تشخيص فرط النشاط ممكن بواسطة موجات الدماغ

صنارة نيوز - 12/12/2024 - 11:43 pm

لا يعاني الأطفال المصابون باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط من اضطراب سلوكي، ولا هم كسالى، أو يفتقرون إلى الأخلاق والحدود، وإنما تنضج أدمغتهم بطريقة مختلفة، مع أنماط مختلفة من النشاط العصبي، وعدد من الاختلافات الكيميائية العصبية.

لهذا السبب، يُعتبر اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط اضطراباً في النمو العصبي.

وحالياً، يتم تشخيص هذا الاضطراب من خلال الملاحظات المعرفية والسلوكية. وتحدد هذه الاختبارات ما إذا كان الطفل يعاني من صعوبات فيما يتعلق بما هو متوقع لعمره.

ومع ذلك، يمكن استكمال ذلك – أو ربما حتى استبداله في المستقبل – بعلم الأعصاب الحسابي.

وبحسب ورقة بحثية نشرها “ذا كونفيرسيشن”، ظهرت أدوات لم تعد تعتمد على الملاحظة السلوكية، بل تدرس بدلاً من ذلك أنماط نشاط الدماغ.

الخوارزميات
وتوضح الباحثة تريزا بالوميك من جامعة نيبريجا الإسبانية: “من خلال استخدام الخوارزميات الرياضية، تتوفر معلومات حول ما إذا كان نشاط دماغ الفرد مشابهاً لنشاط الأشخاص الآخرين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه”.

ويعتمد التشخيص في هذه الحالة على رصد النشاط الكهربي لاتصالات الدماغ، فقد رصد العلم “موجات دماغية معينة مرتبطة بحالات إدراكية معينة”.

وفي اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، تم العثور على أنماط متباينة في موجات P3B و N200، والتي تتعلق بالانتباه والتثبيط وضبط النفس.

ضعف الموجات
وفي هذا الاضطراب، تكون موجة P3B عادة أضعف أو متأخرة، ما يعكس صعوبات في الانتباه ومعالجة المعلومات.

وتشارك موجة N200 في اكتشاف الأخطاء والتحكم في النبضات وتركيز انتباهنا.

وفي الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، قد يكون الأداء غير الطبيعي لموجة N200 مرتبطاً بمشاكل في ضبط النفس والانتباه.

 

وتوفر تقنية التصوير العصبي مزيداً من الأدلة على الاختلافات العصبية التنموية.

كما وجدت تقنيات مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، أن مناطق معينة في الدماغ ذات حجم أصغر، لها صلة بحالات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

صعوبة الانتباه
وتتجلى هذه الاختلالات العصبية في صعوبات الانتباه، أو عدم التنظيم، أو فرط النشاط والاندفاع.

وفي حين أن هذه السلوكيات أكثر وضوحاً في مرحلة الطفولة، حيث تقدر نسبة الانتشار بنحو 5%، يمكن أن يستمر اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط حتى مرحلة البلوغ، حيث يبلغ معدل انتشاره 2.5% من السكان.

وبالتالي، يمكن أن يكون لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط تأثيرات اجتماعية وأكاديمية ومهنية طوال حياة الشخص.