ترامب وجه ضربة لايران من خلال مصالحة ارمينيا واذربيجان
صنارة نيوز - 09/08/2025 - 10:32 pm
اعلن مستشار للمرشد الأعلى الإيراني، أن طهران لن تُوافق على مشروع إنشاء ممر يدعمه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يربط أذربيجان بجيب نخجوان التابع لها عبر أرمينيا.
وينصّ الإعلان المشترك إنشاء «منطقة عبور تمر عبر أرمينيا وتربط أذربيجان بجيب نخجوان التابع لها غربا، على أن يشار إليه بطريق ترمب للسلام والازدهار الدوليين.
وقال علي أكبر ولايتي، أحد أبرز مستشاري المرشد الإيراني، علي خامنئي، لوكالة تسنيم الإيرانية للأنباء «إن تنفيذ هذه المؤامرة من شأنه أن يُعرّض أمن جنوب القوقاز للخطر، وقد أكدت إيران أنها، سواء بالتنسيق مع روسيا أو من دونها، ستعمل على ضمان استقرار المنطقة».
وأضاف «نحن نعتقد أيضا أن روسيا تُعارض هذا الممر من منطلق استراتيجي»، مؤكدا أن منطقة العبور لن يتحول إلى ممر يملكه ترمب، بل سيكون مقبرة لمرتزقته».
ووقعت أرمينيا وأذربيجان الجمعة، اتفاقا برعاية ترمب في البيت الأبيض، يرمي الى وضع حد لعقود من النزاع بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين.
وأكد الرئيس الأميركي على أن الممر ضمن الاتفاقيات الموقعة بين أذربيجان وأرمينيا ويوفر وصولا إلى نخجوان مع الاحترام الكامل لسيادة أرمينيا، وسيحمل اسم «طريق ترمب».
طريق ترمب
ولطالما عارضت طهران هذا المشروع، الذي يعرف أيضا بممر زنغزور، ويربط أذربيجان بتركيا مرورا بمحاذاة الحدود الإيرانية مع أرمينيا.
وشهدت العلاقات بين إيران وأذربيجان توترا متصاعدا خلال الأعوام الماضية، يرجع إلى حد كبير إلى تقارب باكو مع إسرائيل، العدو اللدود لطهران.
وتسعى باكو عبر ممر زنغزور إلى تأمين تواصل جغرافي مع جيب نخجوان التابع لها غربا والواقع بين أرمينيا وإيران وتركيا. لكن إيران تخشى أي يؤدي ذلك الى المسّ باتصالها الجغرافي مع أرمينيا ومنها امتدادا الى أوروبا.
وأكد ولايتي أن بلاده لن تسمح للناتو (حلف شمال الأطلسي) بالاقتراب من حدود إيران الشمالية، مشيرا إلى مناورات إيرانية روسية مشتركة أجريت في بحر قزوين مؤخرا تحمل رسالة مفادها أن طهران ستدافع عن مصالحها بكل قوة.
ورحبت الخارجية الإيرانية السبت، باتفاق السلام بين البلدين، لكنها أعربت عن مخاوفها بشأن التداعيات السلبية لأيّ تدخّل أجنبي، بأيّ شكل كان، خصوصا بالقرب من الحدود المشتركة.
اتفاق سلام
ويمنح الاتفاق الولايات المتحدة حقوقا خاصة في الممرّ الواقع في منطقة استراتيجية غنية بالهيدروكربونات.
ولدى سؤاله عمّا يأتي به اتفاق الجمعة لأرمينيا، قال مسؤول في البيت الأبيض طلب عدم ذكر اسمه إن يريفان ستكسب «أكبر وأهم شريك في العالم، الولايات المتحدة»، مضيفا «الخاسرون هنا هم الصين وروسيا وإيران».
من جانبها، أشادت روسيا، اليوم السبت، باتفاق السلام الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين أذربيجان وأرمينيا، لكنها حذرت من أن التدخل الخارجي قد يؤدي إلى تعقيد الوضع في جنوب القوقاز.
كما رحبت تركيا السبت، باتفاق السلام، وقالت إنها تأمل في افتتاح ممر العبور الاستراتيجي المخطط له قريبا، والذي من شأنه تعزيز صادرات الطاقة والموارد الأخرى عبر جنوب القوقاز.
وفي تصريحات له في مصر، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن الممر يمكن أن «يربط أوروبا بأعماق آسيا عبر تركيا»، وسيكون «تطورا مفيدا للغاية».
ويمكن لاتفاق السلام أن يُحدث تحولا في منطقة جنوب القوقاز، وهي منطقة منتجة للطاقة تجاور روسيا وأوروبا وتركيا وإيران، وتتقاطع فيها خطوط أنابيب نفط وغاز، لكنها تعاني من إغلاق الحدود بما في ذلك بين تركيا وأرمينيا بالإضافة إلى صراعات عرقية قائمة منذ وقت طويل.