحصول على فكة (شلن) وثم نثر القروش في جيبي , وهذا يمنحني ميزة عند المشي تسمى (الخرخشة) كما أسلفت , وهو صوت مهم يجعل رفاق السوء , يدعونني لممارسة لعبة (الفنه) ..للعلم كنت محظوظا في هذه اللعبة .
(الشلن) يعاني الان فالبنك المركزي قام بتقليص حجمه , إلى درجة لم يعد يشكل ثقلا في الجيب مثل أيام زمان , صار هزيلا جدا ...وأول أمس حين كنت في (مول) جبت المكان كاملا حتى أجد شيئا , قيمته (شلن) وللأسف لم أجد هذا يعني أن القيمة الشرائية لتلك الفئة من العملة , إندحرت تماما .
تخيلوا زمان حين كان الباقي لدى التاجر (شلنا) تقف وتنتظر أن يعطيك إياه ومن الممكن أن تطلب منه فكة (شلن) ..من الممكن أيضا أن يعطيك (قرشين ونص) أو ما نسميه بالعاميه (قرطه) بمعنى :- أنك تحصل على (قرطتين) ...أو خمسة قروش بعبارة أخرى (فكة الشلن) كانت مسألة لا تقع في باب العبث , (فالقرطة) لها قيمة والقرش أيضا له قيمة .
أنا أحزن جدا لإندحار (الشلن) وضياع قيمته بين الفئات الورقية , ولكن حين تدقق في الأشياء تكتشف أن الزمن , خفض قيمة دول في المنطقة ...بنفس إنخفاض قيمة الشلن , وحين تدقق أكثر ..تكتشف أن سيناريوهات التقسيم للمنطقة التي تظهرها وسائل الإعلام , تشبه سيناريوهات الطفولة , حين كنت أبحث عن (فكة شلن) ..وما قيمة التقسيم أصلا حين تضيع قيمة الدولة ..وتصبح هامشية ..
فعلا زمن (أخو شلن) ....