الاردن : تأهيل أطول نفق مائي في العالم
صنارة نيوز - 2016-01-24 09:58:39شرعت كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك بتنفيذ مشروع يهدف إلى صيانة وإعادة تأهيل النفق المائي في موقع أم قيس "جدارا"، - شمال الاردن - إحدى مدن الحلف التجاري العشر "الديكابولس" من العصر الروماني، وذلك بالتعاون مع دائرة الآثار العامة، وبتمويل من صندوق سفراء الولايات المتحدة للحفاظ على التراث الثقافي.
وأوضح الدكتور زياد السعد نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية مشرف المشروع أن هذا النفق يعد الأطول من نوعه في العالم القديم، وهو عبارة عن شبكة أنفاق تحت الأرض، طولها 170 كيلومترا، دشنها المهندسون الرومان حوالي عام 90 للميلاد، لنقل مياه الشرب من بحيرة داعل القديمة في سوريا إلى أم قيس في شمالي الأردن، وقد خُصص هذا المشروع لصيانة وإعادة تأهيل 2-3 كيلومترات من الجزء الواقع أسفل الموقع الأثري على هضبة أم قيس.
وأضاف أن أهمية المشروع تتمثل في حفظ وصون القيمة الثقافية التي ينطوي عليها هذا النظام الهندسي المائي، مما يسهم في تعزيز الهوية الثقافية والتاريخية لموقع أم قيس، وتفعيل دور السياحة والآثار في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع المحلي.
وقال الدكتور السعد إن الإجراءات التنفيذية للمشروع تتضمن أعمال التوثيق المعماري للنفق بالاستعانة بالتقنيات الحديثة، ومنها تقنيات المساحة التصويرية، والمسح الليزري ثلاثي الأبعاد، ونظم المعلومات الجغرافية، إلى جانب توثيق مظاهر التلف التي اعترت النفق بفعل العوامل البيئية، وإجراءات الصيانة السابقة باستخدام الاسمنت في مدخل النفق، يلي ذلك تنفيذ أعمال الصيانة والترميم بما يضمن الحد الأدنى من إجراءات التدخل وفق المعايير الدولية المتبعة في ترميم المنشآت التاريخية، وتترافق تلك الإجراءات مع إعادة تأهيل البنية التحتية الإنشائية والميكانيكية والكهربائية، بما يتيح السير داخل النفق في تجربة فريدة تأخذ الزائر إلى الماضي وإبداعات الذين أشرفوا على إنشاء هذا النفق، وحفر حوالي 600.000 متر مكعب في الحجر الجيري، وهو ما يفوق الكتلة الإجمالية لبناء الهرم الأكبر في مصر القديمة.
وأكد أن إنجاز هذا المشروع في حال اكتماله ينطوي على توفير المعطيات اللازمة لترشيح النفق المائي في أم قيس على لائحة التراث العالمي، مما يمنح الموقع قيمة مضافة وحماية معززة.
كما أن صيانة القاطع الخاص بهذا النفق، والواقع أسفل هضبة أم قيس، تمهد الطريق لاستكمال العمل مستقبلاً على مشروع صيانة النفق بأكمله وصولاً إلى منطقة درعا، وهي مسؤولية تتطلب تعزيز التعاون والتنسيق بين المؤسسات المعنية محليا وإقليميا ودوليا، مشيرا إلى أن المشروع يظل رهنا بإحلال الاستقرار في منطقة المثلث التاريخي شمالاً.