حوادث السير المفتعلة والوهمية.. بات كثير من المواطنين يشكون من انتشار هذه الظاهرة مؤخرا بشكل لافت، اذ يفاجأ المواطن وتحديدا الاناث من شخص يلقي بنفسه أمام السيارة، ويدعي اصابات كبيرة تدفع بالسائق لأخذه الى المستشفى وتحمّل آلاف الدنانير لتجاوز المشكلة، لأن البديل لذلك تبعات سلبية كثيرة.
ورغم دقة متابعة رجال السير لهذه الحوادث، والسعي لإحقاق الحق، الا ان هناك من يمتهن هذه السلوكيات ويلجأ لها من خلال عدة أشخاص لجني أموال طائلة من وراء ذلك، وفي الغالب يكون الحق على السائق مهما بدت الصورة ضبابية وغير واضحة إلا أنه في غالب الأمر تحسم الأمور لصالح «المضروب» لا «الضارب»!.
ويرى خبراء ان مثل هذه الحوادث باتت شكلا من أشكال النصب والكسب وغالبا ما تكون الضحايا سيدات أو كبار السن، معتبرين أن وراء حالة التمادي في مثل هذه الحالات قصور قانوني يساعد على تفشي الحوادث الوهمية للسيارات، والحوادث الحقيقية التي تقع بقضاء الله تصبح كوارث اجتماعية نتيجة القانون الذي يساند ايضا المتسبب الذي ما ان يشكو من أي ألم دون أي تدقيق ويقدم شكوى ضد الشخص المقابل.
وفي متابعة حول هذه الظاهرة التي كثرت الشكوى بشأنها مؤخرا ،أكد مواطن انه كان يصف سيارته امام بيته وارتطم بها شاب يسوق دراجة هوائية وهو نائم بعدها أصبح مجرما ومطلوبا، فيما أكد مواطن آخر انه بينما كانت زوجته تقود سيارتها القى احدهم بنفسه أمامها وكسرت ساقه ودخل احد المستشفيات الخاصة وبدأت المعاناة حتى وصل الأمر أنه باع سيارته لدفع التكاليف ومن ثم باع سيارة زوجته ايضا وبقيت المصاريف التي دمرت حياته الاجتماعية، مما دفعه في نهاية المطاف لطلب حبسه وزوجته لعدم قدرته على دفع التكاليف.
وفي حادثة أخرى، كان يقود سيارته على الطريق الخارجي لاحقته سياره فهرب منها وبعد ملاحقة صدمته السيارة التي تلاحقه من الخلف فوقف وكونه رجلا مسنا قال للشاب الذي كان يقود السيارة التي صدمته من الخلف «انا مسامحك ما بدي اطلب الشرطة رغم ان الحق عليك» لكن الشاب رفض وطلب الشرطة وعندما حضر الشرطي قال له الشاب اكتب!!! هذا الشخص طاردني وحاول قلب سيارتي انه يريد قتلي، وبهذا قلب الحقائق واصبح المسن متهما.
كثيرة هي الحوادث التي تشبه ما تحدث به مواطنون حول هذه الظاهرة التي باتت تتطلب آلية للتعامل مع حوادث السير بشكل يضمن حق كافة الأطراف دون ظلم سواء كان ظالما أو مظلوما، في ظل زيادتها وفي بعض الأحيان تتكرر الأشخاص التي تقوم بمثل هذه الحوادث الوهمية بشكل بات يقلق كثيرين ويدخل الأمر في مساحة العصابة المنظمة.
هنا، نحن نقرع جرس ظاهرة مقلقة تستدعي وقفة ومتابعة من كافة المسؤولين، اضافة الى ان المسؤولية هنا مشتركة، إذ على المواطن «السائق» ايضا مسؤولية بمزيد من الوعي والكثير من التنبه لطبيعة الشارع والمارة وظروف المناطق التي يقود بها، وأخذ كافة الاحتياطات الآمنة لمنع وقوع أي حوادث معه سواء كانت وهمية أو حقيقية، ذلك أن مثل هذه الاجراءات السلبية تنمو وتكبر في البيئة الضعيفة والتي يمكن اختراقها بمثل هذه السلبيات، وعليه فان على كافة مستخدمي الشارع في القيادة من معنيين بتنظيم السير أو سائقين للسيارات أخذ الحيطة والحذر والتعامل بشكل منظم وقانوني مع الأمر .
نيفين عبدالهادي