جريمة الكرك ..طعنات التلميذ استقرت في قلب المجتمع

صنارة نيوز - 05/10/2024 - 8:35 pm

إبراهيم قبيلات

حين سكتنا ونحن نرى الطالب يستبدل كتابه بالعصا، وحين صارت الجامعات قلاعا محصنة امام التيارات الحزبية، كان علينا ان نهيئ أنفسنا للتطور الجرمي وارتداداته الاجتماعية .
تخيلوا ان يقرر شاب في العشرين من عمره توجيه طعنات قاتلة لدكتوره الجامعي فجرا.
حدث ذلك عشية يوم المعلم، وحدث ذلك في مجتمع يحرص كل الحرص على تعليم ابنائه في الجامعات رغم ارتفاع كلف التدريس الجامعي .
وتخيلوا ان هذا الطالب المجرم سينجو من حبل المشنقة، فلا إعدامات في الاردن.
وفي السجن سيضيف الشاب المجرم لإجرامه خبرات إجرامية وفيرة، وبعد عشرين عاما سيخرج فيما تطحن الاسئلة الحائرة أبناء الضحية وأسرته كل ساعة وكل يوم .
أسئلة عن الدوافع الحقيقية ومرامي الجريمة النكراء وسط مجتمع تآلف مع الذبح بعد ان نامت العدالة، وارتفعت نسب الجرائم فيه كما ترتفع فواتير الحياة اليومية.
قتل الدكتور بعد خطوات قليلة من المسجد، كان يؤدي صلاة الفجر حاضرا بين يدي الرحمن .
تبعث الاسرة ابناءها للجامعة ليعودوا بشهادات علمية، فصاروا يعودون بشهادات جرمية فيما يعود عضو هيئة التدريس الى أبنائه وأسرته بالاكفان.
ماذا يجري في المجتمع ؟ ولم كل هذا الميل الجرمي في سلوكنا ؟ ومن اين أتينا بكل هذه الجرأة في القتل على معلمينا وأساتذتنا ومجتمعنا ؟
الجريمة وقعت، نعم، لكن الجريمة الاخرى المسكوت عنها هي إنهيار التعليم ومنظومته في العديد من مؤسساتنا التعليمية .
في الحقيقة جريمة الفجر، وشهيده، لم يقتل الطالب فيها دكتورا وحسب ، انما قتلنا جمعيعا، وقذف بنا وبأسرة المجني عليه في جحيم الدنيا.
نعم، هي الف جريمة وليست واحدة، بعد ان عطلنا تنفيذ الإعدام انصياعا لامر الرجل الابيض، الذي حول مجتمعه وبلاده الى خراب ويريد ان يرى العالم باسره خراباً ومسرحا للجرائم .
الرجل الابيض الذي يقول لنا: لي ديني ولكم ديني ايضاً، وذلك تحت طائل الصواريخ والمقاتلات التي يهديها اليوم لكيان العدو ليقصف بها في غزة ولبنان واليمن.
ألم اقل لكم إن جريمة الفجر، وشهيده، الف جريمة وجريمة .