وثائق جديدة تكشف تفاصيل وفاة إبستين داخل زنزانته الانفرادية
صنارة نيوز - 27/12/2025 - 11:36 pm
كشفت ملفات جديدة أصدرتها وزارة العدل الأمريكية تفاصيل إضافية تتعلق بوفاة الملياردير الأمريكي جيفري إبستين عام 2019 أثناء احتجازه في مركز الإصلاحيات الحضري “المتروبوليتان” في نيويورك فيما كان ينتظر محاكمته بتهم الاتجار بالجنس والاعتداء على قاصرين.
وأظهرت الوثائق التي نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن إبستين وُجد ميتًا في زنزانته في مركز التحقيقات الفيدرالي في مانهاتن في 10 آب/ أغسطس 2019، وأوضح تقرير الطب الشرعي أن وفاته كانت نتيجة الانتحار شنقًا، فيما تبرز الوثائق بشكل موسع إخفاقات إدارية داخل السجن قبل وفاته.
كما تكشف الوثائق أن إبستين أُزيل من برنامج المراقبة الخاصة بالانتحار بعد حادثة سابقة في 23 يوليو/تموز من نفس العام، حين عثر على حبل مصنوع من قماش برتقالي، ما أدى إلى إدراجه في قائمة المراقبة للانتحار، أخليت زنزانته من زميله قبل وفاته، وترك بمفرده رغم التعليمات الصارمة بضرورة مراقبته.
وتشير الوثائق إلى تقصير الحراس في أداء واجباتهم، بما في ذلك النوم أثناء نوباتهم وتزوير سجلات المراقبة، ما ترك إبستين بدون مراقبة لساعات قبل اكتشاف وفاته، وتكشف السجلات النفسية أن إبستين أبدى علامات من الضيق والعجز عن مناقشة الحادثة السابقة، رغم نفيه وجود أي أفكار انتحارية في بعض التقييمات، وتدعم هذه الملفات الحكم الطبي الأولي الذي أشار إلى أن وفاة إبستين كانت انتحارًا، لكنها في الوقت نفسه تؤكد وجود إخفاقات كبيرة في توفير الحماية اللازمة له أثناء الاحتجاز.
رُفض الإفراج عن إبستين بكفالة، وكان يواجه، وهو في السادسة والستين من عمره، عقوبة محتملة بالسجن لمدة 45 عامًا في حال إدانته بجميع التهم، وقبل يوم من وفاته، كشف قضاة اتحاديون، في دعوى مدنية منفصلة، عن ألفي صفحة من السجلات تتضمن مزاعم تحرشه الجنسي بفتيات ونساء شابات.
وبعد ستة أيام من وفاته، أصدرت باربرا سامبسون، كبيرة الأطباء الشرعيين في مدينة نيويورك، والتي أجرى مكتبها تشريح جثة إبستين، تقريراً يفيد بأنه انتحر شنقاً، ومنذ ذلك الحين، طعنت مجموعة واسعة من الناس، بمن فيهم أعضاء الكونغرس وبعض المؤيدين البارزين للرئيس دونالد ترامب، في هذا الاستنتاج، مؤكدين دون أي دليل أن إبستين قد قُتل، وقدموا نظريات حول من قد يكون فعل ذلك.
حاليا، وبحسب “واشنطن بوست”، لا تُقدّم الوثائق التي نُشرت حتى الآن أي دعم لتلك النظريات. بل تُقدّم أدلة إضافية على الاستنتاج الذي توصلت إليه التحقيقات السابقة – سواء من قِبل وزارة العدل أو المؤسسات الإعلامية – وهو أن مسؤولي السجن لم يُراقبوا إبستين بشكل صحيح، على الرغم من أنهم وضعوه سابقًا تحت المراقبة خشية انتحاره.
-ترك مسؤولو السجن إبستين وحيدًا في زنزانته
وبعد وفاة إبستين، وُجهت تهمة الإهمال في مراقبته إلى اثنين من موظفي السجن، وذكر المدعون أنهما ناما خلال جزء من نوبتهما، وأضاعا وقتهما في التسوق عبر الإنترنت، وزوّرا سجلات العمل لإخفاء تقصيرهما في القيام بجولات تفتيش كل 30 دقيقة، وفي نهاية المطاف، توصلا إلى اتفاق لتجنب المحاكمة. كما ترك مسؤولو السجن إبستين وحيدًا في زنزانته، رغم التعليمات الصارمة بعدم القيام بذلك.
في الساعات الأولى من صباح يوم 23 تموز/ يوليو 2019، بعد أسبوعين من وصول إبستين إلى السجن، عثر عليه العاملون شبه فاقد للوعي على أرضية زنزانته، وقد لُفّ حبل برتقالي بدائي الصنع حول عنقه، وذلك وفقًا لتقرير تحقيق صادر عن مكتب السجون الفيدرالي، وقد حظيت محاولة الانتحار السابقة، التي بدت واضحة للعيان، بتغطية إعلامية واسعة، إلا أن الوثائق التي نُشرت حديثًا تُقدّم تفاصيل جديدة.
وتشير الوثائق، أنه بعد محاولاتٍ مضنيةٍ لإيقاف إبستين، قام الموظفون بتقييد يديه وساقيه ونقله على نقالة، وفقًا للتقرير، وكشف الفحص الطبي عن وجود إحمرار وكدمات حول رقبته، وتُظهر صورٌ في التقرير، ومصنفةٌ على أنها “محاولة انتحار محتملة”، إبستين في حالةٍ يرثى لها، مرتديًا سترةً زرقاء مضادةً للانتحار، وبشرته محمرةٌ بشكلٍ طفيفٍ فوق عظمة الترقوة.



