الأردن: عنكبوت الناس المتوسطي يتسلل إلى قائمة الأخطار السامة! وينافس الأفعى الفلسطينية على عرشها
صنارة نيوز - 03/06/2025 - 9:31 am
الصناره نيوز - خاص
بينما ظل الأردنيون لعقود يتحسّبون لقدوم الصيف بوصفه موسم الزواحف، وعلى رأسها الأفعى الفلسطينية التي لطالما تسيّدت مشهد التحذيرات الطبية وبلاغات الدفاع المدني، يظهر الآن خطرٌ جديد يزحف بصمت… عنكبوت صغير، منزلي الشكل، لكنه سامّ بما يكفي لإرسالك إلى المستشفى بأعراض مدمّرة تبدأ بلسعة غير مرئية وتنتهي بتآكل الجلد.
"عنكبوت الناس المتوسطي" (Loxosceles rufescens)، هو اسمه العلمي، وقد لا يبدو مخيفًا عند رؤيته – فهو لا يتجاوز حجمه حجم قطعة نقد – لكن لدغته، التي لا يشعر بها الضحية غالبًا في لحظتها، قد تفتح جرحًا لا يندمل. فقد سُجّلت حالات في الأردن لأشخاص عانوا من التهابات نخرية عميقة في الجلد، واحتاجوا إلى تدخل طبي عاجل، بما في ذلك الإقامة الطويلة في المستشفى بسبب تمزق الأنسجة وتقيّحها، بل وتفشي العدوى في مناطق واسعة من الجسم.
العنكبوت لا يهاجم، لكنه يختبئ، ويتربص في زوايا البيوت المعتمة، في الأحذية المخزّنة، بين ثنايا الملابس القديمة، تحت السجاد أو خلف صناديق النسيان. ينتظر حركة يدٍ أو قدمٍ تقترب منه، فيلدغ دفاعًا عن نفسه، ثم يختفي كما جاء، مخلفًا سمًا صامتًا يبدأ رحلته البطيئة نحو تعفين الجلد وتآكله. ولأن السم لا يعمل فورًا، فإن التشخيص يتأخر، والمضاعفات تبدأ بالتضخم: احمرار خفيف، ثم تقرّح مؤلم، ثم حفرة نازفة من اللحم المكشوف… كل هذا من لدغة واحدة.
ورغم أن الأفعى الفلسطينية تُعد الأشد سمية بين الزواحف في الأردن، فإن خصمها الجديد يملك سلاحًا مختلفًا: الخفاء. الأفعى تُرى وتُسمع وتُرعب، أما "الناس المتوسطي" فيمرّ من تحت الباب، ويسكن معنا، بلا أثر. لا يلفت النظر، ولا يصدر صوتًا، ولا يترك علامة إلا حين يكون الأوان قد فات. وإن كانت الأفعى تلسع وتنزوي، فالعنكبوت يلدغ ويترك خلفه ندبة، لا على الجلد فحسب، بل في ذاكرة من عاش التجربة.
قد تكون غرف النوم والمخازن الآن ساحات خفية لمعركة لم نكن نعلم بوجودها. فالحذر لم يعد مقتصرًا على المزارعين في الأغوار أو رعاة الماشية في البوادي، بل امتد إلى كل بيت. في زمن تتغير فيه موازين الخطر، يبدو أن التهديد لا يحتاج إلى صفير الأفعى، بل قد يأتيك بهدوء... على ثمانية أرجل.