أصوات من فلسطين” في أجيال 2024، تحيّة معبّرة للمقاومة والصمود والأمل الفلسطيني
صنارة نيوز - 13/11/2024 - 9:31 pmفي تكريم مؤثر لصمود ومقاومة وأمل الشعب الفلسطيني، يقدّم مهرجان أجيال السينمائي 2024، من تنظيم مؤسسة الدوحة للأفلام، الجزء التالي من برنامج “أصوات من فلسطين” الذي يضم أفلاماً لمخرجين فلسطينيين يعرضون بشجاعة واقع الحياة اليومية لشعبهم.
يمثّل البرنامج وقفة تضامن مع الفلسطينيين، ويعدّ تجسيداً لفلسطين في أوقات الحداد الجماعي والتأمل العميق. هذه القصص والآراء المهمة التي قد تبقى غير مسموعة في الظروف العادية، هي شهادة على الروح الصامدة التي لا تنكسر لشعب فلسطين.
تعليقاً على تقديم هذا البرنامج في أجيال 2024، صرّحت فاطمة حسن الرمحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام ومديرة المهرجان: “في لحظة حاسمة في التاريخ، حيث يتم تشويه صوت الضعفاء من خلال الدعاية والسرديات الكاذبة، أصبح من الأهم من أي وقت مضى إبراز الأصوات الحقيقية من فلسطين. هذه الأفلام هي دعوة لكل العالم من أجل الاعتراف بالحقوق، والعدالة، وتعزيز التضامن. نحن نوفّر مساحة لتعزيز قيم التعاطف والرحمة، ونؤمن بأنّ هذه القصص ستصل إلى قلوب الجميع، وتلهم وتدعم الروابط التضامنية مع إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين. ومعاناتهم هذه التي لا يمكن تصوّرها، تظهر جلياً من خلال أفلام تحمل رسائل قوية لا يمكن لأي وسيلة أخرى أن توصلها بنفس القوة والصدق.”
أحد الأفلام في البرنامج هو “من المسافة صفر” (فلسطين، فرنسا، قطر، الأردن، الإمارات/2024)، وهو مجموعة من 22 فيلماً قصيراً أعدّها مخرجون من غزة، وقام بتنسيقها المخرج الفلسطيني الشهير رشيد مشهراوي. تمّ تصوير هذه الأفلام في سياق الهجمات والعدوان الذي وقع في عام 2023، حيث يقدم كل فيلم، الذي يتراوح من 3 إلى 6 دقائق، رؤية فريدة وشخصية لحياة سكّان غزة تحت الحصار.
يقدم الفيلم تصويرًا حميمًا ومؤثرًا للتجربة الإنسانية في منطقة محاصرة مزّقتها الحرب، حيث يتعايش البقاء والخسارة والأمل في نوع من التوازن الهشّ. يعرض الفيلم وجهات نظر كل من المخرجين المخضرمين والناشئين، ويلتقط المشاعر الحقيقية والنضال اليومي للحياة تحت الاحتلال، ويعطي صوتًا لأولئك الذين يتم إسكاتهم. يمثّل المشروع شهادة على صمود المخرجين ومرآةً للصمود الجماعي لشعب يعاني من مصاعب هائلة لا يمكن تصوّرها، عارضاً لحظات من الجمال والألم والتحدي.
فيلم “جنين جنين” (فلسطين/2024) لمحمد بكري، يوثّق زيارة المخرج لمخيم جنين للاجئين، مظهراً الدّمار الذي خلفه الغزو العسكري الإسرائيلي في عام 2023. هذا الفيلم مبني على إطار فيلمه الوثائقي “جنين جنين” الذي أخرجه في عام 2002، ويعرض في النسخة الجديدة نضال سكّان المخيم المستمر وهم يروون تجاربهم عن الدّمار والفقدان والمقاومة. وبينما يعرض الفيلم حقائق صعبة، فإنّه يعدّ منظورًا أساسيًا لصراعٍ غالبًا ما يُنظر إليه من خلال عدسة واحدة فقط.
“برتقالة من يافا” (فلسطين، بولندا، فرنسا/2024) للمخرج محمد المغني، يوثّق رحلة شاب فلسطيني يحاول عبور نقطة تفتيش إسرائيلية باستخدام بطاقة هوية بولندية مؤقتة. بعد أن رفضه سائقون آخرون، يعرض فاروق، سائق تاكسي ذو نية طيبة، نقله في سيارته، ولكنّهما سرعان ما يواجهان مشاكل شديدة عندما تكتشف سلطات الحاجز فشل محاولة محمد السابقة في العبور.
فيلم “سنّ الغزال” (فلسطين/2024) للمخرج سيف همّاش، تدور أحداثه في مخيم الدهيشة للاجئين، حيث يعاني الشاب وسام من الحزن والعزلة بعد وفاة شقيقه الأصغر. عندما يجد وسام السنّ اللبني الأخير لأخيه، تعود الذكريات لتطفو على السطح، مُذكرة إياه بوعده الذي قطعه وهو أن يرميه في البحر، كونه مكاناً لا يمكن الوصول إليه بسبب القيود المفروضة. يصمّم وسام على الوفاء بكلمته، فينطلق في رحلة خطيرة تستكشف موضوعات الحبّ والخسارة والصمود.
“غنّينا قصيدة” (كندا، فلسطين، الأردن/2024) للمخرجة آني سكاب، فيلم وثائقي تجريبي يتأمل في موضوعات الحب والحنين والصدمة بسبب الهجرة القسرية. الفيلم مستوحى من التاريخ الشخصي للعائلة، ويستعرض تأثير النزوح على الأجيال عبر عدسة قصيدةٍ غنّاها والد المخرجة وعمّها عن منزل طفولتهما في فلسطين. الفيلم غنيّ بالمشاهد البصرية والسّرد الشخصي العميق، ويُعدّ تكريمًا للذاكرة والتراث وصمود الروح الفلسطينية.
فيلم “تحوّل” (فلسطين، ألمانيا/2024) للمخرج كمال الجعفري، يعرض سردًا بصريًا لافتًا للمناظر الطبيعية الفلسطينية تحت الاحتلال. من خلال دمج لقطات أرشيفية مع لقطات تصوير جوي، يقارن الفيلم بين مشاهد من الهدوء حيث يعمل المزارعون ويلهو الأطفال، وبين التدخلات العنيفة من الديناميت والدّمار. ومن خلال صوره المؤثرة، يُظهر الفيلم تداعيات التأثير المستمر للمراقبة والعسكرة والاحتلال في فلسطين.
يعرض مهرجان أجيال السينمائي 2024 مجموعة من 66 فيلمًا من 42 بلداً، تشمل 18 فيلماً طويلاً و 48 فيلماً قصيراً، من بينها 26 فيلماً لصنّاع أفلام عرب و 24 فيلماً لمخرجات نساء. تُقام الفعاليات في مواقع رئيسية في الدوحة، بما في ذلك الحيّ الثقافي كتارا، سكة وادي مشيرب، لوسيل، وفوكس سينما في دوحة فستيفال سيتي.