في شركة الكهرباء.. وزر الذمم والسرقات يتحمّله مالك العقار

إبراهيم قبيلات 
اذهب إلى شركة الكهرباء لتلغي معاملة عداد كهرباء على شقة تملكها انت، وكان يستأجرها أحد ما، ولا تتفاجأ إن قيل لك أن على الشقة مبلغا من المال، وان المطالب بدفعه أنت وليس المستأجر الذي رحل.
الحال ذاته اذا تعرض العداد للعبث والسرقة فأنت من سيتكبد المبلغ والذمم وكذلك الغرامات . اقصد المالك لا غيره .
ربما إن لك على المستأجر ذمما بمئات الدنانير، وربما أكثر. ويرفض أن يدفعها. ولأنه كذلك كيف تتوقع منه ان يدفع الفاتورة.
حقا. إن على هذه الارض ما يستحق الصدمة. عليها ما على البريء من وزر حاضر لم يقترفه، وزر لم يقم به. خطيئة لم يتركبها. جرم لم يكن حتى شاهدا عليه.
لهذا فإذا كنت صاحب منزل وترغب في تأجيره، فاشترط على المستأجر، حتى مع تسجيل عدّاد الكهرباء باسمه، أن يتضمن الايجار فاتورة الكهرباء، والعبث أيضآ .إلا تفعل ربما ستكون عما قليل في ورطة.
ذلك انه بالنسبة لشركة الكهرباء فأنت المحاسب على دفع فواتير كهرباء لم تستخدمها، وتيار لم تشحن به جهازك الخلوي.
نعم يا صديقي. أنت في ورطة افتراضية مقبلة، اذا لم تفعل ما نصحتك به، إلا اذا تكرّم عليك المستأجر بدفع ما عليه من كهرباء وإن لم يفعل ستدفعها انت مجبرا.
والحديث عمن يتحمل المسؤولية القانونية والمالية هو انت ايضا يا صديقي .
فهذا أجير في الأربعين من عمره يستأجر منك شقة. شقة اشتريتها لعلها تساعد على نوائب، لم تكن في الحسبان. الاجير فجأة قرر أن يزاحم الشيطان ويعيث فيك فسادا، بأن لا يدفع فاتورة الكهرباء أو قرر تذوق طعم الكهرباء بالمجان ويتركك ويمضي الى حيث ألقت.
ما عليك اذن الا باشتراط التالي: يأتي لك المستأجر بالفاتورة الشهرية كل شهر فيدفع لك مبلغ الايجار الشهري ثم يدفع لك قيمة فاتورة الكهرباء. 
لا أعلم من وضع هذا القانون او النظام العبقري. ان يتحمل قيمة فواتير الكهرباء المتراكمة على المستأجر صاحب العقار، ويخلي سبيل المستأجر من آية ملاحقات . فما علاقته بهذا؟ 
هكذا فإن الذمم المترتبة على المستأجر هي في الحقيقة ذمم عليك انت، يتكرم المستأجر بدفعها. فإن لم يفعل عاقبتك الكهرباء انت. لطشتك تيارات من ذمم وغرامات بكل قيمة الفواتير.
اي منطق استند لخلل جسيم قرر فيها (المشرّع) في شركة الكهرباء ان عليك ان تتحمل وزر لم تقم به انت. ولم توافق على ان يفعله الجاني.
إن هذا يعني ببساطة ان شركة الكهرباء تعين المستأجر على المؤجّر. وتضع رقبة الأول في يد الثاني. "وهات فكها".