زيد العتوم: نائب بلا قرار ووزير بلا صلاحيات… الأزمة في “البنية لا الأشخاص

اعتبر المحامي والنائب السابق  زيد العتوم أن الحياة السياسية في الأردن تعمل داخل منظومة لا تمنح البرلمان ولا الحكومة أدوات حقيقية للتأثير، مؤكدًا أن المشكلة «بنيوية لا تتعلق بالأفراد»، وأن هذه القناعات تولدت لديه من تجربته في العمل العام.

 

وأوضح العتوم أن النائب في الأردن «يمتلك منبرًا للحديث لا لصناعة القرار»، رغم امتلاك البرلمان نصوصًا رقابية «لا تُستخدم فعليًا»، معتبرًا أن نظام الانتخاب الفردي والعشائري يفرز نواب خدمات بدلًا من النواب السياسيين، ما يفقد البرلمان قدرته التفاوضية ودوره في التأثير.

 

وأضاف أن الوزير في الأردن «منفّذ لا صانع سياسة»، إذ يعمل ضمن مساحة محدودة ودون اختيار فريقه، في بيئة بيروقراطية «تقيّد الإنجاز»، وهو ما يجعل تقييم الأداء الوزاري «أمرًا مستحيلًا طالما أن القرار ليس بيد الوزير أصلًا».

 

وأشار العتوم إلى أن مشروع الموازنة يُكتب قبل وصوله إلى مجلس النواب، ليُترك للنواب منبر الكلام فقط، مضيفًا: «والكلام بلا أثر هو مجرد شكل بلا مضمون». وبيّن أن الدولة تتجنب التغيير السريع خوفًا من المخاطرة، ما أبقاها منذ التسعينيات دون تحول إلى نموذج ديمقراطي كامل أو إلى نظام مركزي صريح.

 

وشدد العتوم على أن الدولة غير قادرة على تلبية مطالب الوظائف والرواتب، وأن الوعود بخلاف ذلك «شعبويات مضلِّلة»، مؤكدًا أن الحل الحقيقي يبدأ ببناء اقتصاد إنتاجي لا اقتصاد ريعي قائم على الوظائف الحكومية.

 

وختم العتوم بالقول:

«بهذه المعادلة، لن تنتج الحياة السياسية حكومة قوية، ولا برلمانًا فاعلًا، ولا وزيرًا صاحب قرار… فالتغيير لن يتحقق قبل تغيير البنية التي تدير السياسة».