قبلات عابرة للقارات… حين تُختصر العاطفة في سيليكون دافئ
صنارة نيوز - 14/05/2025 - 9:28 am
قبلات عابرة للقارات… حين تُختصر العاطفة في سيليكون دافئ
الصناره نيوز - خاص
في زمنٍ باتت فيه المشاعر تُضغط بزر، والحنين يُرسل عبر ملحق USB، ظهر جهاز غريب يُثبت أن التكنولوجيا لا تكتفي بغزو عقولنا، بل باتت تتسلل إلى أكثر زوايانا حميمية.
الجهاز الجديد – قبلة رقمية تُرسل عبر الهاتف – يُمكّنك من تقبيل من تحب عن بُعد، بل وحتى أن تحفظ القبلة، أو ترسلها لاحقًا كرسالة مسجّلة بشفاه مطاطية.
ووسط هذا الطوفان العاطفي المُعلّب، حيث تُقاس الرغبة بعدد النقرات، والفقدان يُعالج عبر شحن الجهاز، أتساءل:
هل تكفي قبلة إلكترونية لتُرمم شوقًا نازفًا؟ هل تمرّ العاطفة من خلال منفذ الشحن؟
أم أننا نُفرغ الحميمية من معناها كلما حاولنا تقييدها بهيكلٍ بلا روح؟
القبلة، في جوهرها، ليست مجرّد تلامس، بل حضورٌ كامل، إقرار بالاحتياج، وبأننا لا نكتمل إلا بلمسة.
هي لحظة ضعف مشتركة، إعلان هشّ أننا نريد أن نُرى، أن نُحسّ، أن نُحتضن دون كلام.
أما هذه "القبلة الذكية"، فهي تُعيد اختراع العلاقة على مقاس السوق:
شيء يمكن بيعه، تغليفه، نسخه، إعادة شحنه.
في البدء كان الحنين، ثم أصبح التطبيق.
في البدء كان الغياب موجعًا، ثم جاء الجهاز ليُخدره.
ولكنّي لا أرى في هذا الاختراع سوى علامة فارقة على زمن بدأت فيه التكنولوجيا تحلّ محلّ العلاقة، وتحول "الوصال" من تجربة روحية–نفسية إلى إيماءة مفرغة من الارتعاش.
فيا أيها العاشق، إذا اشتقت… لا ترسل قبلة مطاطية.
اكتب رسالة، انتظر، سافر، ابكِ على أطراف المدى.
لعل في الشوق، كما في القبلة، ما لا تستطيع الآلة أن تفهمه.