وجدنا على الانترنت صوراً لصف طويل من المنتظرين امام محلات بيع الاغذية والخبز بالذات. حسبناها في بلدنا استجابة للاخبار الكثيرة عن امطار وثلوج في منخفضين متتاليين قادمين من روسيا, أو من دوما السورية المحاصرة أو من تعز, أو على جبال لبنان. لكن منظر الصف الطويل كان من واشنطن عاصمة الولايات المتحدة, ومن أحدى شوارعها الحاملة اكوام الثلج - 60 سم - قبل نهاية موجات باردة وعاصفة يقول اهل الارصاد الجوية أنها غير معتادة!!
طبعاً هناك تغيّر في المناخ, وفي درجات الحرارة والامطار والعواصف والسونامي الذي هو زلازل في اعماق المحيطات. والتغير يسببه اغنياء العالم في اميركا واوروبا وروسيا والصين, وفي فقرائه الذين يعملون من اجل اللحاق بهم. وحين نبحث فإننا نجد أن الفحم الحجري ما يزال يشكل الجزء الاهم من المواد المولدة للطاقة, وصناعة الصلب. يليه النفط الثقيل, والصناعات الكيماوية الكبرى. ونحن نتذكر كيف كانت ربات المنازل في منطقة الرور الالمانية لا يجرأن على نشر غسيلهن خارج البيت, لأنه يتلوث بالقطران النازل من غيوم المداخن, وأن السمك انقطع من نهر الراين لأن هناك ليتراً من التلوث لكل ستة لترات من مائه وان ممر نهر الراين من جانب مصانع هوكست كان ملوناً بالاحمر والاخضر. وأن نيويورك كانت تحمل سفناً كبيرة بجزء من زبالتها. وتلقيها في مكان ما من المحيط.. 
طبعاً تغيرت الحال الان فقد عاد السمك الى نهر الراين, وصار الغسيل النظيف ينشر في حدائق بيوت الرور, وربما قلت زبالة نيويورك. لكن ما يزال العالم بحاجة الى مؤتمر المناخ الملزم, وخاصة للولايات المتحدة, واوروبا والصين والهند. وتشجيع دول العالم الثالث على توليد الطاقة من الشمس والغاز والرياح.. ولا مانع ان تكون من الذرة والا فإننا اذا استمر الحال فإننا سنواجه نقص الغذاء, والمجاعات, والعطش الفياضانات والعواصف والانواء..
حتى الان بلادنا لا تعاني كثيراً من تغيّر المناخ. ولعل امطارها صارت اكثر. ومن المؤكد أننا وحين نتحدث عن الاردن نلاحظ أن الجهد الانساني اوقف التصحّر, فالبادية الان في الوسط والشمال صارت خضراء. ورغم التحطيب الجائر فإن الاردنيين يغرسون المزيد من الاراضي الحرجية, والزيتون والاشجار المثمرة والخضار, وحين نتحدث عن تصدير - ونقول تصديراً لا انتاج - مليون طن من الخضار والفواكه, ونقول أن الاردن هو ثاني افقر بلدان العالم بالمياه, فإن ذلك لا يتعارض ابداً.. فاستعمال المياه القليلة لانتاج خضار وفواكه كثيرة وتحويل مياه المجاري الى مياه صالحة لري محدود فإننا نتحدث عن شعب نشيط, وادارة ذكية شجاعة.
وكذلك فإن هذا السباق الشعبي والحكومي والاستثماري المحموم لتوليد الطاقة من مصادر نظيفة كالشمس والرياح, والصخر النفطي, والطاقة الذرية, فهو مساهمة ثمينة في اعادة مناخ الارض الى ما كان عليه!!