د حجرات يكتب ماذا تريد ايران؟؟؟

صنارة نيوز - 19/10/2024 - 9:04 pm

ماذا تريد ايران؟؟؟
من اهم الاسئلة التي يجب ان نجيب عليها لمعرفة مساعي ايران في المنطقة، هو ماذا تريد ايران؟، فبرغم الخطابات التي نسمعها من القيادة في ايران، وبرغم كافة التحركات العسكرية للمليشيات الخاضعة لسيطرة ايران، الا ان المواطن العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص لا يعلم حقيقة ما الذي تريده ايران.
قائد الثورة الاسلامية في ايران (اية الله سيد روح الالله الخميني الموسوي) صاغ انتقاداته للدولة اليهودية بلغة دينية وضع خلالها اسرائيل في خانة العدو الاكبر للاسلام، ولكن بعد اللقاء الاول بين منظمة التحرير برئاسة ياسر عرفات والخميني بتاريخ 1821979 ادركت القيادة الفلسطينية ان ايران الاسلامية لن تقدم للفلسطينيين شيئا سوى دعم كلامي وخطابي، ضمن هذا الدعم الخطابي تغطية على سياساته الحقيقية حيث اعلن الخميني 17 آب يوم القدس محاولة منه لتغطية عدم قدرة ايران لتقديم اي دعم حقيقي لفلسطين.
رغم هذه الخطابات وهذه الشعارات، الا ان ان ايران كان لها علاقات سرية مع الكيان الصهيوني، فبعد مرور عام فقط على نجاح الثورة الاسلامية في ايران قام احمد كاشاني النجل الاصغر لاية الله الخميني يزيارة اسرائيل لبحث ومناقشة مبيعات الاسلحة الى ايران، والتعاون الايراني الاسرائيلي ضد البرنامج النووي العراقي والتي اثمرت عن موافقة بيغان شحن اسلحة وقطع غيار طائرات الفانتوم الى ايران، وعندما اخبر المقربون من الخميني عن مصدر الاسلحة كان استفسار الخميني ( هل من الضروري مناقشة مصدر الاسلحة) فكان الرد (لا)  فرد عليه الخميني (اذا نحن لا نبالي)، وبلغ حجم السلاح الايراني 80% اسرائيلي الصنع وتم فضحه لاحقا ضمن ما يعرف بقضية ايران كونترا. فلماذا كانت الثورة الاسلامية في ايران تدين الدولة اليهودية في العلن ولكنها تتعامل معها في السر؟؟؟ هل كانت هذه احدى الركائز الاساسية للثورة  مجرد عداء خطابي وتعاون عملي لمصلحتها؟؟ فايران رفعت من من حدية خطابها المعادي لاسرائيل للتغطية على تعاملاتها مع اسرائيل وامريكا، واستمرت سرا في توطيد التعاون السياسي والعسكري.
ولكن الدعم الايراني لهذه التنظيمات، اراه سقط فعليا في عام 2003 عندما قدمت طهران لامريكا عرضا سخيا لتوطيد الاحترام المتبادل، وتضمن العرض الايراني:
-    وقف دعم الجهاد الاسلام وحماس
-    الضغط على هاتين المجموعتين لوقف الهجمات على اسرائيل
-    نزع سلاح حزب الله وتحويله الى حزب سياسي لا غير
-    فتح البرنامج النووي الايراني بالكامل امام عمليات التفتيش
-    التوقيع على معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية
-    التعاون الكامل في محاربة الارهاب
-    دعم الاستقرار السياسي في العراق
لمن يقرا هذه المقترحات التي تقدمت فيها ايران يجب ان يدرك ان كافة اذرع ايران في المنطقة ستسقط الواحد تل والاخر فور تحقيق الاهداف من دعم هذه الفصائل.
ومما لا تعلمه الشعوب العربية ان اية الله الخميني بين النهج الذي ستتبعه ايران فيما يخص القضية الفلسطينية قائلا: ان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني هو مسالة فلسطينية، ولا ينبغي ان يكون حجم مشاركة ايران اكبر من حجم مشاركة الفلسطينيين انفسهم، ولا ينبغي ان تكون ايران على خط مواجهة مع اسرائيل، تاركا المواجهة المباشرة مع الدولة اليهودية الى الفلسطينيين انفسهم والى جيرانهم العرب.
وايضا البعض قد يقول ان ايران وقفت ضد التوسع الاسرائيلي في جنوب لبنان، ولكن الحقيقة ان ايران لم تتدخل للتصدي للكيان الصهيوني، فاجتياح اسرائيل لدولة لبنان عام 1982 وفر لايران قاعدة قوية لها في دولة عربية لتصبح لاحقا المصيطر على السياسة الداخلية والخارجية للبنان، وكانت لبنان النقطة التي اتخذتها ايران لتصدير ثورتها الى العالم العربي لتولد من هنا حركة حزب الله اللبناني
واذا نظرنا ايضا الى تاريخ ارتباط ايران مع حركات المقاومة الفلسطينية المنشقة عن منظمة التحرير الفلسطينية، نجد ان هذا الارتباط ذات علاقة بمصلحة ايران التوسعية في الشرق الاوسط الساعية لتشكيل اداة ضغط على امريكا واسرائيل لقبولها، فاسرائيل كانت مستمرة بشراء النفط الايراني عام 1989. بدا الارتباط الحقيقي بين هذه الحركات وايران عام 1991 عندما رفضت امريكا توجيه دعوة لايران لحضور مؤتمر مدير حول السلام في الشرق الاوسط، فكانت تعليمات المرشد الاعلى علي خامنئي لتنظيم مؤتمر معارض لمؤتمر مدريد، توافقت فيه الجماعات الفلسطينية مع دولة ايران على ان مؤتمر مدريد يضر بمصالحها، واتهمت ايران الدول الداعمة لمؤتمر مدريد بالخيانة مستخدمة الشارع العربي في اضعاف هذه الحكومات، وبقيت ايران ممتنعة عن المواجهة المباشرة مع اسرائيل موقنة ان التقارب العربي الاسرائيلي لا يجب باي شكل من الاشكال ان يتم كونه سيضع ايران في عزلة طويلة الامد، ولهذا نجد ان ايران عززت مفهوم ان منظمة التحرير الفلسطينية لا تمثل الشعب الفلسطيني فكان ارتباط الجهاد الاسلامي وحماس مع ايران معززا لهذا المفهوم الذي تم نشره. وهنا يجدر ذكر تصريح رئيس المخابرات العسكرية في اسرائيل الجنرال اوري ساغاي: ايران لا تشكل تهديدا لان برنامجها العسكري يستهدف جيرانها المباشرين وليس اسرائيل، (حماس = ايران داخل اسرائيل)
في محصلة الامر، وحسب الثوريين في ايران، فانه كلما بدت ايران اكثر عداء لاسرائيل، كلما زاد التعاطف الذي يمكن ان تكسبه بين الشعوب العربية، وكلما زادت من صعوبة معارضة الحكومات العربية لايران ومعارضتها لها.

الدكتور عزمي حجرات