واشنطن تعتزم نشر قوات برية في سورية والعراق
صنارة نيوز - 2016-01-23 11:57:24 قال وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر إن على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية استعادة مدينتي الموصل والرقة وإنه سيستعين "بقوات برية" في إطار استراتيجيته لتحقيق ذلك.
وأضاف كارتر الذي كان يتحدث في دافوس بسويسرا في مقابلة مع شبكة سي.ان.بي.سي "يجب أن نقضي عليهم في هذين المكانين وأود أن نحرز تقدما بهذا الصدد في أقرب وقت ممكن."
ومضى يقول إن التحالف يستخدم الغارات والقنابل للسيطرة على الطرق بين المدينتين وقطع الاتصالات بينهما.
وأضاف "بالطبع سيفصل هذا المسرح العراقي عن المسرح السوري."
وقال كارتر إنه سيتم إرسال المزيد من القوات البرية على الأرجح لدعم القوات الموجودة هناك لكن جزءا من الاستراتيجية أيضا تعبئة القوات المحلية "وليس محاولة أن نحل محلها." من جهتها أكدت باريس وواشنطن أن الغارات التي شنها التحالف الدولي اضعفت بشكل واضح تنظيم داعش في العراق وسورية حيث قتل 22 الف متطرف خلال عام ونصف العام.
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري على هامش اجتماعات منتدى دافوس بسويسرا "نكبد اليوم داعش الكثير من الخسائر خسروا 40 بالمئة من الاراضي التي كانوا يسيطرون عليها في العراق وما بين 20 و30 بالمئة في الاجمال".واعتبر ان هذا التنظيم "سيضعف كثيرا" في العراق وسورية بحلول نهاية 2016.
من جانبه قال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان لشبكة فرانس 24 الاخبارية التلفزيونية ان "التحالف لديه رقم انه 22 الف قتيل منذ بدء العمليات" في العراق وسورية.
ورأى منسق الاتحاد الاوروبي لمكافحة الارهاب جيل دو كيرشوف ان الهزائم التي مني بها التنظيم على يد التحالف يمكن ان تدفع بعض قادته إلى الاستقرار في ليبيا "البلد الذي لا توجد فيه غارات جوية ولا حكومة تعمل بالكامل".
وتكثفت غارات التحالف التي كانت بدات صيف 2014، اثر اعتداءات باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015. وهي تستهدف خصوصا مواقع انتاج النفط الذي يعد اهم موارد "تنظيم داعش".
وقال وزير الدفاع الفرنسي ان تنظيم داعش بات "في وضع ضعيف جدا". واضاف "لم يقع هجوم كبير لداعش منذ بعض الوقت ووسائلهم المالية بدأت تجف".
من جهته، قال الاميرال رينية جان كرينيولا قائد حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول خلال توقف في ابوظبي ان "تكثف الضربات ضد داعش يأتي بثماره".
الا ان لودريان اكد انه "يجب ان نبقى حذرين للغاية". واضاف "اعتقد ان غاراتنا هزتهم واضعفت قدراتهم بما في ذلك العتاد الثقيل ولكنهم تأقلموا كذلك مع الوضع الجديد".
واوضح "انهم يندسون بين المدنيين ويحتمون بهذه الطريقة وينفذون عمليات مقاومة آنية هنا وهناك".
وادت الحملة الجوية إلى تراجع التنظيم في كوباني (سورية) ثم في سنجار ومؤخرا في الرمادي (العراق). لكن لودريان اكد ان التنظيم الجهادي يواصل تجنيد المقاتلين. واضاف ان " داعش" لديه 35 الف مقاتل بينهم 12 الف اجنبي على الاقل.
من جهته، اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند غداة اجتماع لوزراء دفاع الدول السبع المساهمة في التحالف ضد داعش في باريس ان "وتيرة العمليات ستتسارع".
واضاف ان الاستراتيجية التي تم تاكيدها مجددا في هذا الاجتماع "تمر عبر تحرير مدينة الرقة في سورية والموصل في العراق لانهما تؤويان مراكز قيادة الدولة الاسلامية".
وقال هولاند ان هذا الاجتماع "اكد مجددا الارادة في تقديم دعمنا للقوات العربية والكردية التي تقاتل داعش على الارض".
إلى ذلك اعلن رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس في مقابلة مع "بي بي سي" ان فرنسا يمكن ان "تستخدم كل الوسائل" اللازمة في اطار مكافحة الارهاب "حتى القضاء" على تنظيم داعش، الأمر الذي فسره البعض بالرغبة في الابقاء على حالة الطوارىء لسنوات عدة.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس اعلن مكتب رئيس الحكومة ان السلطة التنفيذية لاتنوي على الاطلاق تمديد حالة الطوارىء إلى اجل غير مسمى، وان تصريحات فالس لا تتضمن "اي اعلان" بهذا الاطار.
وردا على سؤال حول تمديد حالة الطوارىء التي اعلنت بعيد اعتداءات الثالث عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) قال فالس "ان الحرب تفرض استخدام كل الوسائل التي تتيحها ديموقراطيتنا لحماية الفرنسيين. وهذا يعني بالتحديد حالة الطوارىء. وسنرى ان كنا سنعمد إلى تمديدها".
ولما طرحت الصحافية سؤالا استطراديا "هل يمكن ان يكون الامر إلى اجل غير مسمى؟" رد فالس بالقول "حتى نتمكن الطبع من القضاء على داعش".
واثارت هذه التصريحات ردود فعل في فرنسا خصوصا من قبل الذين يعارضون تمديد حالة الطوارىء، وايضا من قبل وزيرة البيئة السابقة سيلين دوفلو التي اعتبرت في تغريدة لها ان "دولة القانون قد انتهت".
واوصى خبراء في الامم المتحدة فرنسا بعدم تمديد حالة الطوارىء إلى ابعد من السادس والعشرين من الشهر المقبل معتبرين انها "تفرض قيودا كثيرة وغير ملائمة على الحريات العامة الاساسية".-(وكالات)