شهر يفصل المرشحين الخمسة لرئاسة "الفيفا" عن ساعة الحسم

صنارة نيوز - 2016-01-27 09:01:19

لوزان- لم يبق أمام كل من المرشحين الخمسة لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" سوى شهر واحد من أجل اقناع "الهيئات" الناخبة، اي الاتحادات الـ209 الاعضاء، بأنه الشخص المناسب لخلافة السويسري جوزف بلاتر في رئاسة السلطة الكروية العليا، التي تعيش أحلك أيامها بسبب تهم الفساد والرشاوى.
ومن المؤكد ان المهمة التي تنتظر خليفة بلاتر لن تكون سهلة على الاطلاق، في ظل الزلزال الذي يضرب الفيفا بسبب تهم الفساد والرشاوى، التي طالت حتى بلاتر وادت الى ايقافه لثمانية اعوام بصحبة رئيس الاتحاد الاوروبي للعبة الفرنسي ميشال بلاتيني، الذي كان المرشح الأوفر حظا للخروج فائزا من انتخابات 26 شباط (فبراير) المقبل.
وبعد العقوبة التي فرضت على بلاتيني بسبب حصوله على "دفعة غير شرعية" من بلاتر لقاء خدمة استشارية قام بها لمصلحة الفيفا بين 1999 و2002 من دون عقد مكتوب، اصبح التنافس على خلافة بلاتر بين نائب رئيس الفيفا السابق الأمير علي بن الحسين وأمين عام الاتحاد الاوروبي السويسري جاني اينفانتينو ورئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ البحريني سلمان بن ابراهيم ورجل الاعمال الجنوب افريقي طوكيو سيكسويل والمسؤول السابق في الفيفا الفرنسي جيروم شامبانيي.
وتم أمس التصديق على ترشيح الاشخاص الخمسة لهذا المنصب الذي احتكره بلاتر لأربع ولايات ثم انتخب في ايار (مايو) لولاية خامسة، لكنه اضطر بعدها بساعات الى الاعلان عن نيته التخلي عنها بسبب تهم الفساد التي طالت الفيفا، وأدت قبل الانتخابات بساعات الى قيام السلطات السويسرية بطلب من القضاء الاميركي بمداهمة فندق يقيم به كبار مسؤولي السلطة الكروية العليا واعتقال سبعة منهم، في اول خطوة قضائية من اصل عدة خطوات لحقت بها في هذا الملف الشائك.
استعادة الثقة
وستكون مسألة استعادة الثقة بالفيفا العنوان الاساسي بالنسبة لكل من المرشحين الخمسة، وهو ما تطرق اليه اينفانتينو الاسبوع الماضي الذي قال في بيان: "من الواضح أن إعادة الثقة داخل الفيفا أمر ضروري ويتعين عليه وعلى جميع الذين تربطهم علاقة معه، تقبل الإصلاحات حتى يصبح الاتحاد الدولي مؤسسة حديثة وذات مصداقية وشفافة".
وأضاف اينفانتينو "يجب ان تكون هذه الاصلاحات هيكلية وتثقيفية في الوقت ذاته، ونحن بحاجة إلى مزيد من الشفافية في الإدارة المالية".
ومن بين الاصلاحات التي يأمل اينفانتينو تحقيقها، التطرق على الخصوص الى خلق "لجنة تنفيذية جديدة" للفيفا، والحد من عدد ولايات الاعضاء بمن فيهم الرئيس، وتعيين شخصيات مستقلة في مختلف لجان الفيفا، والعديد من المقترحات التي قدمتها لجنة الاصلاحات التابعة للاتحاد الدولي.
ومن بين مقترحاته الرئيسية رفع عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم من 32 الى 40 منتخبا.
كما يرغب اينفانتينو في "تعزيز مهم لبرامج تطوير" الفيفا، و"مناقشة واسعة حول استخدام التكنولوجيا" وخلق "نظام عادل وشفاف للانتقالات".
ويتشارك اينفانتينو مع منافسيه الأربعة الآخرين الرغبة في تحديد عدد ولايات الرئيس واعضاء اللجنة التنفيذية، بهدف تحقيق الاصلاحات المرجوة في هذه المنظمة التي فقدت مصداقيتها.
وبدوره دعا الأمير علي الى منظمة دولية شفافة، منتقدا في الوقت ذاته اتفاقية التعاون بين الاتحادين الآسيوي والافريقي، ومعتبرا اياها تجيير اصوات لأحد منافسيه الشيخ سلمان بن ابراهيم، الذي رد بأن المحادثات حول اتفاقية التعاون بين الاتحادين القاريين سبقت اعلان ترشيحه لرئاسة الفيفا.
وأصدر الشيخ سلمان بيانا توضيحيا جاء فيه "بدأ كل من الاتحاد الآسيوي والاتحاد الأفريقي محادثات حول اتفاقية تعاون بين الجانبين في شهر ايار (مايو) 2015، وذلك عندما التقى الأمناء العامون للاتحادين بمدينة زيوريخ السويسرية".
ولفت البيان الى ان الشيخ سلمان قرر الترشح لرئاسة الفيفا في أواخر شهر تشرين الاول (أكتوبر) من العام الماضي، وذلك بعد ما يزيد عن خمسة اشهر من إطلاق المفاوضات مع الاتحاد الأفريقي في زيوريخ، وكذلك بعد انقضاء وقت طويل على توقيع اتفاقية التعاون بين الاتحاد الآسيوي واتحاد شمال ووسط أميركا والكاريبي في زيوريخ العام الماضي.
الطابع السري لسيكسويل
وبعد قرار شبكة "اي اس بي ان" الرياضية الاميركية الغاء مناظرة تلفزيونية بين المرشحين الخمسة، بسبب رفض ثلاثة منهم المشاركة فيها هم اينفانتينو وسيكسويل والشيخ سلمان، كان يستعد ثلاثة منهم لمناظرة "بديلة" اليوم امام البرلمان الاوروبي.
وقد اكد شامبانيي والأمير علي وسيكسويل مشاركتهم في هذه المناظرة، ثم عادا عن قرارهما ما دفع البرلمان الاوروبي أول من أمس الى الاعلان عن الغائها بعد انسحاب الأمير علي وسيكسويل في الدقيقة الاخيرة، بحسب ما اعلن المنظمون، فيما بقي شامبانيي المرشح الوحيد الذي لم ينسحب منها.
وصدر عن منظمي المناظرة المجموعة البرلمانية "سبورت غروب" وحملة "نيو فيفا ناو" بيان جاء فيه: "نأسف على هذا القرار الذي يبعث بإشارة سلبية اخرى. المنتدى الذي كان مقررا مع المرشحين لرئاسة الفيفا لن يقام في نهاية المطاف بعد انسحاب الأمير علي وطوكيو سيكسويل في الدقيقة الاخيرة".
وكانت الاجواء في المعسكرين الآخرين تشير اصلا الى رفض المشاركة من قبل الشيخ سلمان واينفانتينو، الذي قرر سلوك طريق مختلف حيث سيكون الاهتمام منصبا عليه وحده في الاول من شباط (فبراير) من ملعب "ويمبلي" في لندن، وسيقدم "برنامج الايام التسعين الاولى" من ولايته في حال انتخابه رئيسا للفيفا.
وأعرب الأمير علي عن خيبته لالغاء المناظرة، بحسب ما اكد متحدث باسمه، فيما كشف متحدث باسم اينفانتينو ان الاخير كان "سعيدا من حيث المبدأ" بالمشاركة في المناظرة.
لكن الغاء المناظرة لن يجنب سيكسويل خصوصا ضرورة توضيح برنامجه لكن ليس امام الاعلاميين والجمهور بل امام الاتحاد الجنوب افريقي لكرة القدم الذي اعلن أول من أمس انه طلب من المعتقل السياسي السابق الذي سجن بصحبة الراحل نيلسون مانديلا خلال فترة الفصل العنصري، الحضور امامه لشرح حملته السرية للغاية.
وقال الناطق باسم الاتحاد الجنوب افريقي دومينيك تشيمافي أول من أمس: "اعربت اللجنة التنفيذية، وهي هيئة صنع القرار في الاتحاد الجنوب افريقي، عن قلقها ازاء الحملة السرية (للسيد سيكسويل)، وطلبت منه المجيء لشرح ذلك".
وأعرب اتحاد جنوب افريقيا، الذي يأخذ على سيكسويل الغياب عن الساحة الاعلامية اثناء هذه الحملة، عن امله بالاجتماع بمرشحه قبل اجتماع الاتحاد الافريقي في كيغالي في 5 شباط (فبراير) المقبل.
وكان الاتحاد الافريقي اوضح انه سيعلن موقفه من المرشحين للرئاسة في الخامس من الشهر المقبل.
ولم يظهر سيكسويل كثيرا على المسرح الكروي منذ ان اعلن ترشيحه للرئاسة مقارنة بالمرشحين الآخرين، الذين جالوا على مختلف القارات لمحاولة الحصول على تأييد اكبر عدد من الاتحادات.
وأبرز ظهور لسيكسويل في الفترة الاخيرة كان في كانون الاول (ديسمبر) الماضي حين تم الاستماع اليه كشاهد من قبل هيئة كبار المحلفين في الولايات المتحدة في اطار التحقيق حول مزاعم رشاوى في ملف حصول بلاده على شرف استضافة مونديال 2010.
أميركا الوسطى تدعم إنفانتينو
أعلن اتحاد اميركا الوسطى لكرة القدم دعمه للسويسري جاني إنفانتينو في انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي (فيفا) المقررة في 26 شباط (فبراير) المقبل.
واصدر الاتحاد بيانا رسميا جاء فيه "قررت اللجنة التنفيذية لاتحاد اميركا الوسطى خلال اجتماعها أول من أمس في بنما دعم ترشيح جاني إنفانتينو لرئاسة الفيفا".
ويضم اتحاد اميركا الوسطى سبعة اتحادات هي كوستاريكا، السلفادور، هندوراس، بنما، غواتيمالا، بيليز ونيكاراغوا، وهي جزء من منطقة كونكاكاف (اميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي).
ووقع على رسالة الدعم هذه الرؤساء السبعة لهذه الاتحادات.- (أ ف ب)