الذهب يكسر حاجز 3,000 دولار للأونصة لأول مرة.. ما السيناريوهات المحتملة؟
صنارة نيوز - 16/03/2025 - 10:55 am
شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً تاريخياً، حيث وصلت إلى مستوى 3,000 دولار للأونصة لأول مرة. هذا الارتفاع الحاد جاء مدفوعاً بعدة عوامل رئيسية، تتراوح بين السياسة النقدية الأمريكية والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة، بالإضافة إلى زيادة الاستثمار المؤسسي في الذهب كملاذ آمن.
ولكن يبقى السؤال الأهم: هل يستمر هذا الصعود لمستويات قياسية جديدة، أم أن السوق مهيأ لتصحيح قريب؟ في هذا التحليل الشامل، سنجمع بين التحليل الفني والأساسي لتقييم مستقبل الذهب خلال الفترة القادمة.
▪️على الجانب الاقتصادي أو الأساسي.
* العوامل الأساسية الدافعة لصعود الذهب...
1. السياسة النقدية الأمريكية واتجاه الفائدة.
منذ بداية العام، اتجهت التوقعات إلى أن الفيدرالي الأمريكي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في النصف الثاني من 2025. وعلى الرغم من البيانات الاقتصادية المتباينة، لا يزال المستثمرون يترقبون أي إشارات من الفيدرالي بشأن السياسة النقدية القادمة.
* توقعات خفض الفائدة:إذا تم خفض أسعار الفائدة، سينخفض العائد على الدولار والسندات، مما يعزز من جاذبية الذهب كأصل لا يحمل فائدة.
* التضخم ومستويات الدولار:رغم ارتفاع الدولار مؤخراً، فإن التضخم لا يزال فوق المستهدف عند 2%، مما يحفز الطلب على الذهب كوسيلة للتحوط ضد تآكل القوة الشرائية.
2. التوترات الجيوسياسية والاضطرابات الاقتصادية العالمية.
* تصاعد الأزمة بين روسيا و أوكرانيا، واستمرار التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، يزيدان من حالة عدم اليقين العالمي، مما يدفع المستثمرين للبحث عن الملاذات الآمنة وعلى رأسها الذهب.
* تراجع الاستقرار في الأسواق المالية، خاصة مع مخاطر الركود في أوروبا والولايات المتحدة، يعزز من تدفقات رؤوس الأموال نحو الذهب كأصل وقائي.
3. ارتفاع الطلب المؤسسي والمصرفي على الذهب.
* زيادة التدفقات الاستثمارية في صناديق الذهب المتداولة (ETFs)، حيث أظهرت البيانات ارتفاعاً كبيراً في المشتريات المؤسسية.
- البنوك المركزية، خاصة في الصين والهند، تواصل شراء الذهب بكثافة، مما يعزز من الطلب العالمي.
- صعود الطلب الفعلي على الذهب المادي في الأسواق الناشئة، وسط توقعات بمزيد من الطلب في النصف الثاني من 2025.
▪️التحليل الفني: هل يستمر الاتجاه الصاعد؟
* نظرة على الرسم البياني اليومي.
- يوضح الرسم البياني المرفق أن الذهب يتحرك في اتجاه صاعد قوي منذ بداية العام. وقد شهد السعر موجة ارتفاع حادة دفعته لاختراق مستويات مقاومة رئيسية.
- الاتجاه الصاعد لا يزال مسيطر، مدعوم بثبات الأسعار أعلى المتوسطات المتحركة الرئيسية.
▪️المستويات الفنية الرئيسية:
* مستويات المقاومة:
- 3,030 - 3,050 دولار: امتداد 161.8% على مقياس فيبوناتشي. مقاومة فرعية على المدى القصير.
- 3,100 دولار: هدف رئيسي إذا استمر الزخم الصاعد.
- 3,150 - 3,200 دولار: مستويات تاريخية جديدة محتملة على المدى البعيد في حال استمرار الاختراقات.
* مستويات الدعم:
- 2,955 دولار: دعم رئيسي على المدى القصير.
- 2,900 دولار: مستوى دعم نفسي، قد يشكل نقطة ارتداد في حالة التصحيح.
- 2,850 دولار: يمثل دعم من القاع السابق والمتوسط المتحرك لـ 50 يوم.
▪️المؤشرات الفنية...
* مؤشر القوة النسبية (RSI):
- يتحرك عند مستوى 69% مما يشير إلى أن الذهب قريب من منطقة التشبع الشرائي، وهو ما قد يدفع إلى تصحيح مؤقت.
* مؤشر MACD:
- لا يزال في منطقة إيجابية، مما يدعم الاتجاه الصاعد.- يجب الحذر من ظهور دايفيرجنس هبوطي.
* حجم التداول:
- شهد ارتفاعاً ملحوظاً مع كل اختراق للمستويات الرئيسية، مما يشير إلى قوة الزخم الصاعد.
▪️السيناريوهات المحتملة واستراتيجيات التداول...
* السيناريو الصاعد (الأكثر ترجيحًا)
- الشرط: اختراق واضح لمستوى 3,030 دولار والثبات أعلاه.
- المستهدفات: 3,100 ثم 3,150 دولار.
* استراتيجية الشراء:- الدخول بعد تأكيد الاختراق مع وقف خسارة أسفل 3,000 دولار.
▪️السيناريو التصحيحي (احتمال ضعيف لكنه وارد)
- الشرط: كسر 2,955 دولار بسلوك سعري بيعي واضح والثبات أدناه.
- المستهدفات: 2,900 ثم 2,850 دولار.
* استراتيجية البيع:
- الدخول بعد تأكيد كسر 2,955 دولار مع وقف خسارة عند 2,975 دولار.
▪️الخلاصة:* هل يصل الذهب إلى 3,100 دولار قريباً؟
1. العوامل الأساسية تدعم استمرار الصعود، حيث لا تزال التوترات الجيوسياسية والسياسات النقدية محفزات قوية لشراء الذهب.
2. التحليل الفني يشير إلى قوة الاتجاه الصاعد، لكن الأسعار تواجه مقاومة رئيسية عند 3,030 - 3,050 دولار.
3. التصحيحات المحتملة قد توفر فرص شراء جيدة، خاصة إذا تراجع السعر نحو مستويات 2,900 - 2,850 دولار.
4. في ظل هذه العوامل، لا يزال السيناريو الأكثر ترجيحاً هو استمرار الاتجاه الصاعد، ما لم تحدث مفاجآت قد تغير المعادلة في الأسواق العالمية.
5. تبقى العوامل الاقتصادية والجيوسياسية هي المحرك الأساسي للأسعار، مما يتطلب متابعة دقيقة للبيانات القادمة.