هذه عواقب سياسة الاستمرار بالاحالة على التقاعد المبكر‏

صنارة نيوز - 25/02/2025 - 11:19 am

الصنارة نيوز/‏
كتب خبير التأمينات والحماية الاجتماعية‎ ‎موسى الصبيحي منشور يتعلق بعواقب سياسة ‏الاستمرار بالإحالة على التقاعد المبكر الاستمرار ‏
اليكم نص المنشور كاملا..‏
ستضع الحكومة والضمان في وضع حرِج؛
‎(7) ‎عواقب لسياسة الاستمرار بالإحالة على التقاعد المبكر.؟
لم أتصوّر يوماً أن تتخذ الحكومة، أي حكومة، قراراً بإنهاء خدمات الموظف العام المستكمل ‏لشروط التقاعد المبكر، ولا سيما مَنْ أتمّ (360) اشتراكاً بالضمان‏‎.!‎
هذا القرار بات سيفاً مسلطاً على رقاب موظفي القطاع العام، وانتقل إلى رقاب موظفي ‏القطاع الخاص أيضاً، لا بل إن نظامَيْ الخدمة المدنية وإدارة الموارد البشرية في القطاع ‏العام يسمحان للمرجع المختص بالتعيين إنهاء خدمة الموظف الخاضع للضمان إذا كان ‏مستكملاً لشروط التقاعد المبكر، وقد تم إنهاء خدمات الآلاف من موظفي القطاع العام ‏بخدمات ومُدَد اشتراك تبدأ من (21) سنة وبأعمار تتراوح في الغالب ما بين 47 إلى 54 ‏عاماً‎.‎
السؤال المهم والحرج الذي أطرحه اليوم بعد أن حذّرت مراراً وتكراراً من الإمعان في هذه ‏السياسة المُفرِطة بالإحالة القسرية على التقاعد المبكر هو؛ ما عواقب الاستمرار بهذه ‏السياسات.؟‎!‎
أجيبكم، وأضع إجابتي اليوم حُجّة على الحكومة وكل أصحاب القرار وراسمي مثل هذه ‏السياسات، وهذه هي عواقب سياساتكم‎:‎
‏١‏‎) ‎إضعاف المركز المالي للضمان من ناحية زيادة النفقات التأمينية وخفض الإيرادات من ‏الاشتراكات، مما سيُقرِّب نقطة التعادل الأولى بينهما بصورة كبيرة، وأعتقد أن هذا سيكون بعد ‏‏(7) سنوات على الأكثر‏‎.‎
‏٢‏‎) ‎الإخلال بالمعادلة الأكتوارية التي تفترض أن يكون لدينا ما بين 5 إلى 7 مشتركين ‏‏"مؤمّن عليهم" مقابل كل متقاعد. والمعادلة التي وصلنا إليها اليوم بفضل بعض هذه ‏السياسات غير المحسوبة (4.3) مشترك مقابل كل متقاعد‏‎.‎
‏٣‏‎) ‎خروج موظفين عامّين من سلك الوظيفة العامة للدولة بحالة سُخط وعدم رضى، وهذه لا ‏تخدم الدولة أبداً، لا سيما الحالات التي تنطوي على ظلم وانتقائية. ما يؤدي إلى إضعاف ‏انتماء شريحة مهمة من المواطنين من موظفين وعائلاتهم‎.‎
‏٤‏‎) ‎تقديم نموذج سيء وغير مرغوب لمنشآت القطاع الخاص، في سلوك هذا الطريق،  و ‏‏"منهجة" لا بل "شرعنة" إنهاء خدمات العاملين في حال استكمالهم شروط التقاعد المبكر‏‎.‎
‏٥‏‎) ‎وضع الحكومة ومؤسسة الضمان في موقف حرج للغاية بسبب الاضطرار لتصويب ‏أوضاع المركز المالي للضمان من خلال إجراء تعديلات جوهرية ضرورية جداً على قانون ‏الضمان ولن تكون رحيمة أبداً، ما سيؤدي إلى حالة إرباك اجتماعي ورفض مجتمعي واسع‎.! ‎
‏٦‏‎) ‎زيادة نسبة الفقر في المجتمع، فالكثير من هؤلاء الموظفين الذين يتم إحالتهم على التقاعد ‏المبكر سيتقاضون رواتب تقاعدية مخفّضة مدى الحياة، وسيكونوا قد خسروا جزءاً من دخلهم ‏الذين لن يكفيهم وعائلاتهم في وقت تكون أعباؤهم المادية قد ازدادت لا سيما وأنهم في ‏مرحلة تدريس أبنائهم في الجامعات، وما أدراك ما كُلف التعليم الجامعي.؟‎!‎
‏٧‏‎) ‎الضغط على سوق العمل، فالكثير ممن تم إنهاء خدماتهم وخرجوا برواتب تقاعدية ‏مخفّضة، خسروا جزءاً غير قليل من دخلهم، وبالتالي سيعملون على تعويض ما خسروه من ‏خلال البحث عن فُرص عمل جديدة لتحسين أوضاعهم المعيشية، وسيزاحمون غيرهم من ‏المتعطلين عن العمل على فرص العمل، ما سيرفع معدلات البطالة‎.‎
هذه أهم العواقب المتوقّعة بقوة في حال الاستمرار بنهج الإحالة المفرِطة على التقاعد المبكر ‏لموظفي القطاع العام‎.‎
اللهم إني قد بلّغت، مُقيماً الحُجة على الحكومة، مدفوعاً بالحرص على الصالح العام، اللهم ‏فاشهد‎.‎
‎(‎سلسلة توعوية تنويرية اجتهادية تعالج موضوعات الضمان والحماية الاجتماعية، وتبقى ‏التشريعات هي الأساس والمرجع - يُسمَح بنقلها ومشاركتها أو الاقتباس منها لأغراض ‏التوعية والبحث مع الإشارة للمصدر‎).‎
خبير التأمينات والحماية الاجتماعية‎ ‎
الإعلامي والحقوقي/ موسى الصبيحي