الفنان الأردني مجد عيد: عدت للخلف لكن لأنطلق إلى الأمام بقوة فوصلت العالمية

صنارة نيوز - 03/12/2025 - 12:17 am

انتزع الإبداع من جوف الأزمة، ونشر موهبته مباهيًا بها مقتنصًا ارفع الجوائز، مع الثناء على ادائه المرموق، وصل الفنان الأردني مجد عيد الى العالمية من بوابة لندن، بادائه دورًا باللغة الانجليزية، ليخلق له مساحة اكبر محاصرًا المستحيل بالجد والعمل والاصرار.

إياد خليفة


اللقاء به كان على هامش مهرجان الدوحة السينمائي، حيث شارك الى جانب فريق العمل بفيلم كان يا مكان في غزة، وباختصار: كان مبهرًا.

دعنا نتحدث عن الذي جذبك في تجسيد شخصية اسامة في فيلم كان يا مكان في غزة

تفاصيل شخصية اسامة والتناقض الموجود عنده، يقوم باعمال ممنوعة، لكنه رجل شهم وصديق وفي ، صارم وفي نفس الوقت انسان رقيق وراقص ويستمع الى الاغاني العاطفية والحديثة ، ملامحه قاسية وشريره رجولته طاغية ولا يخون ، ويبيع مخدرات، هذه الصفات والتناقضات جميلة ممكن ان تجدها في الحياة الانسانية، وانا افضل هذه الشخيصيات.

 

نجاحك في اداء الشخصية، هل شكل لك تحديات مستقبلية، اي انه ورطك لتتعامل مع اعمال ذات مستوى عالي؟

لا ابدا، لم يورطني، لكنه حملني مسؤولية، النجاح ليس سهلا والاصعب منه الحفاظ عليه، والاستمرارية في عملية البحث عن القادم، واختيار مستوى اعلى ، بالتالي الخيارات ستكون اقل، في السابق كان الفنان يحاول ايجاد فرصته، لكن الان الخيارات مدروسة، سيما في اختيار المخرج الذي سيعمل معه، مخرج امين عليه، فالفنان مهما كان محترف بحاجة الى مخرج امين على هذه الموهبة والا سيتراجع اداءه .ويقدم مستوى اقل ، وسيترك تساؤلا لدى الجمهور، كيف حصل على افضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي وهو يقوم الان بعمل ضعيف.

ظروف التصوير في فيلم كان يا مكان في غزة ، جاءت بالتزامن مع احداث 7 اكتوبر، هل اثر ذلك على اندفاعك وتعاملك مع الشخصية؟

اكيد ان الجميع تأثر بتلك الاحداث سواءا في العالم العربي او العالم ككل، واقول ان عملية طوفان الاقصى جرت بعد زفافي باسبوع، ولم اذهب الى شهر العسل ، والجيد في الموضوع ان السيناريو كان عندي منذ 2021 وكنت اعمل على الشخصية وخاصة اللهجة خلال تلك السنوات، وعندما بدأ التصوير كنت سعيدا كون التصوير سيتم في مخيم الوحدات في الاردن، حيث ولدت، وكنت اشعر نفسي وكأني في بيتي، وقد عاملونا اهالي المخيم كابناءهم ، الشيء الذي اختلف هو وجود مسؤولية اكبر على كاهلي في توصيف ابن غزة بنسبة 100 بالمئة، والحمد لله وفقنا الله ، حيث تمكنت من اللهجة بمساعدة القائمين على الفلم ، وعندما وصلت الى وقت التصوير كان الاداء متكامل.

ما الدور الاعز لديك، غزة مونامور، فرحة، كان يا مكان في غزة؟



القريب اكثرها كان اسامة في كان يا مكان في غزة، وبعدها دور ابو محمد في فرحة، حيث وجدت شريكة حياتي الفنانة سميرة الاسير واليوم عندنا ولدنا شمس، ودوري في غزة مونامور احبه ايضا كونه اوصلني الى شخصية اسامة في كان يا مكان في غزة ، فعندما ذهبت الى غزة مونامور وتعفت على شباب الفلم اخبروني بانهم يريدوني في دور اكبر، لاحصل فيه على افضل ممثل في مهرجان القاهرة .

حصلت على جائزة افضل ممثل، ماذا يمثل هذا الفوز بالنسبة لك؟


هذا حصيلة تعب سنوات، في عام 2017 سافرت الى القاهرة واقمت عاما كاملا هناك، اخذت ورش تمثيل، وحاولت الانطلاق من مصر، كانت المنافسة صعبة في ظل وجود المئات من القادمين الساعين للعمل في الفن والوصول الى الشهرة، فاخذت نصيحة من هشام سري، ونصحني بالعودة الى الاردن لاختصار المنافسة واظهار شغفي بالتمثيل بشكل اسرع، وفي 2019 قابلت المخرجان طرزان وعرب ناصر ، وبعد 7 سنوات من عودتي من مصر ، عدت اليها بفلم من بطولتي وتوجت بهذا اللقلب.


كان ذلك مثل حلم نهايته مظلمة، يترافق مع ظروف مالية صعبه، وضغط نفسي، لكن في النهاية وصلت الى ما كنت اريده، والجائزة بمثابة اعتراف باني اتخذت القرار الصحيح، شعر بذلك والدي الذي شعر بالفخر ، كذلك دعم والدتي رحمها الله لم يذهب هباءا ، كان هناك اعتراف للجميع باني في المكان الصحيح وعرفت كيف اوظف موهبتي بالشكل اللائق.


باختصار كنت كالسهم، عدت للخلف لكن لانطلق الى الامام بقوة.

المنصة 100

لماذا يضطر الفنان الاردني الى الذهاب بعيدا ليثبت نجوميته ؟

شئت ام ابيت، ان الكاميرا الاولى التي دارت كانت في مصر، وصناعة السينما الام موجوده هناك، والفرص هناك اوسع ، في الاردن هناك فرص لكنها اقل وشح الانتاج يدفعك احيانا للسفر بعيدا، واقول انه بحمد الله تحقق السينما الاردنية اليوم انجازات مذهلة ، هناك عدة افلام منها الحارة وفرحة وانشاء الله ولد وبنات عبدالرحمن، ايضا وغيرها الكثر، هناك محاولة ايضا لتطور الدراما ، ويوجد بذرة خير تظهر، ولكن نحن بحاجة لفتح الابواب بشكل اوسع ، وهذا ما اخذني شخصيا الى الفلم الهوليودي “الميراث – Inheritance” الذي تم تصويره في مصر ، بالاضافة الى مسلسل لوكربي باللغة الانجليزية وتم تصويره في بريطانيا، حيث عملت شخصية رجل اعمال مصري اسمه خليل جمال وعملت مع ممثلين من هوليود من الطراز الاول، ولم يكن هناك فرق في الاداء بيننا، هذا يثبت ان الممثل العربي بحاجة الى فرصة.

هل هناك خصوصية من مشاركتك في مهرجان الدوحة، سيما والاهتمام بالعمل الفلسطيني الذي يتحدث عن غزة تحديدا؟


طبعا، تعرف ان الدوحة والدور القطري على مدار سنوات ماضية دور داعم للقضية الفلسطينية والفلسطينيين، وانا قابلت هنا عدة ممثلين فلسطينيين ومن غزة ربنا كتب لهم النجاة ، تحدثو ان قطر هي واحة الامان ، وان الدوحة تقدر فنهم والصعوبات التي مر بها الفنان الفلسطيني سواءا الذي خرج من الابادة او الذي عاش في المخيم ، وزيادة على الدعم المادي الذي يرعى اعمالهم ويدعمها

عن المنصة